أمانة الرياض تتجه إلى غرس 25 نوعا من أشجار الزينة مؤسسات حكومية تدرس إمكانية الاستفادة من تمور نخيل «الشوارع»

TT

تتجه أمانة العاصمة الرياض، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، لإجراء بحث ودراسة إمكانية الاستفادة البشرية، من التمور المُنتجة من النخيل المغروسة في شوارع وميادين العاصمة السعودية الرياض، من المتوقع أن تظهر نتائجها خلال عام من بداية الدراسة.

وكشف مسؤول رفيع في أمانة مدينة الرياض عن تحاليل أولية، أجرتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، التي أظهرت أولياً، إمكانية الاستفادة من التمور المُنتجة من نخيل الزينة، التي اتجهت الأمانة إلى غرسها على مدى السنوات الماضية، بهدف الزينة.

وقال الدكتور إبراهيم الدجين مدير إدارة الحدائق بأمانة مدينة الرياض، ان إجمالي ما تم غرسه في عدد من ميادين الرياض «نخيل الزينة» في شوارع وميادين العاصمة الرياض، فاق أكثر من 80 ألف نخلة، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن ما تم غرسه خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أكثر من 20 ألف نخلة، تُنتج أنواعا من التمور، وصفها بـ«الضعيفة والرديئة» من حيث الاستخدام البشري. وعلل الدجين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عدم إمكانية الاستفادة البشرية من إنتاج تمور الشوارع من حيث الاستخدام الآدمي، لتعرضها لعوادم السيارات، وأثر التلوث البيئي، وهو الذي قد يصل بالتمور إلى مرحلة التسمم على حد تعبيره.

وبين أن نسبا كبيرة من التمور المنتجة من قبل نخيل الزينة، الذي اعتادت الأمانة على جمعه حتى يبلغ كميات كبيرة، يتجه للجمعيات الخيرية، التي بدورها تقوم ببيعه، وبالتالي الاستفادة من ريع بيعه للفقراء والمحتاجين، وعدد من الأعمال الخيرية الأخرى.

وعزا الدكتور إبراهيم الدجين قلة إنتاج التمور من النخيل المغروس في شوارع الرياض وميادينها، إلى كون ما يقرب من 60 في المائة منها من ذكور النخيل، وهو ما يُطلق عليه في لغة المُزارعين في السعودية بـ«الفحّال»، والمُتبقي من النسبة 40 في المائة غالبا ما تكون نخيلا غير مُنتجة.

وكشف الدجين عن توجه أمانة مدينة الرياض إلى غرس أكثر من 25 نوعا من أشجار الزينة عوضاً عن النخيل في شوارع وميادين الرياض، رابطاً ذلك بكميات المياه، التي يحتاجها النخيل ليبقى بالشكل المطلوب من حيث زينته، وهو ما تضعه الأمانة نُصب عينها حسب قوله.

وتولي السعودية بشكل عام، اهتماما مُنقطع النظير بالنخيل، المُنتجة منها والأخرى التي تُستخدم للزينة، وهي البلاد الوحيدة في العالم التي تتخذ من النخلة جزءا من شعارها الرسمي.

ويرتبط السعوديون بالنخيل ارتباطا أزلياً، حيث تُعتبر السعودية سلة الغذاء العالمي من حيث إنتاج التمور، وزراعة النخيل، في حين، تُنتج منطقة القصيم (وسط البلاد)، ومحافظة الخرج (جنوب العاصمة الرياض)، ومحافظة الأحساء (شرق السعودية)، أكثر من ما نسبته 19 في المائة من الإنتاج العالمي، البالغ أكثر من 3 ملايين طن من التمور بشكل سنوي.

واتجهت السعودية اخيراً، إلى تسويق أكثر من 30 نوعا من التمور المنتجة داخليا، من أهمها وأكثرها رواجاً على مستوى العالم العربي، (الخلاص ـ رزيز ـ شيشي ـ زاملي ـ شبيي ـ هلالي ـ مرزبان ـ طيار ) وهو ما تُنتجه محافظة الخرج، في حين تُنتج منطقة القصيم ( السكري ـ خلاص ـ برحي ـ نبتة علي ـ رشوديه ـ سباكة ـ حلوه ـ هشيشي) في الوقت الذي تحوي فيه المنطقة، أكثر من 5 ملايين نخلة بحسب آخر إحصائية لوزارة الزراعة في السعودية.