هزة أرضية جديدة بقوة 3.8 درجة لبعض محافظات منطقة جازان بدون أي خسائر

رئيس الجيولوجية: نسعى لزيادة عدد محطات الرصد الزلزالي من 37 إلى 100

TT

تعرضت بعض المحافظات السعودية الواقعة في شرق منطقة جازان (جنوب غربي البلاد) لهزة أرضية بقوة 3.8 بمقياس ريختر صباح البارحة، وبالتحديد في تمام الساعة 6:30 صباحاً، من دون وقوع أي خسائر في الأرواح أو المباني.

وأوضحت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ممثلة في محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي، أن عددا من المواطنين في محافظتي الداير وفيفا الواقعتين شرق مدينة جازان، شعروا بالهزة التي تعود إلى نشاط زلزالي قديم يحدث على فترات متباعدة في هذه المنطقة، وذلك بحسب الهيئة الجيولوجية.

وقال الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، عبر بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن هذا النشاط الزلزالي يرتبط بالظواهر الجيولوجية والتكتونية بالمنطقة، وذلك نتيجة ما تحتويه من صدوع كثيرة تأخذ اتجاهات مختلفة.

وأوضح نواب أن «أهم تلك الصدوع تأخذ باتجاه جنوب – شمال، مروراً بالأراضي اليمنية ويقطع الأراضي السعودية من جهة الجنوب عند الحدود السعودية اليمنية، حيث تتأثر هذه الصدوع بعملية انفتاح البحر الأحمر، وينشأ من هذا الانفتاح قوى شد على حواف الصفيحة العربية التي تنتقل بعد ذلك إلى داخلها (القوى) مما يعيد تنشيط تلك الصدوع».

ويؤكد رئيس هيئة الجيولوجية السعودية على أن المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد، يعرف عنها التأثر بالوضع التكتوني الإقليمي لارتباطها الوثيق بعملية انفتاح البحر الأحمر، مضيفاً «حيث ان معدل الانفتاح عند خليج عدن أكبر منه في شمال المملكة على طول خليج العقبة والبحر الميت».

وأشار الدكتور نواب إلى أن النشاط الزلزالي يأخذ شكله أنماطا مختلفة، مبيناً أن منها ما بدأ بالهزة الرئيسية مباشرة من دون حدوث زلازل سابقة أو لاحقة لها، وأخرى تسبقها هزات صغيرة ومن ثم تأتي الهزة الرئيسية.

وقال «ويأتي بعد هذه الهزة الرئيسية بعض التوابع، حيث يبدأ النشاط الزلزالي في التزايد تدريجيا من حيث القوة والعدد حتى يصل إلى قوة محددة، وبعد ذلك تبدأ في الاضمحلال مرة أخرى حتى تصل المنطقة إلى حالة الثبات مرة أخرى».

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض لها جازان وبعض المحافظات التابعة لها لهزات أرضية، خاصة في العامين الأخيرين، حيث بدأت تشهد تكرار هذه الحالة.

وعند سؤال «الشرق الأوسط» للدكتور نواب عن سبب تكرار هذه الظاهرة وعن ما إذا كان لها ارتباط بالتغير المناخي الجاري في العالم، أجاب قائلاً: «أولاً ليس لها أي علاقة بالتغير المناخي، وهذه الهزات هي نتاج استجابة لحركة (ديناميكية) الأرض، وهي ظاهرة قديمة، لكن لقلة الإمكانات المتوفرة لقياس الزلزال لم تكن معروفة في الماضي، عكس الوقت الحاضر الذي بمجرد حدوث أي هزة تستطيع أجهزة القياس رصدها».

ويبين الدكتور زهير نواب أن عدد محطات الرصد للزلزال في عموم المدن السعودية بلغ 37 محطة حالياً، كاشفاً عن قيامهم خلال الفترة القليلة المقبلة بزيادة أعداد هذه المحطات إلى 100 محطة.

وأضاف «وتواكب زيادة محطات الرصد عمليات تدريب مكثفة، وتطوير للأجهزة العاملة في مجال الرصد الزلزالي، وسيكون لدينا فريق مُدرب».

وحول شكل التعاون القائم بين الهيئة والدفاع المدني لمواجهة أي هزة أرضية قوية في المستقبل، قال رئيس هيئة الجيولوجية «هناك تعاون وثيق وكبير ويتم التنسيق في ما بيننا بشكل دائم، ونحن نتشارك معهم في مهمات التوعية للناس من خلال إلقاء المحاضرات والمنشورات وغيرها، كذلك في القيام بأعمال أخرى كعمليات الإخلاء للسكان في حالة حدوث هزة عنيفة لا قدر الله».

ورأى الدكتور نواب أن معايير البناء التي تضعها وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية تساعد في الحفاظ على الممتلكات العامة كالمنازل والمحال وغيرها، ويقول «لا بد أن تؤخذ معايير كود البناء في الحسبان من قبل المواطنين بحسب ما توصي به وزارة الشؤون البلدية، كون عدم الأخذ بها قد يؤدي إلى حدوث خسائر كبيرة في المباني العمرانية مع أي هزة حتى لو كانت أقل من 3.8 على مقياس ريختر».