50 عائلة تقص شريط الحضور العائلي لمشاهدة مستقبل جدة ومكة

وسط توقعات بأن يتجاوز الزوار نصف مليون زائر في 3 أشهر

أحد المشاريع المتعلقة بتوسعة ميناء جدة الإسلامي («الشرق الأوسط»)
TT

قصت نحو 50 عائلة سعودية شريط الزيارات العائلية خلال أول أسبوع من افتتاح معرض المشاريع التنموية الكبرى في منطقة مكة المكرمة والمقام في أبحر (شمال جدة)، وسط توقعات أن يصل عدد زوار المعرض خلال الثلاثة الأشهر التي سيكون فيها مفتوحا للزوار، نحو نصف مليون زائر.

المعرض الذي تحول خلال الفترة الحالية، خاصة في عطلة الأسبوع، إلى ملتقى للوجوه أتاح للجميع الوقوف على المشاريع المستقبلية في المنطقة إضافة الى اقتناصه في اللقاء والمحبة والسلام.

وتقول الدكتورة ليلى عبد المجيد، بأن المعرض كان أيضا فرصة للالتقاء بزميلات الدراسة بعد أن فرقت بينهن مشاغل الحياة لسنين عديدة.

الدكتورة ليلى عضو هيئة تدريس في قسم التاريخ بجامعة الملك عبد العزيز، التي حضرت المعرض كي تشبع فضولها لرؤية المشاريع التي تتمنى مشاهدتها على أرض الواقع خلال السنوات المقبلة، وتقول: «هذا المعرض ساعدني على تجديد علاقاتي بزميلاتي اللاتي جمعت بيننا مقاعد الدراسة منذ زمن بعيد، حيث إنني شاهدت وجوها قديمة باعدت بيني وبينها ظروف الحياة».

وتضيف: «ذهلت بالأضواء المستخدمة في عرض نماذج المشاريع التي ظهرت بشكل مبهر، خاصة مشروع المنطقة التاريخية بجدة، الذي سيعد خطوة حضارية متقدمة جدا في تاريخ عروس البحر، إذا ما طبّق وفقا للخطة التي عرضت في هذه المناسبة»، مفيدة أن هذا المشروع سيحفظ تراث المنطقة الذي قد يندثر إذا لم يتم الاهتمام به.

فيما اندهشت لونا عرب، البالغة من العمر 74 عاما، من رؤية مدينة جدة بذلك التطور، خاصة أنها لم تأت إلى السعودية إلا في شهر رمضان الماضي منذ حوالي 54 عاما، حيث إنها من الجنسية الإسبانية ومتزوجة من رجل سعودي، غير أنها اضطرت إلى ترك زوجها وأبنائها بعد أربع سنوات عاشتها معهم، والتنقل من بلد إلى آخر، لتقرر العودة مجددا إلى أفراد أسرتها بجدة.

وتقول: «اختلفت مدينة جدة تماما عن السابق، إضافة إلى أن المشاريع التنموية ستكون سببا في تفوّقها على مدن دول الخليج الأخرى»، واصفة عروس البحر بعد الانتهاء من تنفيذ المشاريع بنيويورك السعودية.

واختتمت لونا حديثها بلفظ «ما شاء الله»، على الرغم من أنها لم تعتنق الدين الإسلامي، فيما نشأ أبناؤها على الإسلام بالقرب من والدهم.

بينما شددت هناء الزهار (63 عاما)، على وجوب حضور ابنتها الصغرى التي لم يتجاوز عمرها 21 عاما لرؤية التطورات التي ستحدث في المنطقة، وتقول: «دائما ما أصف جدة القديمة لابنتي، وحرصت على وجودها هنا لتقارن بين الماضي والمستقبل، الأمر الذي يجعلها تشعر بقيمة هذا التطور، الذي لم نعاصره ونحن في مثل سنها».

وفي حين انشغال الأمهات بالمشاريع المعروضة، كرست مجموعة من الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 19 عاما جل اهتمامهن ووقتهن لتشغيل كاميرات أجهزتهن النقالة، والتفنن في إبراز الابتسامات الجذابة لتليق بجمال مجسمات المشاريع، لا سيما أنهن حرصن على اختيار تلك المجسمات كخلفية أثناء التقاطهن للصور التذكارية، سواء كانت فردية أو جماعية.

وترى آية محمد علي (18 عاما)، أن الدافع وراء التقاط صور تذكارية إلى جوار المشاريع التنموية هو من باب الوجاهة ـ بحسب وصفها ـ إذ تقول: «أتعمد فعل ذلك كي أثبت لصديقاتي في المدرسة وجودي في مناسبة تضم شخصيات نسائية مرموقة، إضافة إلى أن حضوري يعطي انطباعا عن ثقافتي التي عادة ما أحب أن تكون مختلفة عن الأخريات».

من جهتها توقعت إحدى منظمات معرض انطلاق المشاريع التنموية بمنطقة مكة المكرمة ـ فضّلت عدم ذكر اسمها ـ أن يستغرق تنفيذ تلك المشاريع من 15 إلى 20 عاما، وقالت: «لم نتوقع حضور هذا العدد الكبير من النساء بمختلف الفئات العمرية، حيث وجدت النساء اللاتي تجاوزت أعمارهن 50 عاما، في حين شهد المعرض حضور الفتيات ممن تقل أعمارهن عن 20 عاما، الأمر الذي أثار استغرابنا، لا سيما أن تلك المناسبة تعد حدثا عقاريا قد لا يجذب فئة المراهقات والكبيرات في السن»، لافتة إلى أن الفتيات انجذبن نحو المشاريع الترفيهية التي ستنفذ في مدينة جدة.

يشار إلى أن الأميرة العنود بنت عبد الله بن محمد، حرم أمير منطقة مكة المكرمة، رعت مساء الثلاثاء الماضي حفل انطلاقة المشاريع التنموية الكبرى بمنطقة مكة المكرمة الذي أقيم في مركز الاحتفالات الكبرى والقرية التراثية بجدة، وذلك بحضور ما يقارب 150 سيدة من الأميرات وسيدات الأعمال والأكاديميات وسيدات المجتمع.