«الدفاع والطيران» تدشن حملة لتثقيف المواطنين والمقيمين صحيا

اللواء زعل البلوي لـ «الشرق الأوسط»: مبدأنا العمل دون الحديث للإعلام

جانب من اطلاق الحملة أمس في سوق الرد سي مول في جدة (تصوير: محمد محجوب)
TT

أرجع اللواء الركن زعل بن سليمان البلوي قائد المنطقة الغربية في وزارة الدفاع والطيران سبب عدم تواصل القطاعات العسكرية وملحقاتها الطبية مع الجهات الإعلامية إلى نهجهم مبدأ العمل قبل التحدث، وقال في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «وفق تعليمات الأمير سلطان بن عبد العزيز فإننا نعمل دون أن نتكلم، غير أننا نأمل في اجتهاد الإعلاميين لزيارة أنشطتنا وإبرازها بالشكل الملائم».

جاء ذلك أثناء تدشينه لحملة الأمير سلطان بن عبد العزيز الثانية للتثقيف الصحي بجدة صباح أمس السبت، والتي تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، وتستهدف من خلال ما تقدمه كل فئات المجتمع السعودي من مواطنين ومقيمين على اختلاف أعمارهم وشرائحهم.

ودعا البلوي أفراد المجتمع بأكمله لحضور المعرض المقام على هامش الحملة لما يحتويه من عناية صحية فعلية لمرتاديه، وأضاف: «إذا تمتع الفرد بصحة جيدة فإن ذلك سيكون سببا في توفير الوقت وتكاليف العلاج، إضافة إلى أنه سيكون قادرا على الإنتاج في عمله، والذي سيؤثر بشكل إيجابي على البلد».

وأشار إلى وجود حملات توعوية على جميع مراكز وقرى ومحافظات السعودية، والتي تعقد بشكل سنوي، لافتا إلى أن الحملة تشمل توزيع المنشورات في المدارس ومرافق الدولة كافة.

من جهتها طالبت الدكتورة صباح بن عفيف استشارية تثقيف صحي ورئيسة حملة القطاعات الخاصة بضرورة دعم مثل تلك الفعاليات باعتبارها مسؤولية الجميع، وقالت لـ «الشرق الأوسط»: «تم مخاطبة 200 شركة خاصة بشأن تلقي دعم منها لحملة الأمير سلطان بن عبد العزيز، إلا أننا لم نر أي تجاوب من قبلهم، وذلك بسبب حجب إدارات العلاقات العامة لديها للتواصل مع أصحاب الشأن»، مؤكدة على أن بعض أصحاب الشركات يتعمدون تعيين مديرين لهم كي يقفوا حاجزا بوجه الناس.

وأضافت: «تم تعاون مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع والطيران مع وزارة الداخلية باعتبارها أكثر وعيا بمشكلات المخدرات، إضافة إلى مستشفيات الأمل لعلاج المدمنين، وذلك بهدف الحصول على دراسات تثري الحملة».

وذكرت بن عفيف أن وزارة الداخلية بصدد افتتاح قسم خاص لعلاج المدمنات في مستشفيات الأمل، وقالت: «نحاول استقطاب أهالي المدمنين والمدمنات لعلاجهم دون اللجوء إلى تسليمهم للجهات الأمنية، باعتبار أن التعامل معهم يتم بسرية تامة»، مبيّنة أن هدفهم من التثقيف الفعلي هو توعية المجتمع وليس تخويفه من الإصابة بالأمراض.

وأوضحت رئيسة الحملة أنه خلال السنوات الخمس الماضية بلغ عدد حالات مرض السكري التي تحتاج لبتر أحد أعضائها 17 حالة في اليوم الواحد، الأمر الذي يستدعي توعية المجتمع بأهمية الكشف المبكر عن الأمراض للتمكن من علاجها قبل فوت الأوان.

ودعت إلى ضرورة عمل ماراثون لتشجيع النساء والرجال على رياضة المشي من منطلق أهمية تغيير السلوكيات الصحية والاجتماعية الخاطئة والمنتشرة بشكل كبير بين الأوساط السعودية.

وأفاد العميد محمد بن عبد العزيز الحلافي رئيس اللجنة العليا المنظمة للحملة ومدير برنامج مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة أن الحملة تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بالأمراض الصحية الأكثر انتشارا حتى يتم تفادي الوقوع في الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بها.

وقال: «يأتي التثقيف كجزء مهم من برنامج العلاج، كما تهدف تلك الحملة إلى إبراز دور قطاعات القوات المسلحة في مسيرة التنمية الوطنية، وإبراز برامج الصحة العامة في السعودية والمتمثلة في تأكيد مستوى الثقافة الصحية لكافة أفراد المجتمع».

وأشار إلى أن المعرض يضم عشرين جناحا طبيا من ضمنها جناح أمراض القلب والسكري والفم والأسنان وسرطان الثدي وغيرها من الأجنحة التي يشرف عليها نخبة من الأطباء والاختصاصيين والممرضين العاملين بالمستشفى.

يشار إلى أن هناك أمراضا بدأت تسجل ارتفاعا كبيرا في نسب الإصابة بها، إذ بلغت نسبة الوفيات جراء الأمراض القلبية 21.8 في المائة من مجمل الوفيات بالسعودية، وذلك وفقا لإحصاءات وزارة الصحة عام 2006. كما تتراوح نسبة الإصابة بمرض السكري بين 25 إلى 27 في المائة من إجمالي عدد أفراد المجتمع، أي ما يعادل ثلثه، بينما بلغت أكبر نسبة للإصابة بحالات سرطان الثدي 11.9 في المائة من مجموع حالات الأورام بحسب ما ذكره مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث لعام 2006.