تفاجأ 12 أكاديمياً سعودياً إلى جانب مجموعة من الباحثين والجغرافيين العرب، بإبلاغهم بقرار تأجيل مؤتمر الجغرافيين العرب المقرر عقده في الفترة بين 9 و11 من الشهر الجاري في الكويت، بعد أن أرجعت الجهة المنظمة ذلك إلى تداعيات الأزمة المالية والوضع الاقتصادي المضطرب، محددة الموعد الجديد مطلع شهر مارس (آذار) المقبل.
وأوضح الدكتور محمد الخزامي عزيز، المنسق العام للملتقى الخامس للجغرافيين العرب بالكويت، لـ«الشرق الأوسط» بأن آثار الأزمة المالية امتدت للمناشط العلمية وتسببت باعتذار باحث فلسطيني عن المشاركة بعد قرار التأجيل الذي سبق عقد المؤتمر بأيام، وهو ما يمثل حالة واحدة مسجلة حتى الآن، مضيفاً بان الحالة الثانية تتعلق بالأكاديميين الذين قد تتعارض جداولهم مع الموعد الجديد.
وبدأ خطاب التأجيل الذي تسلمه الجغرافيون العرب بالقول «نظراً لتفاقم الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على الاقتصاد الكويتي»، في ربط بين الأزمة المالية وما وصفه الخطاب بالأزمة السياسية الحادة التي تمر بها الكويت جراء تقديم أحد نواب مجلس الأمة باستجواب رئيس مجلس الوزراء الكويتي، مع التوضيح بأن التأجيل جاء لانشغال الحكومة الكويتية بهذه الأزمات مما جعلها تلغي معظم ارتباطاتها بما فيها رعاية ملتقى الجغرافيين العرب.
وأفاد عزيز بأن الحكومة الكويتية رصدت مبلغ 40 ألف دينار كميزانية للمؤتمر، وهو ما أوضح بأنه يغطي تكاليف الإقامة المحلية للباحثين والمطبوعات، أما التذاكر، فقال «سعينا لتكون هناك رعاية تغطي قيمة التذاكر والتي تقدر بحدود 20 ألف دينار، لكن للأسف مع انشغال الحكومة لم نتمكن من توفير ميزانية اضافية كتذاكر للباحثين».
إلا أن المنسق العام عاد ليؤكد بأن قرار تأجيل المؤتمر جاء كميزة في بعض جوانبه، كونه يأتي مباشرة بعد الملتقى الدولي الاقتصادي المقرر عقده بالكويت في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو ما وصفه بالتمهيد العلمي والاعلامي للمؤتمر الجغرافي العربي، وتابع بوجود سبب ثان أوضحه بالقول «الزملاء القادمون من دول إمكاناتها المادية محدودة مثل مصر والسودان وموريتانيا ستكون هناك فرصة أن تدفع لهم قيمة التذاكر».
من جانبها، أوضحت الدكتورة عواطف الحارث، أكاديمية مشاركة ومشرفة قسم الجغرافيا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، بأن تغيير الموعد لم يسبب لها إرباكاً لكونها تقدر أسباب التأجيل التي تراها منطقية جداً في ظل تداعيات الأزمة المالية التي تعصف بالعالم ككل، مؤكدة على أنها ستنتظر لشهر مارس (آذار) المقبل، وأرجعت ذلك بأن الهدف الأساسي لمشاركتها هو تمثيل بلادها علمياً في هذا المحفل العربي.
جدير بالذكر أن مؤتمر الجغرافيين العرب يأتي بتنظيم من الجمعية الجغرافية الكويتية، ووُجهت الدعوة للمشاركة في فعالياته إلى جميع أعضاء هيئة التدريس من الجامعات العربية وأعضاء الجمعيات الجغرافية العربية، وينظر الجغرافيون العرب لهذا الحدث على انه محفل جغرافي علمي كبير يضم ندوات متوازية ذات طابع تخصصي وورش عمل، كما تعتزم الجمعية الجغرافية الكويتية مناقشة فكرة إنشاء الأمانة العامة للملتقى واتخاذ خطوات تنفيذية بهذا الشأن.