عمليات الإجلاء مستمرة.. بسبب الأمطار في السعودية

ارتفاع عدد من تم إجلاؤهم من المناطق المتضررة إلى 1600

سيارة غمرت أجزاء منها مياه الأمطار التي هطلت على منطقة الرياض خلال الأيام الماضية فيما ترتوي الجمال السائبة من تجمعات المياه التي خلفتها الأمطار (تصوير: خالد خميس)
TT

أنقذت فرق الإنقاذ بالدفاع المدني بمنطقة الرياض أمس الأول، ما يزيد عن 400 شخص، كانوا قد نشبوا في أماكن تجمعات مياه أو داخل كثبان رملية في عدد من المحافظات القريبة من العاصمة الرياض.

وأجلى طيران الدفاع المدني ما يزيد عن 30 شخصا داهمتهم السيول في محافظة ثادق، حيث أدت كثافة السيول إلى غمر الطريق الموصول إليهم، مما دعت الحاجة إلى استخدام الطيران لإتمام عمليات الإنقاذ.

وفي محافظة الدوادمي، أنقذ الدفاع المدني ما يقرب من 50 شخصا، ممن داهمتهم السيول ومياه الأمطار الغزيرة، فيما تم تأمين الإيواء والإغاثة للأشخاص المتضررين بشكل مباشر.

ويأتي ذلك فيما لاتزال محافظة عفيف (جنوب غرب الرياض) بحاجة لأكثر من 1000 خيمة إيواء ـ بحسب مسؤول حكومي في المحافظة فضل عدم نشر اسمه ـ، جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة، ومناطق البادية القريبة منها، على مدى الأيام القليلة الماضية، مفيدا أن ما تم توزيعه حتى الآن يصل إلى 200 خيمة في المحافظة.

وكشف المسؤول عن إجلاء ما يقرب من 30 شخصا ممن كانوا مُحتجزين جراء مياه السيول الغزيرة، نافياً في الحين ذاته حدوث أية وفيات، عدا طفلة تم العثور على جثتها في أحد الأودية.

وأكد تعرض عدد من المنازل لأضرار استلزمت إخراج قاطنيها منها وإسكانهم في شقق مفروشة بالمحافظة، فيما عادت أسر أخرى لمنازلها بعد إصلاحها من أضرار بسيطة لحقت بها.

وأوقفت الدراسة في المدارس القريبة من محافظة عفيف، فيما عادت الحركة التعليمية للمدارس في وسط المحافظة بحسب تأكيدات المسؤول، عقب أن توقفت خلال اليومين الماضيين، جراء الأمطار الغزيرة التي أدت إلى شلل الحركة بشكل تام في المحافظة.

وقال المسؤول إن لجاناً حكومية تعمل على قدمٍ وساق في المحافظة، لحصر الأضرار التي لحقت بها، في حين كشف عن توقف عدد من الطرق الرابطة بالمحافظة، البعض منها عادت له الحياة أمس، مثل طريق عفيف الرابط بالطائف، والبعض الآخر لا يزال محل عمليات إصلاح من قبل لجان ميدانية تابعة لإدارات الطرق في المناطق القريبة من المحافظة، مشيراً إلى الطريق الواصل بين محافظة عفيف ومحافظة الصفرة.

يأتي ذلك فيما كشف مسؤول حكومي عن خطة طوارئ، تعمل ضمن ضوابطها عدد من الجهات الرسمية الحكومية الإغاثة في السعودية، تسير وفق قواعد ونُظم الحماية المدنية.

وأكد اللواء عابد الصخيري مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة الرياض، على تفعيل «خطة الحماية المدنية» التي تبنتها أجهزة إغاثية رسمية في البلاد، ترتكز على حصر الآلات التابعة لتلك الجهات، وأعداد وصفها بـ«الغفيرة» من القوى البشرية العاملة في صفوف الأجهزة ذاتها.

وأفصح اللواء الصخيري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن غرفة عمليات مُشتركة ما بين جهاز الدفاع المدني، والرئاسة العامة لحماية الأرصاد وحماية البيئة، مؤكداً أن الأخيرة تزود جهازه بأحوال الطقس، ضمن تقارير يتلقاها كل 6 ساعات.

وقال اللواء الصخيري إن لجانا فرعية يتم تشكيلها بشكل عاجل، في أية محافظة تتعرض للطوارئ أو لأحوال جوية تستدعي الاستنفار، تنبثق من نظام الدفاع المدني، الصادر بقرار من مجلس الوزراء.

وتواصلت رسائل الدفاع المدني التوعوية، وقالت في بيانٍ لها أمس «إن ما يقلقنا أن هناك أناسا يضربون بعرض الحائط التعليمات والإرشادات الخاصة بالخروج إلى المتنزهات البرية، وكذلك التنزه لمشاهدة مناظر الأمطار والسيول، في الوقت الذي يُضرب بتعليماتنا بعرض الحائط».

وأضاف البيان «شاهدنا العديد من حالات الإهمال، مثل ترك الأطفال يلعبون بجوار أماكن جريان الأودية والشعاب، والدخول في مجاري السيول محاولة قطع الطريق والذهاب إلى طريق آخر بحجة أن سيارتهم مجهزة بدفع رباعي، وهو ما بات يُشكل خطرا يهدد حياة مرتادي تلك الأماكن الصحراوية».

وكانت جهات رسمية سعودية قد أجلت في منطقة القصيم خلال اليومين الماضيين، قرابة 1130 شخصا، تعرضوا للاحتجاز، جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقتهم خلال الأيام القليلة الماضية.