مسؤولان خيريان يتهمان بعض سكان بيوت الصفيح بانتحال صفة الفقراء

قالا إن 20% من سكان «الصنادق» في الشمال ليسوا محتاجين.. و1500 وحدة سكنية تنتظرهم

جانب من بيوت الصفيح في مدينة عرعر («الشرق الأوسط»)
TT

أبلغ مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة الحدود الشمالية «الشرق الأوسط» أن أكثر من 20 في المائة من سكان بيوت الصفيح «الصنادق» في المنطقة، ليسوا من الفقراء أو المحتاجين، مبرراً سكنهم في هذه المنازل البدائية بأنه يعود إلى عدة عوامل اجتماعية وثقافية من أبرزها الرغبة في البقاء في المكان والتجمع القبلي الذي ينتمون إليه.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان أزمة بيوت الصفيح «الصنادق» في مدينة عرعر مازالت قائمة، وان هناك 1500 وحدة سكنية تنتظر سكان هذه البيوت في منطقة الحدود الشمالية خلال الفترة المقبلة، مبينا ان الوزارة قدمت أراضي سكنية لهيئة الإسكان لكي تقوم بإنشاء أكثر من 300 وحدة سكانية عليها خلال العام الجاري في مدينة عرعر ومحافظتي رفحاء وطريف.

وأتهم عبد العزيز الدبيخي أمين عام جمعية الأمير عبد العزيز بن مساعد في منطقة الحدود الشمالية، سكان بيوت الصفيح بأنهم ليسوا محتاجين، وإنما يعتبرون ما تقدمه الجمعيات الخيرية حقا مشروعا لهم.

من جهته طالب رياض العبد الكريم نائب المدير التنفيذي لمؤسسة الملك خالد الخيرية «دفء الشتاء»، الجهات المعنية بأزمة بيوت الصفيح في منطقة الحدود الشمالية باتخاذ خطوات بعيدة المدى للقضاء على هذه الظاهرة، وعدم الاكتفاء بالمساعدات المالية أو العينية التي تكون في فترة الشتاء فقط، بينما لم تحل الأزمة بشكل جذري.

وقال المسؤول في الشؤون الاجتماعية إن التقديرات لعدد السكان الذين يعيشون في بيوت الصفيح في مدينة عرعر وحدها أكثر من 3000 شخص، موضحاً أن الوزارة قدمت رواتب شهرية تتراوح من 1000-2500 للعائلات التي تسكن هذه البيوت.

من جانبه قال الدبيخي إن الجمعيات الخيرية في منطقة الحدود الشمالية تفتقد إلى قاعدة بيانات تفيد بعدد الفقراء والمحتاجين، ويعود ذلك لتنقل هذه الأسر المستمر بين المدن والقرى.

وتوقع الدبيخي أن تصل التبرعات من الملابس الشتوية إلى 500 مجموعة من الملابس الشتوية لمقاومة البرد القارص، مؤكدا أن هذا العدد ليس كافيا لسد حاجة الفقراء المحتاجين، مضيفا أننا نحتاج إلى أكثر من 4500 مجموعة لتوزيعها على الأسر المحتاجة في فصل الشتاء.

وكشف الدبيخي ان 196 أسرة استفادت من أسكان الأمير الوليد بن طلال، وهم من سكان بيوت الصفيح، متوقعاً إزالة أكثر من 100 بيت صفيح هذا العام، حيث يقدر عدد بيوت الصفيح في مدينة عرعر اكثر من 200 بيت، بينما يقدر عدد بيوت الصفيح في محافظة رفحاء بأكثر من 100 بيت، ومحافظة طريف 70 بيتا. وقدر الدبيخي عدد الأسر المحتاجة في مدينة عرعر بأكثر من 2400 أسرة، بخلاف محافظتي رفحاء وطريف. من جانبه طالب رياض العبد الكريم وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية ان تضع برامج تنموية على المدى البعيد، وعدم الاكتفاء بتوزيع كسوة الشتاء، وإفطار صائم، وتوزيع تبرعات نقدية وعينية تكون وقتية بلا أية خطة تنموية مستقبلية.

وأضاف العبد الكريم ان معظم المؤسسات الخيرية في السعودية تعمل بطريقة وقتية وذلك بمنح المحتاجين والفقراء تبرعات عينية بدون النظر إلى المشاريع التنموية وخلق فرص وظيفية تغني الفقراء عن السؤال.

وقال العبد الكريم إن وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية في السعودية تفتقد إلى برامج تنموية بحيث تكسب هؤلاء الفقراء حرفة تدربهم وتأهلهم إلى سوق العمل.

ودعا العبد الكريم وزارة الشؤون الاجتماعية الى تغيير فلسفتها تجاه الفقراء، وإخراج هذه الأسر من دائرة الفقر إلى دائرة الكفاف، وان لا يظل هاجس العوز قائما مع الأسرة. وقال إن مؤسسة الملك خالد الخيرية لا تخدم المناطق الرئيسية ولكن تركز جهودها على المناطق البعيدة التي قد لا تحظى بالخدمات التي حظيت بها المناطق الرئيسية.

من ناحية أخرى توقع فلكيون ان تعيش منطقة الحدود الشمالية برد هذا العام، حيث ستصل درجة الحرارة دون الصفر كما حدث بالعام الماضي.