سلطان بن سلمان: هيئة السياحة ستعيد تصنيف الفنادق بالتوافق مع مستوى الخدمة

أكد أن أهمية مشروع القرى التراثية تتجلى في إبراز تاريخ البلاد ووحدتها

TT

كشف الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الهيئة عمدت إلى مسح كامل لجميع الفنادق في السعودية وتحليلها لتصنيف هذه الفنادق ومعرفة إمكاناتها.

وبين الأمير سلطان بن سلمان خلال افتتاح فندق «نوفتيل العنود» في الرياض ان الهيئة وجدت ثغرات كبيرة جدا في تصنيف الفنادق وإمكاناتها، بالإضافة إلى وجود ثغرات بين التوازن في التصنيف وإمكانية الفنادق، مشيراً إلى وجود تحديات كبيرة أمام هيئة السياحة، خاصة في قطاع الشقق المفروشة.

وكانت مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية قد دشنت فندق العنود نوفتيل البارحة الأولى بحضور الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز نائب رئيس مؤسسة العنود الخيرية، والأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، بالإضافة إلى الفرنسي جيرار بليسون مؤسس مجموعة أكور الفندقية العالمية، وجيل بليسون الرئيس التنفيذي للمجموعة الفرنسية.

وذكر الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة ستعمل على إعادة تصنيف الفنادق ابتداء من مكة المكرمة والمدينة المنورة، على ان ينتهي برنامج اعادة التصنيف بنهاية العام المقبل، إضافة إلى وجود برنامج وكذلك برنامج تصنيف الشقق المفروشة وتنظيمها من جديد.

وكشف عن وجود حاجة كبيرة للفنادق في العاصمة السعودية الرياض، بالإضافة إلى المناطق النائية، مشيراً إلى ان الخطة التطويرية لمدينة الرياض تتضمن عددا من الفنادق الكبيرة ضمن المشاريع، وخلال الثلاث سنوات المقبلة سيكون هناك عدد جيد جداً من الفنادق.

وأكد انه سيتم الانتهاء من خطة تطوير مطار الملك خالد في العاصمة السعودية الرياض قبل منتصف 2009، حيث سيكون هناك تطوير شامل لمرافق المطار، وذلك عن طريق إيجاد مناطق للمؤتمرات والمعارض. ولفت إلى أن السياحة الوطنية تحتاج إلى تنظيم قوي جداً، وإعادة تصنيفها حتى يكون هناك إقبال على الاستثمار السياحي، وبذلك يكون العرض أكثر من الطلب ويؤثر ذلك في الأسعار.

وأضاف أن الهيئة رفعت خطة لتطوير الاستراحات في الطرق، والتي وصفها بالوجه الذي لا يعكس الواجهة الحضارية للمملكة، مبيناً أن الاهتمام باستراحات الطرق يعتبر من الاستراتيجية الوطنية التي أقرتها الدولة، مشيراً إلى أن 82 في المائة من السياح المواطنين يعتبرون ان الخدمات في تلك الاستراحات غير لائقة.

وأكد أنهم مستعدون لتحويل استثمار استراحات الطرق خلال عام، إلى أفضل مما هو عليه في الوقت الحالي، وذلك لوجود مستثمرين مستعدين لإعادة تنظيمها وتقديم الخدمات التي يستحقها المسافر.

وقال: ان المملكة تعتبر من أول الدول المستهدفة للاستثمار في العالم، ويعد قطاع السياحة من أكثر القطاعات المستهدفة في الاستثمار، موضحاً أن المملكة مقبلة على نهضة كبيرة جدا، وما يحدث في سوق الأسهم السعودي لا يعكس أبدا مستوى الاقتصاد السعودي، بل هو عبارة عن تأثير نفسي لدى المتعاملين لما يحدث في الأسواق العالمية. من جهة أخرى، أقام الأمير سلطان بن سلمان مساء أول من أمس، مأدبة عشاء في نخيل العذيبات بالدرعية تكريما لأعيان قرية آل خلف التابعة لمحافظة سراة عبيدة، ضمت عددا من أهالي القرية، بالإضافة إلى سعيد بن عبد العزيز آل مشيط محافظ خميس مشيط، واحمد بن سعيد الشهراني محافظ سراة عبيدة، ومنصور بن سعد ثقفان محافظ ظهران الجنوب.

وقد رحب الأمير سلطان بالحضور مثمنا اهتمام الأهالي في الحفاظ على قريتهم التراثية وترحيبهم بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لإدراجها في مشروع تنمية القرى التراثية الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وتقديم التسهيلات اللازمة لتطوير مبانيهم التراثية وترميمها والمحافظة عليها، معربا عن تقديره لأهالي القرية على اهتمامهم بإنشاء جمعية تعاونية لتأهيل القرية وإدارتها.

وأشار الأمير سلطان إلى «أن مشروع الحفاظ على القرى التراثية وتنميتها اقتصاديا يحظى بأولوية اهتمامات الهيئة لما له من مردود اقتصادي وثقافي على أبناء تلك القرى، بالإضافة إلى دوره في إبراز قيمتها التاريخية ومساهمة أهلها في بناء وتوحيد البلاد».

وقال «إن قضية المحافظة على التراث الوطني ليست قضية الهيئة وحدها وإنما هي قضية وطنية، وخادم الحرمين الشريفين وولي العهد في مقدمة الداعمين لهذه القضية وهم الذين يبادرون للمحافظة على التراث العمراني انطلاقا من كون التراث العمراني هو مصدر إلهام لتاريخنا وتاريخ المناطق، بالإضافة إلى كونه مصدرا اقتصاديا لأصحابها، بحيث تصبح تلك القرى مصدر خير ورزق وفرص عمل للمواطنين بدلا من بقائها خربة ومهدمة».

وجدد الأمير سلطان التأكيد أن ملكية البيوت في القرى التراثية التي سيتم تأهيلها ستبقى لأصحابها ودور الهيئة هو مساعدة الناس للمحافظة عليها من الاندثار لتبقى تاريخا حيا ومصدر اعتزاز وخير، مؤكدا «أن الهيئة لا تفرض فتح هذه المواقع للسياحة وإنما يتم ذلك بمبادرة أصحاب المواقع وبالتعاون معهم وبقناعتهم بأهمية وفوائد هذه المشاريع ومردودها الايجابي عليهم وعلى مناطقهم».

وكان الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار قد قام بزيارة إلى قرية آل خلف ضمن زيارة له لمحافظة سراة عبيدة بتوجيه من أمير منطقة عسير، وأعلن عن عزم الهيئة المساهمة بالتضامن مع أمانة منطقة عسير وبلدية سراة عبيدة والسكان بتأهيل وترميم قرية آل خلف التراثية ضمن برنامج تنمية القرى التراثية وإنشاء جمعية تعاونية لتأهيل القرية ودعمها بمليون ريال.

كما زار محافظة ظهران الجنوب والتقى أهالي المحافظة في الحي القديم الذي سيتم البدء في تأهيله ضمن برنامج تنمية القرى التراثية، حيث تجول في الحي وزار أحد المساكن التراثية فيه، واستمع إلى شرح من المحافظ ومن رئيس البلدية حول الإجراءات المتعلقة بالبدء في المشروع.

وتتبنى الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال قطاع الآثار والمتاحف برنامجا لتنمية القرى التراثية بالشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى المجتمع المحلي، وذلك بغرض إيجاد مورد مالي يساهم في تنمية المجتمعات المحلية في المحافظات والمدن والقرى لتقوية روح التكافل بين أفرادها من خلال تنمية الخدمات وتشجيع الاستثمار السياحي، وكذلك إيجاد فرص عمل جديدة لتوظيف فئات المجتمع المحلي وزيادة دخلهم، ورفع معدلات الإنفاق الداخلي للسياح، وقد تم البدء في مشاريع المرحلة الأولى التي انطلقت العام الماضي وتشمل: البلدة القديمة في الغاط، وقرية رجال المع في منطقة عسير، وقرية ذي عين في منطقة الباحة، وبلدة جبة في منطقة حائل، وبلدة العلا القديمة.