ندوة «الفيصل والاقتصاد».. آلاف الطلبة والطالبات يتعرفون على وجه جديد للملك الراحل

أدار الاقتصاد بعبقرية نادرة في مراحل مفصلية بالغة الصعوبة

جانب من الحضور في الندوة («الشرق الأوسط»)
TT

استعاد آلاف الطلبة والطالبات الذين غصت بهم قاعات مركز جدة للمنتديات والمعارض للاستماع إلى 4 أكاديميين حول جوانب مختلفة من شخصية الملك الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز ضمن فعاليات معرض «الفيصل شاهد وشهيد» الوجوه البارزة المختلفة للملك الراحل ومواقفه الاستثنائية في مجالات الاقتصاد، والتربية والتعليم.

وعلى عكس ما هو متوقع فإن النسبة العظمى من الحضور كانت من الطلبة أقل من 25 عاماً، والذين تابعوا الندوة لآخرها باستمتاع بالغ، قلما تشهده المحاضرات التاريخية أو المتخصصة بشهادة المشرفين والأكاديميين المحاضرين.

وتابع الطلبة والحضور بشغف وحماس بالغ كلمة الدكتور هشام جمجوم المتخصصة في مناقشة التجارة في عهد الملك فيصل، مفاصل مهمة في تجربته في توجيه الاقتصاد السعودي ومواقفه التنموية خلال حياته ورؤيته التي تتركز على أن المكسب الأساسي ليس الاستثمار وجمع الأرباح وإنما هو السير بهذه الأمة والوطن لبناء مستقبله على قواعد سليمة، وتناوله لأزمة عام 1376هـ بعد تفاقم الديون وتوقف المشاريع وتأخر سداد الرواتب، وعدم ثقة المؤسسات المالية بالوضع المالي العام وعدم قبول الريال في الأسواق التجارية والأجنبية، إلا أن الفيصل وضع حلولا عاجلة لتجاوز هذه الأزمة وتمكن من تصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها في أقل من ثلاث سنوات.

في حين ركزت الورقة التي ألقاها عميد كلية إدارة الأعمال بجدة، الدكتور حسين محمد علي العلوي على تعليم الإقتصاد والإدارة في عهد الفيصل، متتبعاً جذور تعليم الاقتصاد والإدارة من عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، ومستعرضاً حجم الإنفاق الذي استثمره الفيصل في مجال التعليم وفتحه لباب التعليم النظامي للفتيات، واستحداثه التعليم في مجالات الاقتصاد والإدارة، وتطور هذا التخصص في التعليم داخل السعودية.

وركزت ورقة الدكتورة رفيدة خاشقجي، عميدة كلية إدارة الأعمال للطالبات على موقف الحكومة السعودية من تعليم المرأة السعودية، وصفق الطلبة والحضور كثيراً لشخصية الملك الراحل التي قال الدكتور هشام جمجوم عنها بأنها شخصية يصعب الحديث عنها لعبقريته الخصبة ولتعددية جوانب هذه الشخصية، وكانت الندوة قد افتتحت بكلمة للدكتور عبد الله بن دحلان عضو مجلس الشورى أكد فيها على شخصية الفيصل القوية ورؤيته الاقتصادية الثاقبة، ومواجهته لعدد من التحديات أهمها استلامه خزينة غير قادرة على تأمين احتياجات المواطنين، وتمثل عائقاً ضد تنمية البلاد، مشيراً إلى أن الاقتصاد السعودي كان على قائمة أولويات الملك فيصل، حيث وضع خطة داعمة للاقتصاد السعودي، كانت هي الحل الداعم والمساند لخطة التنمية الشاملة إيماناً منه بأن الاقتصاد القوي تتطور معه جميع الخدمات وتتحقق به كافة الأهداف.

أيمن فاضل، طالب بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز كان من بين الحضور هو وعدد من زملائه، أبدوا رضاهم واستمتاعهم الكامل بالأمسية التي وصفوها بـ «الملهمة» والمهمة لاستعادة التاريخ وفهمه بشكل أعمق، وللشعور بالفخر للانتماء لهذه الأرض.