السعودية تحذر الحجاج من الكتب «المضللة».. وتستعد للموسم بـ 32 لغة

وزارة الشؤون الإسلامية رصدت 10 آلاف مادة مخالفة في حج العام الماضي

تحذيرات حكومية من انتشار الكتب المضللة في العقيدة بين الحجاج («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية في بيان أصدرته أمس من الكتب المضللة في العقيدة والأشرطة والبرامج الحاسوبية التي يتم توزيعها من جهات مجهولة بواسطة عدد من الحجاج، حيث أفادت بأن هذه المواد تحتوي على تعليمات تخالف المعتقد الحق أو فيها ما يخل بشيء من أصول الشريعة.

وأفصح البيان الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، على لسان الدكتور محمد التركي، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المطبوعات والبحث العلمي، بأن فريق العمل الميداني الذي شكلته الوزارة لمتابعة ما يتم توزيعه رصد خلال موسم حج العام الماضي ما يزيد على 10 آلاف مادة مخالفة متنوعة، تم فرزها وتحليلها وإعداد تقارير إحصائية وعلمية بشأنها، واتخاذ خطوات العلاج اللازمة لها.

أمام ذلك، أوضحت الدكتورة آمال نصير، المشرفة على الأقسام النسائية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بمنطقة مكة المكرمة وناشطة دعوية، لـ «الشرق الأوسط» أن العديد من حجاج الخارج القادمين لأداء مناسك الحج أنفقوا الكثير من المبالغ وبذلوا جهوداً كبيرة لتحقيق هذا الهدف، وهو ما تراه أمراً يستوجب إبعادهم عن مواطن الشبهات وكل ما يطعن بالعقيدة وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة بما يخدمهم ويساعدهم على إتمام الفريضة.

واستدلت نصير ببعض المخالفات التي شهدت انتشارها لدى فئة من حجاج الخارج داخل المخيمات، من قراءة للكف وغيرها، حيث تعتقد أن ذلك عائد لجهل بعض الحجاج، وهو ما تراه دافعاً للعمل على زيادة توعية الحجاج من كافة الجهات المسؤولة ومساعدتهم على إتمام فريضة الحج على أفضل وجه، مستدلة بالحديث الشريف «إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً».

فيما أعلنت الوزارة أمس عن اعتماد 171 كتابا مترجما لـ 32 لغة، و37 شريطا بـ 8 لغات ستوزع على الحجاج في كافة المنافذ السعودية التي يمرون بها، والبالغة 12 منفذا، وستتم عملية توزيع المصحف الشريف وكتب المناسك والكتب الإرشادية على مرحلتين، الأولى عند دخول الحجاج للبلاد وأثناء وجودهم في المشاعر المقدسة، والثانية بعد الحج، عند مغادرة الحجاج، مع توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين التي تتضمن مصحفا شريفا مترجمة معانيه بلغة الحاج ومجموعة من كتيبات إرشادية في علبة فاخرة ومغلفة.

وفي ذات السياق، أوضح التركي أن وزارة الشؤون الإسلامية شكلت فريق عمل ميداني بهدف مسح ومعرفة ما يتم توزيعه في موسم الحج، والجهات التي تقوم بذلك، ومعرفة الوسائل والآليات الجديدة التي يتم بها التوزيع من الجهات المختلفة والإفادة من التجارب في هذا المجال، وحصر أماكن التوزيع المهمة والتنسيق بشأنها، إلى جانب تحقيق التنسيق والتكامل بين العاملين في موسم الحج.

وبيَّن التركي أن هذا الفريق يتكون من عدد كبير من الباحثين، وفرق عمل الرصد الميداني التي تنتشر في مكة والمشاعر المقدسة، في حين أكد أن الكتب والمنشورات والبرامج الحاسوبية المعتمدة للتوزيع هي التي تصدرها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وأفاد بأن الوزارة اعتمدت خلال هذا العام توزيع أكثر من 15 مليون نسخة من المناسك والكتب الإرشادية والأشرطة السمعية وكتب كبار الضيوف والمطويات.

ولإتمام مهام التوزيع في جميع المنافذ وفي المواقيت وداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، انتدبت وكالة الوزارة لشؤون المطبوعات أكثر من 131 موظفاً، كما استعانت الوكالة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والذي سيتولى توزيعه بالإضافة إلى مطبوعات الوزارة في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، وسيقوم فرع الوزارة بالمدينة بالتوزيع داخل المدينة المنورة، بينما ستتولى لجنة توزيع المطبوعات الدينية في جدة توزيع المصاحف ومطبوعات الوزارة في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة.