فوز أوباما يفرض نفسه على فعالية ثقافية شمال السعودية

مثقفون اعتبروه نجاحا للتعليم الأميركي.. وقصورا في الثقافة العربية

TT

فرض الإنجاز التاريخي الذي أحرزه الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، كأول أسود من أصول أفريقية يفوز برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، نفسه على برامج الأندية الأدبية ومناقشات وطروحات المثقفين في السعودية، الذين ربطوا بين فوز أوباما الساحق على منافسه الجمهوري جون ماكين بتوافر ملكة الإبداع لديه، وإتقانه فن الخطابة وبراعته في كسب المؤيدين، حتى من بين المنتمين للحزب المنافس، ليصعد به إبداعه إلى رئاسة أكبر دولة في العالم، مرجعين ذلك إلى تقدم التعليم في أميركا، وقدرته على تخريج أجيال مبدعة.

وكانت مدينة سكاكا، المركز الإداري لمنطقة الجوف (شمال السعودية) قد شهدت أول من أمس إقامة أول ملتقى يناقش هذه الظاهرة، بهدف إثبات علاقة الإبداع وفن الخطابة المبدع بتقدم الإنسان ومقدرته على إقناع الآخريين، وقدرة هذا الإبداع على تحويل موقف الشخص الذي أمامك، كما حدث للكثير من الناخبين الأميركيين الذين تبدلت مواقفهم من معارض وبشدة لانتخاب السيناتور باراك حسين أوباما، وذلك لاعتبارات مختلفة، بينها لونه الأسود، وجذوره الأفريقية، وقربه من الدين الإسلامي إلى موقف المؤيد له ولسياساته التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية. واعتبر الملتقى، الذي نظمه النادي الأدبي الثقافي في منطقة الجوف عن «الإبداع بين الواقع والمأمول»، وشارك فيه الدكتور جميل بن موسى الحميد، والدكتور محمود خلف الله، أن النجاح الذي تحقق للسيناتور أوباما في إقناع معارضين يتمتعون بالشراسة والمواقف الصعبة يعد انتصارا جديدا للإبداع، ما يمكن أن يكون بداية لتغيير كثير من القناعات والثقافات السائدة داخل مجتمعاتنا العربية.

وأكد المتحدثان أن الإبداع ما كان له أن يتحقق إلا من خلال مستوى التعليم المتطور الذي وصل إليه التعليم الأميركي ونجاحه في الوصول إلى صناعة الإبداع لفن التلقي، وكذلك الحال بالنسبة للإبداع بفن الخطابة، وهو ما تجسد في الحملات الانتخابية التي خاضها المرشحان للرئاسة وما صاحبها من لقاءات مباشرة مع الناخبين، وكذلك المناظرات التلفزيونية التي جمعت المرشحين وما شهدته من نقاش لمواقفهما تجاه العديد من القضايا التي تهم الشعب الأميركي. وذكر الدكتور الحميد أن الإبداع هو السمة الفارقة التي امتاز بها السناتور باراك أوباما عن بقية منافسيه، على الرغم من أنه قد يكون الأقل حظاً لدى الناخبين، إلا أن نجاحه في الإقناع وسياسة الإبداع في الحوار كانت أهم العناصر التي قادته لدخول البيت الأبيض.

واعتبر الملتقى، الذي حضره إبراهيم الحميد، رئيس النادي الأدبي في الجوف والعديد من الشخصيات الأدبية والثقافية في السعودية، أن التعليم الأميركي يعلم الإبداع، وهو تعليم مبدع بالتالي، وذلك بسبب المراجعة المستمرة له هناك، مبيناً أن تعليم الخطابة يتم منذ بداية دخول الأطفال إلى المدارس الأميركية، ولهذا نشاهد ظاهرة الخطباء الأميركيين المفوهين مثل الرئيس الأميركي المنتخب باراك حسين أوباما الذي يعد مثالا حيا لنجاح التعليم في أمريكا. وحمل المشاركون في الملتقى مناهج التعليم في العالم العربي مسؤولية قصور الإبداع لدى الأجيال المعاصرة، كونه وراء اكتفاء الجامعات بتخريج آلاف الخريجين الذين يستطيعون مواجهة زملائهم، مطالبين بضرورة المراجعة المستمرة لمناهج الدراسة في العالم العربي بشكل مستمر لكي تواكب العصر وتكون وسيلة لخلق العديد من المبدعين العرب.