إعادة تأهيل الفن كوسيلة علاجية لحالات الكبت الانفعالي

لدى الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة

TT

أعاد مرسم عالمي، يضم لوحات ورسومات لأطفال سعوديين في فرعه بجدة، تأهيل الدور الذي يلعبه الفن في تحديد ملامح شخصية الطفل، وتنمية قدراته المعرفية، وتشكيل نظرته للحياة والناس المحيطين به، ليصبح، إلى جانب ذلك، وسيلة علاجية تسهم في علاج كثير من الحالات المرضية، خاصة من بين الأطفال الذين يعانون من الكبت الانفعالي، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

المرسم يحمل اسم «كولر مي ماين»، وتقوم فكرته على أساس إتاحة الفرصة للطفل لتلوين وابتكار تصاميمه الخاصة على قطعة من السيراميك يقوم باختيارها بنفسه، التي يمكن أن يستخدمها الطفل في ما بعد ككوب، أو طبق، أو حصالة، أو برواز، أو زينة، حيث يقوم بتلوينها وتنفيذها بطريقته الخاصة، على أن يتم ذلك في جو عائلي مميز يشارك فيه الآباء والأمهات أبناءهم التلوين والرسم على السيراميك، مما يعزز علاقة الطفل بوالديه ويمنحه مزيدا من الثقة ويتيح للأهل فرصة للاطلاع على توجهات أبنائهم واكتشاف شخصياتهم.

وتقول برولا بادكوك، صاحبة المرسم لـ«الشرق الأوسط»، إن المرسم يقوم بتنظيم ورش عمل للأطفال والكبار لتعليم مبادئ الرسم وخلط الألوان، كذلك فن الموزاييك، وفن البورسلين، كما يقوم المرسم بتنظيم ناد صيفي ونادي ما بعد المدرسة خلال العام الدراسي، بهدف دمج التعليم بالترفيه بالفن، من خلال طرح مفاهيم مختلفة مثل الهرم الغذائي، البيئة، إعادة التدوير والاستخدام، الكائنات البحرية، الفضاء، إلى جانب العديد من المواضيع العلمية المختلفة، ومن ثم تنفيذ عمل فني مرتبط بالدرس.

وترى بادكوك أن الفن، والرسم تحديدا، يعد بديلا عن اللغة المنطوقة للأطفال، وشكلا من أشكال التواصل غير اللفظي مع المجتمع، وهو بذلك يستخدم كطريقة من طرق العلاج والتنفيس الانفعالي، حيث تمثل الرسوم انعكاساً حقيقياً لمشاعر الأطفال نحو أنفسهم والآخرين، ووسيلة فعالة لفهم مكنونات الأطفال ودوافعهم ومشاعرهم والعوامل النفسية وراء سلوكهم غير السوي، وبالتالي التعرف على مشكلات الطفل وما يعانيه، حيث يفرغ عن طريق الرسم والتلوين ما يجول بداخله.

كما أن ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب بادكوك، هم بحاجة أكبر للتعبير من خلال التلوين والرسم عن ذواتهم، خاصة الذين لديهم مشكلات لغوية، حيث يتم تحليل رسوماتهم والألوان التي يستخدمونها والخطوط لفهم نفسياتهم وحالاتهم.