خبيرات سعوديات يرسمن «خارطة طريق» للفتيات الباحثات عن عمل

أكدن أن ضعف الشخصية يحول دون حصولهن على الوظيفة المناسبة

TT

رسمت خبيرات اجتماعيات ومتخصصات في علم النفس خارطة طريق للفتيات السعوديات الباحثات عن عمل، بحيث يتمكنَّ من خلالها من اجتياز العقبات التي تقف في طريق حصولهن على الوظيفة المناسبة، بعد أن اكتشفت هؤلاء الخبيرات والمتخصصات وجود خلل يحول بين طالبات العمل، خاصة من الأسر المحتاجة أو الفقيرة، وبين حصولهن على الوظائف، مشيرات إلى أن درجة ضعف أو شدة الفقر تنعكس سلبا على ملامح شخصيتهن نتيجة عدم الثقة بالنفس، وعدم قدرتهن على ممارسة حرية الاختيار أو مواجهة المواقف التي يتعرضن لها خلال رحلة البحث عن الوظيفة. وشددت الخبيرات والمتخصصات على أهمية المقابلة الأولى للفتيات الباحثات عن العمل، إذ إن من شأنها أن تحدد مصيرهن الوظيفي، وهو ما يؤكد أهمية تقديم إرشادات للفتيات لمواجهة العرض الوظيفي الأول، لافتات إلى أن غالبية الدورات التأهيلية لفتيات هذه الفئة، سواء التي تنفذها الجمعيات الخيرية او المؤسسات التطوعية، لا يتحقق منها استفادة فعلية إن لم تقدم حقائب تدريبية متوازنة ومتكاملة تهتم بتطوير الشخصية وتكسبهن مهارات حرفية ومهنية تدعمهن في إيجاد وظائف.

وحسب منيرة الزامل، مديرة مركز الزامل لخدمة المجتمع بالخبر فإن غالبية فتيات الأسر المحتاجة اللاتي تم تدريبهن بالمركز لم يحققن الاستفادة الشاملة من الشهادة ومدة التدريب المخصصة لكل واحدة منهن، لأن بعض الخريجات لم يشغلن أنفسهن بالبحث عن وظيفة، مرجعة ذلك لما اكتسبته الفتيات من الأجواء العائلية المحيطة، أو نتيجة الاعتقاد بأن الحصول على وظيفة يمثل بالنسبة لهن حلماً بعيداً صعب المنال أو لا يتحقق إلا لأشخاص دون آخرين أو عن طريق الوساطة. وأوضحت الزامل لـ«الشرق الأوسط» أنه تم أخيراً تدريب 40 فتاة من (الأسر المحتاجة) في دورة تأهيلية تستهدف الطالبات المتدربات، والمقترضات للمشاريع الصغيرة، وإكسابهن المهارات الشخصية والثقة بالنفس والإحساس بالمسؤولية، وتعلمهن أهمية العمل والجدية والمصداقية في العلاقات والمعاملات، والتأكيد على أن الفشل هو طريق للنجاح، بالإضافة إلى مواصلة السعي وراء العلم والتدريب، والتي تسهم في تعريف المتدربة بحدود طاقاتها، ومساعدتها على التمييز بين نقاط الضعف والقوة، لتفهم مدى قدرتها على التخطيط واكتشاف قدراتها التي تبين تصور الآخرين تجاهها. وفي السياق ذاته أكدت هند الزاهد، مديرة مركز سيدات الأعمال بغرفة الشرقية لـ«الشرق الأوسط» أن 60 بالمائة من شروط حصول الفتاة على وظيفة ينحصر في اجتيازها المقابلة الشخصية، ومن ثم يتم قبولها أو رفضها، موضحة بأن طالبة الوظيفة قد تتمتع بمهارات اللغة والتقنية الحاسوبية ويتم رفضها بسبب ضعف شخصيتها التي حالت دون إبراز هذه المهارات وتظل مجرد حبر على ورق في سيرتها الذاتية إن لم تظهرها بنفسها، خاصة أن غالبية الوظائف المطروحة تتطلب الجرأة والمهارة في الاتصال بالآخرين، كالسكرتارية والتسويق والوظائف الإدارية.

وترى فاطمة الطريقي، اختصاصية علم النفس بكلية العلوم بالدمام، أن ضعف الشخصية نتاج كلي لعوامل ذاتية وأسرية وبيئية متداخلة ومتراكمة على مدى سنوات عدة، مضيفة أن ضعف الشخصية يرافق العديد من الشباب، خاصة الفتيات المعروف عنهن الخجل، وقد يصبح خطيرا، ومع ذلك فبالإمكان العلاج منه.

وأبانت الطريقي في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن من بعض مظاهر ضعف الشخصية التأتأة أو التلعثم، والفشل في تكوين العلاقات والانقياد للآخرين وتقليدهم، لذلك لا يصلح أن تكون صاحبة هذه الشخصية معلمة، ولا يمكن الاعتماد عليها في أي عمل والأوهام تسيطر عليها، منبهة إلى أن الأمر في ذلك نسبي وأن الشخص قد يكون قوي الشخصية في أحد المواقف في مكان ما ولا يتوافر له ذلك في موقف آخر.

وترجع الطريقي السبب في ضعف الشخصية إلى الآباء، فبعض الآباء يتسمون بالدكتاتورية ويبالغون في السيطرة، وعلى العكس من ذلك فإن الدلال الزائد، خاصة في وقت المراهقة يجرفهن إلى الانحراف او الإدمان، مبينة أنه قد يحدث نوع من التمرد أو العناد الذي تنعكس آثاره مستقبلا ضد الام.