في ذكرى «الفراشات».. 100 سعودية يطالبن بوقف العنف ضد المرأة

«منع الأم من رؤية أطفالها» الأكثر شيوعاً.. وحالات العنف الجسدي لم تتجاوز الـ50

TT

«هل سمعتم بزمن الفراشات؟».. كان هذا هو السؤال الأول الذي صافح نحو 100 سيدة سعودية في ندوة أقيمت صباح أمس السبت بعنوان «كفى عنفاً ضد المرأة»، نظمها الفرع النسوي بهيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يصادف بعد غد الثلاثاء، والفراشات هن 3 أخوات من جمهورية الدومينيك سجل التاريخ اسماءهن قبل 48 سنة لدورهن في مواجهة العنف ضد المرأة.

وقصة الفراشات كانت شرارة اللقاء الذي افتتحته شريفة الشملان، مشرفة الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية، بالقول: إن العنف الجسدي لم يشكل ظاهرة واضحة وإنما حالات فردية قد لا تتجاوز الـ50 حالة، مع تأكيدها أنه ليس كل الحالات تصل، وأضافت بأنه على اعتبار أن ربع هذه الحالات تصل فهذا يعني أنها لا تشكل ظاهرة.

وتطرقت الشملان للعنف المستتر، لتفيد بأن أكثر أنواع العنف شيوعاً لدى المرأة السعودية هو عنف منع الأطفال من رؤية أمهم، قائلة: أنا أعتبر هذا النوع هو أشد أنواع العنف، لا لكونه ضد المرأة ذاتها لكنه ضد الأطفال أنفسهم، وضد مستقبل حياتهم، وضد نموهم النفسي والاجتماعي. واتفقت الدكتورة نوير العريفي، استشارية نفسية، مع الشملان في ذلك، إلا أنها أوضحت بأن عدد السيدات اللاتي يتعرضن للعنف الجسدي كبير جداً، مؤكدة أنهن لا يفصحن بذلك لأسباب نفسية واجتماعية، وتناولت بعض الأقاويل الخاطئة التي من أبرزها تلذذ النساء اللواتي يتعرضن للضرب بالعنف ورغبتهن به، وهو ما تؤكد بأنه أمر غير صحيح على الإطلاق. وقالت العريفي لـ«الشرق الأوسط»، بأن اهتمام المجتمع بظاهرة وقصص العنف الذي تلاقيه النساء أصبح يثير الوعي لدى المرأة ويشعرها بالرحمة تجاه نفسها وتجاه الآخرين، وأشارت إلى أثر الإعلام لكونه المصدر الرئيسي لفهم أوضاع العالم، الذي ترى أنه صار يساهم بفاعلية في توسيع مدارك السعوديات وتحفيزهن على المطالبة بحقوقهن.

من جانبها، سخرت فوزية العيوني، ناشطة حقوقية، من بعض الدوائر الحكومية التي كتبت أمام بواباتها «خاص بالمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة»، مؤكدة أن ذلك نوع من أنواع العنف الخفي، وتناولت عدم السماح للمرأة بدراسة بعض التخصصات وحرمانها من إصدار جواز سفر لنفسها وعدم تمكنها من السفر دون موافقة ولي الأمر، حيث أشارت إلى أن هذه المسائل تعد من أبرز المعوقات التي تواجهها المرأة. في حين انتقدت شعاع الجعفري، مديرة الشؤون الادارية بالقسم النسائي في الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالدمام، وضع المرأة في مرحلة ما قبل الإسلام، لدى اليونان والرومان والهنود والفرس واليهود والنصارى والعرب القدامى، موضحة وجهة نظرها بأن أوضاع المرأة السعودية الآن تمر في ما وصفته «بداية عصر النهضة»، وأفادت بأن المشكلة التي تواجه المجتمع إزاء وضع المرأة هي أزمة تفكير وليست أزمة واقع.

وشاركت في الندوة التي أقيمت في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية واستمرت لنحو 3 ساعات كل من لطيفة التميمي، مديرة مكتب الاشراف الاجتماعي في المنطقة الشرقية، وأسماء الغانم، مستشارة قانونية، في حين أفادت اللجنة المنظمة بأن الأفكار والمقترحات التي تم تناولها سترفع على شكل توصيات للمسؤولين.

جدير بالذكر أن دراسة حديثة أعدها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية بالقصيم، كشفت بأن أكثر أنواع العنف شيوعاً في المجتمع السعودي هو العنف اللفظي ثم العنف الاقتصادي، يليه العنف النفسي ثم العنف الاجتماعي ثم عنف الإهمال والحرمان، ويتبعه العنف البدني، وأخيراً العنف الصحي. وبينت الدراسة أن أكثر الأفراد ممارسة للعنف هم الأزواج الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم.