سفينتان سريعتان تختصران رحلة سكان جازان وفرسان.. إلى 40 دقيقة

ستبدأ العمل في الربع الأول من العام المقبل.. وتكفي لـ 650 راكبا و60 سيارة

العبارة الحالية التي تستخدم في التنقل بين جازان وجزر فرسان («الشرق الأوسط»)
TT

بات بإمكان أهالي منطقة جازان وجُزر فرسان (أقصى جنوب السعودية) بلوغ مناطقهم خلال 40 دقيقة، مُختصرين بذلك 80 دقيقة، عن مدة الرحلة الأصلية والتي يبلغ مداها الزمني حدود الساعتين.

يأتي ذلك عقب أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتعاقد، مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في بناء السفن، لبناء سفينتين سريعتين لنقل الركاب والمركبات بين ميناءي جازان وفرسان، وتجري حالياً في ميناء الشركة المصنعة التجارب البحرية للسفينتين اللتين قرر أن تحملا اسم «جازان وفرسان».

وكشف وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، عن سرعة السفينة الواحدة، التي تبلغ 35 عقدة وتتسع لـ 650 راكبا، وتستطيع حمل 60 سيارة.

وقال إن السفينتين، وهما من نوع كاتاماران ثنائية البدن، جهزتا بأحدث أجهزة الملاحة العالمية، وروعي في إنشائهما أحدث وأدق المواصفات العالمية الخاصة بمعايير السلامة والأمان وراحة الركاب، وصممتا بشكل انسيابي يراعي أحدث المعايير في بناء السفن، وهما من أحدث السفن على مستوى العالم من حيث التجهيزات الملاحية المتقدمة.

وأضاف أن السفينتين زودتا بنظام تحكم يقلل من الاهتزاز عند الإبحار وأجهزة دفع جانبي لتسهيل دخولها الميناء ونظام تكييف كامل ومطعم لتقديم الوجبات الباردة والساخنة خلال الرحلة ومصلى للرجال وآخر للنساء.

وأشار وزير المالية، إلى أن السفينتين ستقطعان المسافة بين ميناءي جازان وفرسان في أربعين دقيقة، مقارنة بساعتين للرحلات الحالية، وسيتم تدشينهما في ميناء جازان خلال الربع الأول من العام المقبل.

وكان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان قد أماط اللثام في فبراير (شباط) الماضي، عن صدور موافقة مبدئية لإنشاء مطار إقليمي في جزر فرسان، وهو المطار الذي طال انتظاره، باعتبار تلك الجزر تُعد من أهم المواقع السياحية على مستوى السعودية. وتستغرق مدة الوصول لجُزر فرسان عن طريق البحر من منطقة جازان، أكثر من ساعتين، فيما يتم نقل الراغبين في بلوغ تلك الجُزر الحالمة والعكس، عن طريق عبارات نقل متوسطة السرعة.

وتتمتع منطقة جازان بقُرى سياحية تكاد تبلغ درجة العالمية من حيث الجمال والطبيعة والاعتدال في الأجواء خصوصاً خلال فصل الشتاء، والذي يميل للدفء على عكس المناطق السعودية الأخرى. وتُعتبر جُزر فرسان من أجمل بقاع الأرض من حيث نقاء الشواطئ، وتوفر المحميات الطبيعية والحيوانات المُنقرضة، والشواهد التاريخية التي تعود إلى عهود مملكة حمير، إضافةً إلى شواهد عُثمانية تعود لآلاف السنين. وتحوي جُزر فرسان آثارا تركية، عثمانية، وآثارا إسلامية، وقلاعا أثرية قديمة، مثل قلعة لقمان، وقلعة غرين، وقلعة القصار، ووادي مطر الشهير بآثاره الممتدة في أعماق الزمن، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام بكثير.

وتملك فرسان أكثر من 300 جزيرة عائمة في أطراف البحر الأحمر، أضحت محط أنظار السائحين من مختلف دول العالم، في ما تعتبر العبارات البحرية وسيلة النقل الوحيدة، التي تربط أبناء جزر فرسان باليابسة، ونقل السياح للجزر الذين يتوافدون بعشرات الآلاف خلال موسم الشتاء وذلك لدفء المنطقة.