خالد الفيصل يدشن الدور الثالث لجسر الجمرات.. ويعلن عن حزمة مشروعات تطويرية لخدمة ضيوف الرحمن

بينها نقل العجزة وكبار السن بعربات وتوسعة الساحة الغربية للجمرات ومشروع الخط الجنوبي للقطار

الأمير خالد الفيصل خلال جولته على القطاعات المعنية بتوفير الخدمة لحجاج بيت الله الحرام («الشرق الأوسط»)
TT

دشن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، يوم أمس رسميا الدور الثالث من جسر الجمرات في منى، كما اطلع على عدد من المشاريع التي أعلنت عنها وزارة الشؤون البلدية والقروية لأول مرة، ليتم البدء في تطبيقها موسم حج هذا العام، وبعض المشاريع المزمع إقامتها خلال الفترة القادمة في المشاعر المقدسة، والتي من أبرزها مشروع عربات النقل المجانية للعجزة وكبار السن الذين لا يستطيعون الوصول إلي الجمرات. وتم خلال الجولة الإعلان عن مشاريع مستقبلية، أبرزها مشروع تصريف السيول في مشعر عرفات، والذي رصدت له ميزانية تقدر بنحو مليار ريال، ومن شأنه تحسين البنية التحتية وزيادة حجم المشعر بنسبه تفوق 30 في المائة، ومشروع آخر تتم دراسته حاليا حول زيادة الطاقة الاستيعابية لمنى عبر بناء مبان سكنية أو خيام على سفوح الجبال، ومشروع لربط الدور الرابع لجسر الجمرات بمنى بجسر يمتد إلى حي العزيزية، ومشروع لربط الدور الثالث بنفق المعيصم والشعبين، ويصمم على شكل يشبه شكل المطارات.

وأوضح الأمير خالد الفيصل عقب الجولة الميدانية على المشاعر المقدسة برفقة أعضاء لجنة الحج المركزية ورؤساء القطاعات الحكومية المعنية بخدمة الحجاج والقيادات الأمنية أن «الاستعدادات الخاصة بموسم الحج باتت في قمة جاهزيتها لتقديم كل ما يمكن من اجل خدمة حجاج بيت الله الحرام وتسهيل كافة الأمور الخدمية عملا وراء أداء نسكهم بكل يسر وسهولة».

وأوضح الأمير خالد الفيصل أن خطة التصاريح الخاصة بالحج تسير سيرا حسنا، مبينا أن هناك حرصا كبيرا من المواطنين على الحصول على تلك التصاريح، إضافة إلى أن نظام التصاريح ليس وليد اليوم، بل أقر قبل سنوات عبر أوامر ملكية واضحة، وقال «هناك تأكيدات من وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بضرورة التقيد والالتزام بهذا التصريح الخاص في الحج، كما انه ليس بجديد على المواطنين ولكن الجديد هو الحملة الإعلامية الخاصة فيه والتي أعدت لتذكير الناس به من اجل العمل بمقتضاه وتطبيقه».

وأشار إلى أن عدد الحجاج الواصلين من خارج السعودية حتى الآن وصل عددهم إلى 1.5 مليون حاج، مشيرا إلى أن الهيئة العليا للحج ستدرس أي ملاحظات ترد من قبل الحجاج حول مؤسسات الحج المختلفة.

بدوره أكد الدكتور حبيب زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، ورئيس الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية، عقب الجولة أن «ابلغ ما يمكن وصفه حول هذه الزيارة هو ما قاله الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية بأنه مطمئن لما رأى من استعداد الجهات المختلفة»، مشيرا إلى أن أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج أبدى سروره بخصوص موضوع التزام الحجاج غير النظاميين ومحاولة التحجيم والتقليل من أعدادهم خلال موسم الحج».

وأشار زين العابدين إلى أن مشروع القطارات يجد كل الحرص والمتابعة من الأمير خالد الفيصل للعمل والتعجيل في إنجازه «وهناك محاولات جادة في هذا الأمر سيعلن عنها بعد انتهاء موسم الحج مباشرة».

وقال إن المستويين الرابع والخامس من جسر الجمرات سيكتملان في العام المقبل، حيث الموعد النهائي لانتهاء المشروع، وانه سيتم البدء في مشروع تصريف السيول السطحي في عرفات، وسيستمر خلال العام القادم.

وعن التكلفة الإجمالية لمشروع جسر الجمرات التي تمت ترسيته قبل 4 سنوات، بين زين العابدين انه حتى الآن بلغت قيمة المشروع 4.2 مليار ريال. من جانبه قال بكر بالبيد مدير الشركة العربية الفارهة لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع العربات الذي سيتم البدء بتجربة تطبيقه هذا العام بعشرة عربات تتسع كلا منها لأربعة عشر راكبا، يتم بها نقل العجزة وكبار السن مجانا إلى الدور الثاني في جسر الجمرات، على أن يتم زيادة العدد وتعميم الفكرة في العام المقبل. الدكتور حبيب زين العابدين قدم كشفا للمشروعات التطويرية وقال إن المشاعر المقدسة بالرغم من المشاريع التي أنجزت بها إلا أنها ما زالت تنتظر الإفصاح عن 9 دراسات ومشاريع مستقبلية ينتظر أن يعلن عنها توالياً اعتبارا من بعد حج العام الحالي.

وكشف زين العابدين أن المشاريع تتمثل في مشروع توسعة الساحة الغربية للجمرات وربطها بالمسجد الحرام، دراسة إمكانية البناء فوق سفوح الجبال بمشعر منى لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج في مشعر منى، ومشروع الخط الجنوبي للقطار الذي سيغذي ويفوج الحجاج إلى الدور الرابع والمتحدر الجنوبي للدور الثاني.

وأوضح زين العابدين أن هناك مقارنة للطاقة الاستيعابية للبدائل التخطيطية المعدة لتوسعة طاقة مشعر منى الاستيعابية والمتمثلة في 3 بدائل المرجح منها هو الاعتماد إنشاء الخيام على الهضاب الاصطناعية المتعددة والمستويات وامتداداتها الإنشائية المعلقة، وستبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 1.5 مليون حاج.

وأشار زين العابدين الى أن المشروعات التي نفذتها الإدارة هذا العام في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة 1429 هـ وستكون جاهزة للخدمة قبل موسم هي مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات المرحلة الثالثة، ويهدف المشروع من تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به لتوفير طاقة استيعابية لحوالي خمسة ملايين حاج ليقوموا بتأدية الرجم بشكل آمن ومريح، وأن أسس التصميم استندت إلى دراسة مشاكل الجسر السابق وسلوكيات الحجاج وتحليل جميع الحوادث السابقة، إذ أنه انطلاقاً من تلك التجارب تم تحديد العناصر اللازمة لحل المشاكل وذلك من خلال توسعة أحواض الرمي وتعديل شكل الحوض، توفير عدد الأدوار الذي يستوعب أعداد الحجاج المتزايدة، توفير الخدمات الملائمة لإدارة الجسر، توسعة الساحات المحيطة بالجسر، فصل حركة المشاة عن حركة السيارات، زيادة أعداد المداخل والمخارج للجسر لأجل تفتيت الكتل البشرية.

ولفت إلى أن سلالم الدخول بالجسر تبلغ 40 سلّماً، حيث تضم مباني الصعود 4 سلالم متحركة بكل مبنى، أي ما مجموعه 16 سلماً متحركاً بعرض متر لكل منها، إضافة إلى سلمين ثابتين بكل مبنى للصعود، أي ما مجموعه ثمانية سلالم بعرض حوالي مترين لكل منها، و4 سلالم ثابتة للطوارئ بكل مبنى بعرض مترين لكل منها أي ما مجموعه 16 سلما. وأوضح أن هناك اتصالا بين الأدوار المختلفة عبر السلالم المتحركة والثابتة للموازنة ولاستعمالها في الحالات الطارئة بما في ذلك الدور الرابع، مضيفاً أن السلالم الثابتة تستعمل بمباني الخروج على النحو بواقع سلّمين بكل مبنى أي ما مجموعه 14 سلماً بعرض حوالي مترين لكل منها للنزول من الدور الثالث ويكون مخرجها مجاورا لمخرج السلالم المتحركة، و28 سلماً بعرض حوالي مترين لكل منها للخروج الطارئ من المستويات المختلفة، كما ان المساحة المستفاد منها بكل دور بأبراج الخدمات تختلف حسب موقعها بكل دور وبرج، وهي بدورها تعمل على توفير 20 ألف متر مربع من مجموع المساحة المتوفرة للجهات المعنية بالحج.