السيول تكشف وقوع أكثر من 90 منزلا في بريدة بـ«مجرى وادي»

الأهالي طالبوا أمانة القصيم بـ«تعويضات».. والأمين يرد: لا نملك سوى الحلول الهندسية

TT

تسارعت أمس في بريدة (العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم)، وتيرة احتجاجات الأهالي على الخسائر المادية التي منيت بها منازلهم جراء أمطار السيول التي اجتاحت المنطقة، الشهر الماضي، وهو ما حدا بهم للمطالبة بتعويضات مادية من السلطات المحلية في المنطقة.

ويعتزم مُلاك أكثر من 90 منزلا في أحد أحياء منطقة القصيم، مُطالبة الجهات الرسمية في منطقتهم، بالتعويض المادي عن تلفيات تعرضت لها منازلهم، أو تعويضهم بمنازل أخرى.

وأكد أحد مُلاك تلك المنازل المُتضررة لـ«الشرق الأوسط» على وقوع منازلهم في مجرى أحد وديان المنطقة، وهو ما كشفه تعرض المنطقة لكميات أمطار كبيرة خلال الفترة الماضية.

وقال سالم العدواني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن هطول الأمطار بات يُشكل لهم هاجساً، من حيث دخول مياه الأمطار إلى منازلهم، إلا أن الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً، أصابت تلك المنازل بـ«الغرق».

ولمح العدواني إلى عزم مُلاك ما يقرب من 90 منزلا، المطالبة بتعويضات وصفها بـ«المُجدية» أو بمنازل أخرى، تكون وسائل السلامة في مواجهة مياه الأمطار أعلى مما هي عليه في منازلهم الحالية.

يأتي ذلك فيما وقف مسؤولو أمانة منطقة القصيم أمس على مطالب أهالي حي الإسكان في بريدة، والذين أبدوا تعاطفهم بحسب وصف المُلاك، مع مُعاناتهم في المنازل الممولة من صندوق التنمية العقاري.

إلى ذلك قال المهندس أحمد السلطان أمين منطقة القصيم لـ«الشرق الأوسط» إن الأمطار التي تعرضت لها منطقة القصيم أخيرا لم تكن مسبوقة، في إشارة منه إلى ارتفاع منسوب مياه الأمطار، التي فاقت حاجز 167 مليمترا، وهو ما قاد إلى دخول المياه إلى ما يقرب أكثر من 50 منزلا، من 400 منزل في حي الإسكان ببريدة.

وأبرز السلطان الذي تحدث «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أمس، إمكانية رفع مدى تحمّل تلك المنازل، وتصميم نظام تصريف يتحمل عواصف ممطرة كبيرة، إلا أنه أشار إلى ارتفاع تكلفت ذلك النظام، إضافةً إلى عدم جدواه الاقتصادية.

وفيما يتعلق بالتعويضات المادية التي يطالب بها مُلاك تلك المنازل، قال السلطان «نحن في أمانة منطقة القصيم لا نملك قرار التعويض، وهذه القرارات تتعلق بجهات رسمية، نحن نملك الحلول الهندسية إذا توفرت اعتمادات مالية كافية، والتي من خلالها يُمكن أن نضع حلولا طويلة المدى»، في حين لم يُخف السلطان تعاطفه ودعمه لمطالب أهالي الحي المُتضرر.

وكانت منطقة القصيم قد تعرضت مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لأمطار لم تشهدها المنطقة من 11 عاما، سال على أثرها وادي الرمة أشهر الأودية في منطقة الشرق الأوسط من حيث الامتداد.

وأجلت الجهات الإغاثية السعودية ما يقرب من 1600 شخص من مياه الأمطار، كان نصيب منطقة القصيم منهم 1130 شخصا، أُجلوا من منازلهم المُتضررة في مياه السيول إلى فنادق المنطقة، وعدد من الأجنحة المفروشة.