منى.. الرحم الذي يحمل 3 ملايين حاج ولا يدخله «الذباب»

TT

كشف مؤرخ تاريخي مختص في مكة المكرمة، أن مشعر منى يتمتع بالكثير من المآثر والكرامات التي يتمتع بها عن أي منطقة في العالم، مثل التمدد والتوسع وعدم دخول الذباب إليها، خاصة وهي التي تقع بين سلاسل جبال، تحيط بها من جميع الجهات وتم فيها معظم شعائر الحج مثل المبيت والرجم والنحر. وتعد منى اكبر مناطق العالم في التجمعات السكانية خلال فترة محددة وأكثرها تكلفة، إذ بلغت تكلفتها أكثر من 206 مليارات ريال (54.93 مليار دولار) إضافة إلى 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) لتنفيذ جسر الجمرات.

يتحدث عبد الله أبكر مؤلف كتاب تراث مكة لـ«الشرق الأوسط» أن تلك الكرامات التي أثبتتها الحقائق والدراسات تتمثل في أن منطقة منى وعلى الرغم من صغر مساحتها، تتمثل في أن المنطقة شبيهة بالرحم، حيث تتوسع كرحم المرأة الذي يستطيع حمل التوائم والذي قد يصل عددهم إلى 7 أشخاص، وهو ما يعني كيف يستطيع مشعر منى أن يحوي نحو 3 ملايين حاج في مكان واحد. وأورد أبكر حقيقة أخرى تؤكد عظمة الخالق وقدرته وحفظه على حجاج بيته، وتجبر كل ما يعرفها أن يتخيل قدرة الله، وهي تتمثل في أن المدينة التي تعد تجمعا للسكان ومكانا للذبح والنحر تخلو بشكل تام من الذباب المزعج كما يقول أبكر، مشيراً الى أن مشعر منى ووفق دراسة اقل أماكن العالم في وجود الذباب رغم كل ما يحدث في المشعر من ذبح وطبخ واكل وافتراش وسكب الكثير من المياه، إلا أن المؤرخ يؤكد أن في ذلك كرمة لحجاج بيت الله الحرام. كما أورد المؤرخ مؤلف كتاب «تراث مكة» حقيقة تتمثل في رفع الملائكة لأحجار الرجم في الجمرات خلال السنوات الماضية، كون الجمرات تحمل سنويا، وذلك من خلال أكثر من 150 مليون حجر يرميها الحجيج، وعلى الرغم من قيام أمانة العاصمة المقدسة برفع العديد منها، إلا أن حقائق كثيرة تقول أن أعدادا كبيرة من تلك الحجارة ترفعها الملائكة. ويقضي الحجاج في منى 4 أيام، تبدأ اليوم السبت وهو ما يطلق عليه «يوم التروية» حيث يقضون يومهم في منى، الذي سمي بذلك كون الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة المكرمة، ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل انه سمي بذلك لأن الله أرى إبراهيم عليه السلام المناسك في ذلك اليوم، وهو الأمر الذي أوضحه الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الفقه في الدراسات الإسلامية.

من جانبه أرجع عبد الله أبكر المؤرخ المكاوي التسمية إلى أن أهل مكة قبل صدر الإسلام كانوا يروون ارض منى بالماء تمهيدا لقدوم الحجاج لها، وهو الأمر الذي يساهم في تبريد المكان، ويعمل على تهدئة الغبار ويلطف الجو، لا سيما في الصيف وهي العادة التي يمارسها أهل مكة المكرمة.