الجمرات.. من صداع بسبب التزاحم إلى مدينة عمرانية تخفف الذروة

السعوديون مدوا جسور المشاة والأمل للعالم الإسلامي

جسر الجمرات الجديد يستوعب ملايين الحجاج وسط خطة لاعلاء بنائه تكتمل العام المقبل («الشرق الأوسط»)
TT

في هذا العام، يدخل جسر الجمرات ضمن قالب المنظومات العالمية العمرانية المتطورة يرهقه التزاحم وتضنيه كثافة الأقدام البشرية العابرة عليه، ليشكل في يوم التروية تجانساً عصرياً أخاذاً ممزوجاً بالطراز العمراني ومحققاً التفرد في جمالياته.

الأمر اللافت للانتباه في جمرات مشعر منى خلال موسم الحج الجاري، هو أن المشروع تم بتضافر الجهات الحكومية والوزارية المختلفة التي عملت مجتمعةً في صمت دون أن تقع في شرك البيروقراطية ومعمعة العراقيل لتجسد مفهوم روح العمل الذي أفضى لذروة الإنجاز وروعة التميز العمراني.

تتويج جسر الجمرات في مرحلته الثالثة يعد الحدث الأبرز والمشروع الأضخم الذي قامت به الحكومة السعودية في العاصمة المقدسة، في جهدٍ مستمر لم تتوان فيه يوماً من مد جسور المشاة والأمل 1.300 مليار نسمة في العالم، لكي يؤدوا نسكهم بكل أريحية ودونما كلل أو نصب لتأتي التطلعات السعودية موائمةً للعدد المهول من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم المنتشرة في قارات الأرض الخمس.

ظلت تظاهرة التزاحم في السنوات الأخيرة أرقاً للسلطات السعودية وأجهزتها المختلفة، ليكلل مشروع الجمرات الجبار بالرد الأعنف على وسائل إعلامية خارجية اعتادت أن تلقي بترهاتها بين أفواج التزاحم، ولتأتي كذلك أحواض الرمي ومنحدرات الجمرات المتسقة هندسياً سحراً يأسر الألباب حتى أضاف أحد السعوديين تعليقاً في القناة التلفزيونية الأولى «بأنه أصبح الآن بالامكان أخذ صورة فوتوغرافية مع الشيطان».

المشهد البراق لم يأذن بعد بإسدال الستار الأخير، حيث كشفت وزارة الشؤون البلدية والقروية أخيراً عن حزمة مشاريع تطويرية يأتي القطار في أولويتها لتوظف التقنية في راحة ضيوف الرحمن، وزيادة طاقة الجسر الاستيعابية التفويج خلال الحج الحالي، بحيث تصبح الطاقة الاستيعابية للدور الأرضي 100 ألف حاج في الساعة، والدور الأول 80 ألف حاج في الساعة، والدور الثاني 60 ألف حاج في الساعة، والدور الثالث 60 ألف حاج في الساعة.