فتيل الإعلانات والملصقات يشتعل في منى بأساليب عرض متقدمة

القرب الجغرافي ونوعية الأطعمة والمشائخ أبرز الوسائل

TT

مع بدء ساعات الحج الأولى، تحولت المشاعر المقدسة إلى «فانتازيا» دعائية وملصقات انتخابية لنحو 445 حملة لحجاج الداخل والخارج في مشهدٍ درامي طوق منى في يوم ترويتها وتحولت أزقة وشوارع منى إلى شبكة انتخابات رئاسية بوسائل عصرية وتقنية كلٌ يعرض بضاعته ويسوق لها حسب طريقته في مشهدٍ أرجع الناظرين إلى بانوراما الانتخابات وما تحمله من تنافس.

الحملات التي استوحت سرد خدماتها في جنبات المشاعر المقدسة، لم تنس أن تبث صور مالكي هذه الحملات على ملصقاتها، لتعيد لأذهان السعودية قصص الانتخابات البلدية وحمى التنافس قبل ثلاث سنواتٍ فارطة.

يأتي القرب الجغرافي للجمرات، ونوعية الأطعمة المقدمة، وكاريزمية الشيوخ المحاضرين، الثلاثي الأبرز لجذب الحجاج وضمهم داخل الحملات وكلٌ له طريقته في العرض وتقديم الخدمة من خلال الفنيات التقنية للملصقات الدعائية التي تكرس ثقافة الانتخابات وجذب الناخبين.

من جانبه أوضح الداعية حسن شاهين، صاحب مجموعة برامج دعوية تلفزيونية، أنها منافسة غير مقبولة قادت لزيادة الأسعار واستغلال العامة باستخدام هذه «البروبوقاندا» والتصاريح كذلك استخداماً سيئا مبيناً أن توجه السلطات السعودية جميلٌ جداً في مسألة التنظيم إلا أنها قابلتها دعايات غير منطقية وخارجة عن محتوى الصواب.

وأشار حسن شاهين إلى أنها فترة شبيهة حقيقةً بالانتخابات، تسرد فيها مجموعة من المميزات التي تثير تساؤلات كثيرة حول مدى مصداقية هذه الملصقات وصحتها وهل المشاعر المقدسة أرضية مناسبة لهذه الخدمات، ويضيف سمعنا عن امتيازات منطقة «ألف» وجودة الخدمات المقدمة، لكن المعني بمنطقة ألف يلحظ اتساع جغرافيتها وعدم تساوي الفرص الخدمية بها، وهو الشيء الذي يثير الاستغراب والتساؤل.

ويضيف الداعية حسن أن قدسية المكان والخصوصية يجب أن تتواءم مع مصداقية الدعايات والملصقات، واصفاً أن الأمر ليس دعايةً انتخابية بالمفهوم الانتخابي وقطع وعود للترويج، بل الأمر يجب أن يعتمد على المصداقية ولابد من التحري في عملية الصدق ومراقبة المصداقية وفرض الغرامات المالية على بائعي الوهم والزيف مذكراً بحادثة حصلت العام المنصرم حيث تم دعوة أحد الشيوخ المشاهير لمرافقة حملةٍ ما في موقعٍ ما، وانساق وراء هذه الدعاية عدد كبير من الجمهور المتعطش لمحاضرات الشيخ واكتشف الجمهور فيما بعد أن الشيخ لم يأت إلا فقط لمدة نصف ساعة وترك البعثة فيما بعد.

من جانبه يضيف سعد القرشي، نائب لجنة العمرة والحج في الغرفة التجارية والصناعية بالعاصمة المقدسة، لـ «الشرق الأوسط» أن معظم الحملات للحج والعمرة هي دعائية وتتطور كل عام بتطور الوسائل التقنية والعصرية والاقناعية لوسائل دعائية متطورة ومالية ودولية، كل هذه الأشياء والمقومات تدعم الجانب الدعائي الإعلاني بالإضافة إلى قرب جغرافية المشاعر المقدسة ونوعيات الأكل ومدى تنوعها وتميزها ناهيك عن حضور المشائخ ورجال الفكر والثقافة.