السلطات السعودية: 2.4 مليون حاج أدوا النسك في هذا العام.. والحالة الأمنية مطمئنة

اللواء التركي: ما يدور داخل الخيام أمر داخلي لا نتدخل فيه.. ولكن لا نسمح بمكبرات تنقل ما يدور بداخلها إلى الخارج

أحد الحجاج وقد استسلم للنوم على أحد الصخور المحيطة بالمشاعر المقدسة («الشرق الأوسط»)
TT

أدى حجاج بيت الله الحرام صلاة العيد في المسجد الحرام في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى، وشهد المسجد الحرام منذ الساعات الاولى من صباح اليوم تدفق الآلاف من حجاج بيت الله الحرام امتلأت بهم جنباته وأدواره العلوية والساحات المحيطة به.

ووصل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح أمس المصادف للعاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين بعد أن وقفوا أول من أمس على صعيد عرفات الطاهر وبعد قضائهم الليل في المشعر الحرام «مزدلفة»، ونجحت الخطط التي وضعتها جميع القطاعات المعنية بالحج في تيسير وصول الحجاج إلى مشعر منى، حيث قاموا برمي جمرة العقبة، وقامت إدارة تنظيم المشاة بتنظيم الحركة في جسر المشاة والمنطقة المحيطة بها وتم توزيع القوى البشرية توزيعا دقيقا يحقق تنظيم المشاة من حيث حركتهم وسيرهم باتجاه واحد ومنع الافتراش ونقل العفش ونصب الخيام في المناطق غير المخصصة.

وأعلنت الحكومة السعودية أن إجمالي عدد حجاج هذا العام بلغ 2.408 مليون حاج قدموا من أصقاع الأرض، بحيث بلغ عدد حجاج الخارج 1.729.841 مليون حاج، بينما من داخل المملكة 679.008 حجاج، غالبيتهم من المقيمين في البلاد.

وأكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، نجاح خطة نفرة الحجاج من مزدلفة إلى منى «بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان ولله الحمد، وفي مناخ تعبدي تسوده السكينة والخشوع والأمن والأمان في رعاية شاملة وخدمات متكاملة وفرتها المملكة العربية السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده».

وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن جميع الإدارات الخدمية المسخرة من قبل إدارة منطقته ورجال الأمن والقطاعات الأمنية وذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج يبذلون قصارى جهدهم لتوفير أرقى الخدمات وتحقيق كل ما من شأنه راحة وفود الرحمن، متنبئاً أن يكون موسم الحج الحالي متميزاً.

ويستقبل حجاج بيت الله الحرام اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، اليوم الأول للتشريق، حيث يقومون برمي الجمرات الثلاث، «الصغرى فالوسطى ثم العقبة» غير مقيدين بوقت معين، حيث أفتى علماء المسلمين أن في استطاعة الحجيج رمي الجمرات في أي وقت من اليوم تيسيرا لإكمال الشعائر.

وعلى صعيد متصل أوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي للداخلية السعودي، أن قضية الحجاج المفترشين تظل هي الأبرز لمحدودية سعة المشاعر الاستيعابية. وبيّن خلال مؤتمر صحافي لأجهزة الدولة الرسمية في مبنى الامن العام بمشعر منى أمس أن القضية يتم علاجها بتوجيه الحجاج المفترشين الى مزدلفة، ملمحاً إلى أن الافتراش في أي مكان يؤثر على خطة السير في المكان، ويؤثر على سير عمليات الخطة، حتى على معدات الأجهزة الخدمية المكلفة بتقديم الخدمات للحجاج.

وفي رده على سؤالٍ لـ«الشرق الأوسط» حول تصريحات إيرانية رسمية بينت رغبتها إلقاء مواعظ خطابية تندد بأميركا وإسرائيل في صعيد عرفات قال إن «ما يدور داخل الخيام وداخل الأسوار والمباني هو أمر داخلي لا نتدخل فيه ولا نتداخل مع خصوصية الحجاج، طالما أن تلك الخصوصية تمارس داخل حدود المكان، وبما لا يؤثر على المحيط الخارجي»، موضحاً أن تلك الفئات من حقها أن تؤدي ما تريده من حديث وخطب ومواعظ دينية كما شاءت بداخل المخيمات الخاصة بها.

وأضاف «لا نسمح بتركيب مكبرات الصوت لنقل ما يدور داخل الخيام للمحيط الخارجي»، لافتاً الى ان الجميع يعلم أن تلك الأمور تتعارض مع الحج، ولكن كل من أراد أن يتعاطى مع أمر له خصوصيته فيما يعتقد فيه فهذا شأنه ولا نتداخل معه إطلاقاً طالما ظل وجوده في المحيط المتعلق به، دون أن يكون له أي تأثير على البيئة الخارجية.

وأوضح التركي أن كل الأعمال التي تتعارض مع نسك الحج هي أعمال ممنوعة ومرفوضة، موضحاً أن كل من كان في منى لم يلحظ أي مظاهرة من اي نوع أو مسيرات، وأن القيادة الأمنية لن تسمح بحدوث مثل تلك الأمور، لما تتسبب فيه تلك الأعمال من تأثير على الحجاج وعلى سلامتهم وعلى الخطط التي تم اعتمادها لتمكين الحجاج من أداء الفريضة التي قدموا من أجلها.