سباق ودي بين النساء والرجال في الوصول إلى قمة جبل الرحمة

عدد الحاجات بلغ هذا الموسم 700 ألف حاجة

TT

وسط هدير الدعوات وموجة الابتهالات ومن أعلى قمة في جبل الرحمة يخاطر الحجاج بأنفسهم ويتسلقون الجبل بحثا عن الرحمة والغفران، صغارا كانوا أو كبارا، والكثير من علامات التأمل والإبهار ترتسم على وجوه الجميع، خاصة مع مشاهدة للسيدات الصغيرات منهن والكبيرات وهن ينافسن الرجال لصعود قمة الرحمة والبحث عن الأجر والمثوبة. «سمية» أم محمد الحاجة السودانية ذات الستين ربيعا وجدتها «الشرق الأوسط» بقرابة «القرن» في أعلى قمة الجبل، وحاولت نصحها بالرجوع، ولكنها لم تستجب لتلك النصائح ووجهت سيلا من الكلمات حول الأجر والمثوبة والبحث عن المغفرة. «سمية» وغيرها من السيدات اللائي سابقن الرجال الى قمة الرحمة، يرسمن أمام الأعين ذكرى السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام وام النبي إسماعيل، والتي كانت ترسم اجمل معاني الصبر والقوة وهي تبحث عن الغذاء والماء لولدها إسماعيل بين جبلي الصفا والمروة حتى تفجرت بئر زمزم من تحت أقدام إسماعيل وأصبحت تلك المسافة فريضة ملة إبراهيم عليه السلام وفي الدين الاسلامي الى قيام الساعة. المسلمات في عرفة وعلى جسر منى وفي الطواف رصدتهم الكاميرات وبعثن برسالة للعالم اجمع «نحن فتيات الإسلام، نحمل اجمل الصفات والمعاني في عزيمة تلبية منسك الحج وان كان من خلال مواجهة الصعوبات حتى في اعالي الجبال.

الى ذلك قالت «ام سلامة» المصرية الجنسية والتي تبلغ من العمر 48 عاماً ان الحج مرة في العمر، وان الجهد لن يكرر مرة اخرى، مشيرة إلى أنها ستعمل بأقصى جهدها، لاخذ الحسنات ومسح السيئات. وأضافت ان الحج يساعد على دخول الروحانية، وبالتالي سيكون الدافع الحقيقي لبذل المزيد من الجهد والاجر والثواب، مشيرة إلى أن اكثر ما يضايقها في صعود الجبل انتشار الرجال عليه، الامر الذي قد يوقفها عند نقطة معينة. يشار إلى أن نحو 2.5 مليون حاج وقفوا يوم أمس بصعيد عرفات منهم 1.7 مليون من حجاج الخارج، وأكدت دراسة صادرة عن معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج عن وجود أكثر من 700 ألف سيدة تحج في موسم حج هذا العام. ويعد الوقوف بعرفة أحد أهم أركان الحج لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة» ويحرص العديد من الحجيج على صعود جبل الرحمة وسط اعتقاد سائد لديهم أن الصعود الى الجبل من واجبات الوقوف، رغم تبيين اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الحكم الشرعي في ذلك بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكاً، وأبانت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أن الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف تحت الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: (وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة).

ويقع جبل الرحمة في عرفات على بعد 20 كيلو مترا من مكة المكرمة، وعرفة واد متسع تحيط به جبال مرتفعة من كل جانب، وسميت عرفة بهذا الاسم وفق مؤرخ مكاوي لتعارف سيدنا ادم على حواء في هذا المكان.