المتسولون يقسمون المشاعر إلى حيازات خاصة ويستهدفون مواقع الأثرياء

أحدهم جمع ربع مليون ريال منذ مطلع الشهر

TT

وزع رب أحد الأسر الإفريقية المقيمة في العاصمة المقدسة أسرته المكونة من 11 فرداً على جميع جنبات المشاعر المقدسة، محددا مواقع الشخصيات الهامة أو ما درج على تسميتها بالإنجليزية VIP، بحسبانها الشريحة الأكثر ضخا للأموال على غرار كل عام.

منظر الأطفال التسعة، بنين وبنات، يصيب بالأسى، بيد انهم يدخلون ضمن الفاقد التربوي، إذ لم يهتم احد بمنحهم فرصة التعليم وظلوا حبيسي الجهل.

الأب المستثمر لطاقات أبنائه، اتخذ طرقا فعالة في التسول حتى تكون مفيدة في جلب الكثير من الأموال، ففي تلك المنطقة التي يكثر فيها أصحاب الأموال والمحسنون القادمون من الدول الغنية، يحث الصغار على استخدام سلاح البكاء والنحيب العالي للاستجداء.

في المناطق التي يوجد بها حجاج من غير الناطقين باللغة العربية، يعمد الرجل إلى إرسال أبنائه وبناته المقطعة أيديهم أو أرجلهم ليستخدم تلك المناظر في استدرار العطف، لأنه يعتقد أن لغة الجسد أبلغ من لغة الكلام في التعبير عن مدى حاجته عبر التسول.

وعلى طريقة البنوك عند ذهاب مندوبيها الى مؤسسة النقد لعمل المقاصات البنكية وفك الارتباط بينها في توزيع الأموال، يعمد الأب إلى جمع أبنائه حوله وأخذ ما جنوه طيلة أيام الحج.

مجموعة الأسر التي تمتهن التسول في المشاعر المقدسة دأبت على اقتسام الأماكن ولا تسمح بالتداخل فيما بينها او من قبل أي قادم جديد، ويعقد الآباء قبل بداية الموسم اجتماعات توزيع المناطق الحيوية، متخذين ما تفعله وزارة الحج في توزيع مناطق خيامها على الحملات أسوة حسنة لهم.

عائض اللقماني، مدير إدارة الجوازات بالعاصمة المقدسة، أوضح أن مؤسسات الطوافة وحملات حجاج الداخل قد ألزمت بعدم إدخال أي فرد إلى داخل المخيمات من غير منسوبيها، أملاً في الحد من ظاهرة التسول خصوصاً بعد انتهاج السلطات المعنية بخدمة الحجاج لمبدأ عدم تمكينهم من الافتراش، الأمر الذي ساعد على الإقلال من نسبة التسول في المشاعر المقدسة.

إلى ذلك أفادت مصادر مطلعة في الجوازات بوجود أحد الأثرياء المتسولين ممن تم القبض عليهم والذي قدرت المبالغ التي حصل عليها بأكثر من ربع مليون ريال منذ بداية اليوم الأول لشهر ذي الحجة، حيث تجري تحقيقات مطلعة لمعرفة الطرق التي تم من خلالها الحصول على الأموال، وعما إذا كانت هناك شبكات تسول مرتبطة.

الثياب الرثة وشحوب المنظر، وشخوص العينين، أساليب تم تلقينها بعناية للأطفال التسعة عوضاً عن إلحاقهم بالمدارس الحكومية، حيث ركز رب الأسرة الذي تم استجوابه من الإدارة العامة للجوازات بأن هذا ديدنه في مواسم الحج والعمرة.

«الشرق الأوسط» قامت بتوجيه السؤال حول إمكانية إعادة تأهيل هؤلاء الأبناء من جديد، وتمكينهم من متابعة سير تعليمهم، فأجابت الجوازات أنه بالامكان ذلك والتوقف عن التسول الذي أودى بمصير العائلة المتسولة وأنها أيضاً مستعدة للمساهمة في إعادة تأهيلهم.