رقم قياسي في عدد الأضاحي المنحورة يشهده أقدم مسالخ الرياض

تعدت عوائد مرعى سعودي واحد حاجز الـ40 مليون دولار في 10 أيام

TT

فيما قدرت إحصائيات اقتصادية أن تتعدى عوائد أحد أهم المراعي السعودية، حاجز الـ40 مليون دولار خلال 10 أيام، سجلت العاصمة السعودية مع دخول عيد الأضحى المبارك أمس، رقما قياسيا في عدد الأضاحي التي نُحرت في مسلخ العزيزية (أقدم وأكبر مسالخ العاصمة)، والذي تبلغ مساحته 1.2 مليون متر مربع.

واقترب عدد ما تم نحره من الأضاحي حتى نهاية أول أيام العيد، لنحو 11 ألف أضحية، مخالفة بذلك الأرقام التي سجلتها العام الماضي والتي لم تتجاوز الـ9 آلاف أضحية.

وأعاد سعود الدغيثر، مدير شركة المعيقلية، وهي الجهة المالكة للمسلخ، الزيادة المسجلة في عدد الأضاحي المنحورة، للتنظيم الجديد الذي اتبعته أمانة منطقة الرياض، والشركة المتعاقدة مع المسلخ، وهو ما سهل عملية تنظيم دخول وخروج الأضاحي من وإلى المسلخ.

وخلال الـ4 ساعات الأولى أمس، تجاوز ما تم نحره من الأضاحي في مسلخ العزيزية حاجز الـ7500 أضحية، ولم تسجل أي من المشكلات التي كانت قائمة العام الماضي.

وشجعت الأجواء الإيجابية التي اُستقبل بها التنظيم الجديد، شركة المعيقلية لأن تفكر جديا في تطوير المسلخ والسوق المرفق به، وتحويلهما إلى مول كبير، يشمل سوقاً للخضار واللحوم، ومكاتب لمندوبي المطابخ والصرافات الآلية، إضافة إلى إنشاء مركز بيطري متخصص.

وأشار الدغيثر إلى أن مسلخ العزيزية، سوف يحظى بنشاطات عدة من ضمنها إيجاد ساحة للجلابة ومراعاة ممرات المشاة للمتسوقين كما ستقوم الشركة بعزل المسلخ عن السوق لضمان عدم الازدحام، وإضاءة السوق بأكمله. ومن جهة أخرى ذكر الدغيثر بأن الشركة سوف تقوم بإعطاء الشوارع أسماء وألواناً معينة لكي يسهل على المتسوق الرجوع إليها بيسر وسهولة مع تأهيل الحظائر وتوحيد لوحاتها كما ستتم إحاطة السوق بسور.

وكان لرجال الأمن من قطاع المرور والمجاهدين دور في تنظيم حركة السير في المداخل والمخارج والتوجيه إلى المسلخ العام في حالة الازدحام في مسلخ العزيزية. وأكد مدير شركة المعيقلية أنهم وضعوا في الموقع مخيما خدميا للنساء لتسهيل عملية ذبح الأضاحي الخاصة بهن. إلى ذلك، اقتربت عوائد بيع المواشي في أحد أكبر أسواق السعودية والشرق الأوسط، من حاجز الــ15 مليون ريال (4 ملايين دولار) في اليوم الواحد، خلال الأيام العشرة التي سبقت عيد الأضحى المبارك.

وبحسب مستثمرين في مرعى واحد وهو سوق حفر الباطن، أكدوا تنامي حجم الطلب على المواشي من الإنتاج البلدي، على عكس الأعوام السابقة، التي كانت تستقبل فيها الأسواق السعودية، أنواعاً عدة من المواشي التي ترد للبلاد من عدد من الدول العربية المجاورة.

وأبلغ عويد العنزي شيخ سوق المواشي بحفر الباطن، عن تصدير سوق حفر الباطن، وهو السوق الأكبر على مستوى الخليج والشرق الأوسط، أكثر من 10 آلاف رأس بشكل يومي، لعدد من أسواق البلاد والأسواق الخليجية. وتخطت أسعار المواشي بحسب العنزي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، حاجز الـ 1000 ريال للإنتاج البلدي (النعيمي)، في حين استقرت أسعار الأنواع الأخرى المستوردة، عند مستوى 900 ريال للواحدة.

ولم يجد العنزي سببا لارتفاع الأسعار التي وصفها بـ«الباهظة»، خصوصاً عقب أن شهدت المنطقة أمطاراً، رأى أنها من المفترض أن تكون سبباً في انخفاض الأسعار، إضافةً إلى انخفاض أسعار الأعلاف، ومن أهمها الشعير الذي استقر عند 14 ريالا للكيس الواحد، عقب الدعم الأخير الذي قامت به الدولة لهذا النوع من الأعلاف.

واستطرد العنزي بالقول: «إلا أن ارتفاع حجم الطلب على الأضاحي والهدي، كان السبب الرئيسي لبلوغ حجم المواشي من الإنتاج البلدي أكثر من 1000 ريال للواحدة، في إشارة منه، إلى أن زيادة طلبات الأسواق في السعودية والخليج، لأنواع من المواشي، ذات الإنتاج المحلي، هي السبب».

وفي العاصمة السعودية الرياض، وعدد من المناطق الأخرى، لم يكُن مؤشر أسعار المواشي بالبعيد عن مؤشر أسعار حفر الباطن، إلا أن ارتفاع الأسعار بات ملموساً، حيث اقتربت أسعار الإنتاج المحلي من 1300 إلى 1400 ريال للواحدة.

وربط مُستثمرون في سوق مواشي العاصمة الرياض، الارتفاع الملموس في أسعار المواشي، بوزيادة حجم الطلب على الأضاحي والهدي، إضافةً إلى عدم توفر المواشي المستوردة للبلاد، والتي في الغالب ما تكون أقل سعراً من الإنتاج البلدي (النعيمي).

ويحرص السعوديون وأبناء منطقة الخليج على أنواع عدة من المواشي ذات الإنتاج المحلي، مثل النعيمي والنجدي، وهما من الأنواع التي يُفضلونها لأسباب عدة على الأنواع الأخرى من المواشي.

وأدخلت السعودية أخيراً في المشاعر المقدسة، إمكانية شراء الهدي والأضاحي عبر كوبونات يتم دفع أجرها المالي لفروع البنك الإسلامي للتنمية، في خطوةٍ من تلك الجهات، لتخفيف العبء على أسواق المواشي في المشاعر المقدسة، التي يقصدها حجاج بيت الله الحرام كل عام.