في شكل يمزج ما بين أداء الواجب الديني من خلال التضحية كنسك من مناسك الحج والتمتع والتسلي بأداء هذه المهمة، استطاع الحاج سيد، وهو مصري الجنسية، كسر رقم قياسي في عدد نحر الأضاحي بين أقرانه من الحجيج المتنافسين بمجزرة المعيصم في المشاعر المقدسة أمس، بواقع أربعة جمال، نحرها وسلخها في وقت تراوح ما بين 5 و10 دقائق، ابتهل بعدها برفع يديه إلى السماء شاكراً على تحقيق النصر.
ومن شاهد منظر التنافس الذي تحول بين «صعايدة» مصر، المشهورين بكونهم أهل الجزارة في مصر، و«قبضايات» الشام كما يطلق عليهم، يلحظ الطقوس الخاصة بكل بلد إسلامي عند النحر تعكس مدى سعادتهم وأهمية المناسبة لديهم.
فالسوريون كانوا يرددون عبارة «اللهم صلي على سيدنا محمد» على شكل أهزوجة، بنفس اللحن والصوت الذي يردده أهل الشام في مناسبات فرحهم، بينما كان الجزارون المصريون يتنافسون في طريقة بطح الجمل وذبحه بخفة يد سريعة تشبه برامج حركات الخفة التلفزيونية. وحول موضوع الأضاحي، كشف الدكتور احمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وهي الجهة المشرفة على مشروع الهدي والأضاحي، لـ «الشرق الأوسط» عن تجاوز مبيعات مشروع الهدي والأضاحي وحتى الساعة الثانية من ظهر يوم أمس نحو 661 ألف رأس، متوقعا في ذات الوقت تجاوز المبيعات هذا الموسم نحو 6700 ألف رأس، مضافةً إلى نحو 12.5 مليون رأس من الأغنام نحرت منذ بداية المشروع قبل أكثر من 26 عاماً.
وأوضح رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن الأضاحي تم البدء في توزيعها منذ يوم أمس على فقراء الحرم المكي وعلى حجاج المشاعر «كما سيتم من يوم غد الأربعاء التوزيع الخارجي للشحنات المبردة لمستحقيها من الدول العربية والإسلامية في24 دولة ومن 250 جمعية خيرية في مختلف مناطق المملكة».
وقال الدكتور أحمد علي «إن عدد العاملين في المشروع 35 ألفاً، منهم 143 ألف جزار، 700 طبيب بيطري، 400 طالب من العلوم الشرعية في الجامعات السعودية، وعدد من المسؤولين في وزارة النقل أيضاً».