ملف «الانتقادات» يحاصر هيئة الصحافيين في دورتها الجديدة

مرشحون: نرغب في تغيير الصورة التي رافقتها سابقا

TT

برزت الانتقادات التي طالت أداء هيئة الصحافيين السعوديين في دورتها الأولى خلال الأربع سنوات الماضية على قائمة أبرز التحديات التي تواجه أعضاء مجلس إدارة الدورة الجديدة، مع ترقب إعلان أسمائهم ظهر اليوم في انتخابات تضم 22 مرشحا، ومن المتوقع أن يقترع فيها نحو 450 صحافيا سعوديا من مجمل الذين يحق لهم التصويت.

وفي حين أعلنت الهيئة بأن أبرز منجزاتها شمل إقامة مبناها والتواصل مع النقابات والاتحادات المماثلة، جاء بعض الانتقادات التي رأتها منجزات لم تعن مباشرة بتطوير وتحسين أوضاع المهنة كما تأمل البعض، وحول ذلك يعلق جمال خاشقجي، رئيس تحرير جريدة الوطن وأحد المرشحين، موضحاً بأن الانتقادات بمجملها نابعة عن الطموح بالأكثر، وهو ما يراه أمراً طبيعياً.

وتابع خاشقجي حديثه لـ «الشرق الأوسط»، مفيداً بأن مجلس الإدارة في الدورة الأولى نجح في بناء البنية التحتية للهيئة في ما يخص المباني والأنظمة التي يراها لا تزال تحتاج للتطوير، وأشار إلى أن وصول الهيئة للمنجزات التي حققتها النقابات الصحافية العربية أمر ممكن لكنه يحتاج الى بذل الجهد والوقت.

ويتفق معه محمد الوعيل، رئيس تحرير جريدة اليوم وأحد المرشحين، الذي يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة أدت ما يجب عليها من واجبات بالإشارة لكونها كانت تمر بمرحلة التأسيس، وألمح لكون بعض الانتقادات التي واجهتها تبدو مبالغاً بها.

من جانبه أوضح الدكتور عبد العزيز النهاري، أحد المرشحين بالانتخابات، أن أي منظمة أو هيئة حديثة لا بد أن تركز على الإجراءات والتجهيزات، مؤكدا أن الجهود غير المعلنة التي قامت بها الهيئة تجاه بعض الصحافيين لحل المشاكل بينهم وبين المؤسسات الصحافية قد ظلمت الهيئة بكثرة الانتقادات ممن لا يعلمون بهذا الجانب.

إلا أن عبد العزيز السويد، كاتب في جريدة الحياة، انتقد الحديث عن الجهود غير المعلنة مطالباً بضرورة أن تكون الجهود ملموسة لبث الطمأنينة وحتى تكون مؤثرة في الوسط الصحافي، وشدد على ضرورة أن تكون الهيئة واضحة في الإجراءات التي تتخذها حيال حالات الظلم أو الإيقاف أو هضم الحقوق الذي يتعرض له بعض الصحافيين.

وتابع السويد حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بالقول «المعنيين بالمهنة من متفرغين ومتعاونين كانوا ينتظرون من الهيئة عند مخاضها بالبداية أن تقدم لهم الشيء الكثير لكن الهيئة انشغلت بالإجراءات الداخلية والمبني على حساب ما ينتظره ويتوقعه الصحافيون». وأضاف قائلاً «اصلاح أوضاع المهنة في تقديري مقدم على أي شيء آخر».

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله الجحلان، أمين عام هيئة الصحافيين السعوديين، أن الهيئة وعبر انتخاباتها الحالية تتميز الآن بالخبرة والتجربة، وفي ما يتعلق بالجدل الدائر حول الجهود غير المعلنة، بيَّن أن الهيئة تفضل أن يقوم الذين تواصلوا معها بالإفصاح عن ذلك وفق ظروف كل شخص.

وتابع «أن الجهود غير المعلنة لا تقتصر على حل الخلافات، بل تضمنت أيضاً تقديم الاستشارات القانونية، مؤكداً على صعوبة مقارنة جهود الهيئة حديثة التأسيس بجهود النقابات الصحافية والعربية التي تجاوز عمر بعضها الـ67 عاما».

وانتقدت منال الشريف، مسؤولة القسم النسائي في جريدة المدينة، غياب التواصل بين الهيئة وأعضائها، وطالبت بتسهيل مشاركة من هم خارج الرياض بانتخابات الهيئة، مؤكدة بأن ذلك لا يعني أن يتخذ بعض الصحافيين موقفاً سلبياً ضدها، وشددت على ضرورة دعم الهيئة ومجلس الإدارة الجديد.

وفي ذات السياق، برز غياب بعض أعضاء مجلس الإدارة السابق عن قائمة مرشحي الدورة الجديدة، وهو ما فسره البعض بأنه تعبير عن اتخاذ موقف سلبي تجاه أداء الهيئة، إلا أن ناهد باشطح، عضو سابق في مجلس الإدارة، أكدت لـ «الشرق الأوسط» أن عدم تقدمها للترشيح عائداً لانشغالها بدراسة الدكتواره.

وحول سلبية بعض الانطباعات تجاه أداء الهيئة، قالت «الانتقادات ظاهرة صحية»، وأشارت لكون بعضها جاء لأغراض معينة وأخرى لخدمة الصالح العام، وتمنت أن يكون للهيئة دور فعال في مساندة الصحافيين بعد تجاوز المرحلة التأسيسية.

من جهة أخرى، كان من اللافت عدم معرفة الكثير من الصحافيين بخطة عمل المرشحين، وهنا يؤكد خاشقجي أن ذلك جاء بجهود فردية، وتابع بأنه سيركز على تعزيز حقوق الصحافيين المهنية، وأضاف قائلاً «أسعى لتحويل الصحافة إلى مهنة محترفين وليس مهنة هواة».

وعاد النهاري ليفصح أن أمامه برنامج طويل يتضمن الوصول لمرحلة الثقة بين الهيئة والصحافيين وأن تنطلق الهيئة إلى العمل الفعلي بحماية الصحافيين وتهيئة أسلوب حياة جديدة لهم، قائلاً «نريد أن نكون منظمة تشبه الموجود في كثير من الدول العربية والنقابات الصحافية الموجودة بالعالم».

ويبقى الوسط الصحافي السعودي متسائلاً عن التغيير الذي سيشهده مع مجلس الإدارة الجديد، بعد الجدل الذي رافق هيئة الصحافيين في السنوات الأربع الماضية وانفتح ملفه اليوم مع مرحلة جديدة يتفاءل البعض بأن تكون مختلفة في ما يتعلق بتحسين أوضاع مهنة الصحافة بالسعودية.