المرأة السعودية تودع عام 2008 بتحقيق 10 قيادات نسائية إنجازات وجوائز عالمية

شملت مجالات العلوم والطب والاقتصاد والعمل الاجتماعي والإنساني

السعودية تودع عام 2008 بتحقيق إنجازات نسائية وجوائز عالمية («الشرق الأوسط»)
TT

ودعت المرأة السعودية عام 2008 بتحقيقها العديد من الإنجازات في المجالات العلمية والطبية والاقتصادية والإنسانية، وإحرازها، تبعاً لذلك، عدداً من الجوائز العالمية التي أكدت تميزها في تلك المجالات، إلى جانب حصولها على بعض الامتيازات الاجتماعية التي عززت مشاركتها في خدمة وطنها.

وعلى مدى الأشهر الاثني عشر الماضية برزت 10 قيادات نسائية سعودية في مجالات مختلفة، مسجلة حضوراً لافتاً خلال العام المنصرم، حتى أطلق عليه البعض «عام المرأة»، بعد أن حققت تفوقاً في أكثر من مجال، إضافة إلى حصولها على امتيازات عديدة أعطتها مزيداً من الحرية بداية من السماح لها بالسكن في الفنادق دون محرم، مروراً بالبدء بتأسيس جمعية لحماية حقوق المرأة، وانتهاء بالسماح للمرأة بالدخول في مجال الإفتاء.

ويرى مراقبون لحركة المجتمع السعودي أن ما حققته المرأة السعودية يرجع للانفتاح الذي شهدته السعودية في السنوات الأخيرة، وموقف قيادة البلاد المؤيد لأن تحصل المرأة على الحقوق الكفيلة بتمكينها من القيام بدورها في خدمة مجتمعها ووطنها. وقال الدكتور عبد الخالق عبد الحي، أستاذ العلوم السياسية وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، لـ«الشرق الأوسط» إن الإنجازات التي تحققت للمرأة السعودية على أكثر من صعيد تعود بصفة رئيسية الى موقف القيادة الحكيمة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي تبنى قضايا المرأة منذ زمن ليس ببعيد، بما يصب في صالح المرأة السعودية، ويعطيها مساحة أكبر كي تتمكن من التحرك بحرية. وأوضح أن ذلك تم بداية من دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة التربية والتعليم، ونهاية بافتتاح أول جامعة سعودية تحمل اسم امرأة وهي (جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن)، والسماح بافتتاح المكاتب الهندسية للنساء، والسماح بسفر وإصدار المرأة لجواز السفر دون الحاجة لمحرم، إضافة لافتتاح مكاتب خاصة للنساء في المحاكم.

وأكد الدكتور عبد الحي على أن المرأة قوة اقتصادية كبيرة، حيث تبلغ استثماراتها أكثر من مئة مليار ريال سعودي مستثمرة في الخارج، منها أكثر من سبعين مليار في دولة الإمارات الشقيقة، مشيراً إلى أن مخرجات التعليم الثانوي والجامعي تشكل نسبة كبيرة لا يستهان بها، وقوة اقتصادية وعلمية مهمة يجب استغلالها بالطريقة الصحيحة.

وذكر الدكتور عبد الحي أن هناك عدة عناصر ساهمت في انفتاح المرأة السعودية وبروزها، منها عناصر داخلية خاصة بالمرأة نفسها وعملها ونشاطها، وأخرى متعلقة بالناحية الحقوقية كوجود جمعيات مثل الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، والهيئة الوطنية لحقوق الانسان، كذلك الضغوط الدولية والتي تتمثل في توقيع اتفاقيات عدم تمييز ضد المرأة والعنف، بالإضافة الى القرارات السياسية بيد السلطة الحاكمة، مشيراً إلى أن العوامل السابقة جميعها ساهمت في انفتاح المرأة، خاصة في ظل التغيرات التي تحدث في العالمين الإسلامي والعربي، مدللاً على ذلك بتولي المرأة القيادة السياسية في دول إسلامية مثل الباكستان وتركيا واندونيسيا.

وأضاف أن التحركات والتحولات التي حدثت في دول اسلامية وعربية مثل الامارات، والتي أصبحت المرأة فيها تتولى القضاء، وفي مصر التي ظهرت فيها أول عاقدة أنكحة، وامرأة بمنصب عمدة، كل ذلك يؤثر على سرعة التطور والانفتاح الذي ستحظى به المرأة السعودية في السنين القادمة. وكشف الدكتور عبد الحي أنه بالإضافة إلى الجوانب المشرقة هناك معوقات، لافتاً إلى أن المرأة السعودية تعمل في ظروف خانقة، فهناك انظمة وعادات تعمل ضد تقدم المرأة وابداعها، حيث تحتاج المرأة السعودية الى ضعف طاقة الرجل حتى تحقق النجاح، مؤكدا أنه لو تم ازالة هذه العوائق في السنوات القادمة سيكون الطريق مفتوحاً أمامها لتحقيق مزيد من الإنجازات والنجاحات لتتفوق على الرجل.

وزاد « إننا نستطيع أن نشاهد الانجازات التي حققتها المرأة السعودية خلال العام المنصرم بوضوح من خلال الجوائز العديدة التي حصدتها وحضورها القوي في مختلف الجوانب، حيث لا يخلو شهر من سنة 2008 إلا وكان للمرأة السعودية بصمة مميزة ومهمة فيه»، مبيناً أن عام 2008 استهل باختيار الأميرة عادلة بنت عبد الله آل سعود، للفوز على جائزة المرأة العربية المتميزة في دورتها الخامسة لعام 2008، كونها السيدة العربية الأولى في دعم قضايا المرأة والعمل الإنساني، حيث تشغل منصب رئيسة جمعية سند الخيرية. وشهد شهر فبراير (شباط) تكريم برنامج (في أسبوع)، والذي تبثه قناة إم بي سي، للباحثة السعودية الدكتورة فاتن خورشيد، وذلك عن اختراعها فصل وتصنيع الجزء الحيوي الفعال من بول الابل لمحاربة السرطان، حيث يقوم البرنامج بتقديم جائزة تقديرية لشخصية بارزة لها مساهمات حيوية تؤثر في حياة المجتمعات العربية والإنسانية يتم اختيارها كل شهر، وفي الشهر الذي يليه حصلت الدكتورة خورشيد على المركز الأول وعلى كأس الابتكار لعام 2008، من مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين. كما حصلت الدكتورة ريم خوجة على جائزة أفضل اختراع في معرض ابتكار 2008، عن اختراع المجهر الآلي ذي الشريحة الإسطوانية، والذي شاركت به في المعرض الذي اقيم بجنيف وحصلت على جائزة ولاية جنيف عن نفس الاختراع، كما قام منتدى السيدة خديجة بنت خويلد في جدة في شهر مارس (آذار)، باختيار نادية الدوسري على رأس قائمة أفضل عشرين سيدة أعمال سعودية، حيث تشغل الدوسري منصب رئيسة مجلس إدارة شركة السيل المحدودة للحديد والصلب، اضافة الى اختيارها ضمن أهم 25 سيدة أعمال عربية من قبل جريدة الفاينانشال تايمز البريطانية.

أما الدكتورة حياة سندي، فقد تقلدت في شهر مايو (أيار) الماضي المركز الأول في مسابقة خطط العمل للمشاريع الاجتماعية التي أقامتها «جامعة هارفرد للأعمال» وكذلك في مسابقة المبادرات التي أقامها «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT»، ليكون بذلك أول مشروع يحصد الجائزتين في عام واحد.

وفي اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد الأطفال، والذي يقام في شهر يونيو (حزيران) من كل عام، كان للدكتورة مها المنيف، المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني بمدينة الملك عبد العزيز الطبية، العديد من الأنشطة والمساهمات البارزة في هذا المجال، حيث ساهمت في الأنظمة الجديدة التي وضعت لمكافحة العنف ضد الأطفال، مثل «نظام حماية الطفل» المقدم من اللجنة الوطنية للطفولة.

وتقلدت الدكتورة سامية العمودي، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، في شهر أغسطس (آب) الماضي جائزة المفتاحة لعام 1429هـ 2008م، نظير جهودها في التعريف بأمراض سرطان الثدي، والمقدمة من إمارة منطقة عسير، وتعتبر الجائزة تكريماً للرواد على مستوى الوطن في كافة الأصعدة.

وفي شهر سبتمبر (أيلول) تلقت الدكتورة عايدة العقيل، استشاري أول أمراض الوراثة وغدد الأطفال بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، شكر وتقدير الأمير سلطان بن عبد العزيز على الانجازات التي حققتها وحصولها على جائزة «الباحث الطبي العالمي المميز» في مجال الأمراض الوراثية الاستقلابية في شيبا باليابان.

في حين نالت الدكتورة سلوى سليمان نقلي، الأستاذ المساعد بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض، جائزة معهد بيوقرافيكال الأمريكي للبحوث العلمية في شهر نوفمبر (تشرين الأول) 2008، واختتم شهر ديسمبر (كانون الأول)، آخر شهور سنة 2008، بتمثيل الصحافية نورة الحويتي السيدات في مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعودية الجديد. وبينما يرحل عام 2008، تتساءل الكثير من النساء السعوديات: هل سيحمل لهن العام المقبل قرارات جديدة تسهم في زيادة مساحة مشاركتهن في خدمة وطنهن؟.