«الغابة الشرقية» تحوّل شرق جدة من مصدر لـ «الأوبئة» إلى مركز لـ «السياحة» و«الاقتصاد»

نائب وزير الشؤون البلدية والقروية: مشاريع القطارات داخل المدن تحتاج إلى دراسات

جانب من فعاليات التدشين (تصوير: غازي مهدي)
TT

أُعلن رسمياً في جدة أمس، تحوُّل منطقة شرق الخط السريع من مصدر للتلوث البيئي خلال السنوات الماضية، إلى مصدر اقتصادي يدرّ ملايين الريالات، ومنطقة سياحية فريدة من نوعها، وذلك بعد تدشين الأمير الدكتور منصور بن متعب، نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، مشروع الغابة الشرقية، بجوار بحيرة الصرف الصحي، ومشروع تدوير النفايات وتحويلها إلى موارد يُستفاد منها، وتعود بمردود اقتصادي جيد وتكون صناعة جديدة للمنطقة.

وقال الأمير منصور في تصريح له بعد الافتتاح: «إن القطاع البلدي من أهمّ القطاعات بالنسبة إلى النشاطات، في ما يتعلق بالحياة المعيشية للمواطن ومتطلباته». وأضاف أن «نوعية تلك الخدمات لها تأثير على نوعية الحياة التي تخصه».

إلى ذلك، أكد نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، أن لجنة الخبراء بمجلس الوزراء، تدرس وضع مؤشّر عامّ للأسعار، موحَّد على مستوى المملكة، بهدف ضبط الأسعار، شبيه بالمؤشر الذي أقرته أمانة الرياض خلال الفترة الماضية.

وألَمّح إلى احتمالية مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية القادمة، خلال ردّه على سؤال بذلك الخصوص، وقال «النظام حدّد المشاركة للمواطن، وهي مفردة تشمل الجميع، ولكن هنالك لجنة تم تشكيلها لدراسة نظام الانتخابات والمجالس البلدية، خلال دورتها الأولى، وسيتم تحديد قرار المشاركة من عدمه عقب ظهور نتائج دراستها».

واستطرد «هنالك 197 مجلساً بلدياً في السعودية حالياً، وتعمل جميعها بجهد كبير، بهدف خدمة المواطنين، ونسبة تطبيق مقترحاتهم تتراوح بين 79 في المائة في محافظات، و34 في المائة في محافظات أخرى، ونحن نهدف إلى تطوير الأنظمة بما يخدم الصالح العامّ». وأكد أن «ولاة الأمر حريصون كل الحرص على إنجاز المشاريع التي يحتاجها المواطن»، موجهاً شكره في الوقت ذاته إلى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، لجهوده في متابعة المشاريع والوقوف عليها.

وبيّن الأمير منصور في ردّ حول مشاريع قطارات المدن الداخلية وما يمكن أن يتم فيها «أن مشاريع القطارات داخل المدن تحتاج إلى دراسات».

من جهته أوضح المهندس عادل فقيه أمين محافظة جدة، في كلمة ألقاها، أن «مشروع الغابة الشرقية يمثل أحد المشاريع الطموحة التي تفخر بها الأمانة لتطوير محافظة جدة». وأضاف فقيه أنه «تم الإعداد لمشروع الغابة الشرقية بجوار بحيرة الصرف الصحي شرق جدة، لزراعة 200 ألف شجرة على مساحة 2,5 مليون متر مربع، بستة أنواع من الأشجار الطاردة للحشرات»، مبيناً أن «الهدف من المشروع، في المقام الأول، استغلال مياه بحيرة الصرف الصحي في تكوين مسطح أخضر، بالإضافة إلى إيجاد حلول بيئية عملية بتبني آلية فعّالة لاستغلال مياه الصرف المعالَجة في استخدامات مفيدة، من بينها، إقامة حدائق واسعة تتيح تنوعاً في الأنشطة الترفيهية بمدينة جدة».

وبيّن فقيه أن «الغابة تستهلك أكثر من 10 آلاف متر مكعب من تلك المياه المعالجة يومياً». وأضاف «بلغت تكلفة هذا المشروع 28 مليوناً ونصف المليون ريال، ومن المقرَّر أن يشتمل كذلك في المستقبل على متنزه عالمي لسكان جدة».

ومن جانبه قال المهندس إبراهيم كتبخانة وكيل الأمين للتعمير والمشاريع «تُعتبر هذه الغابة الشرقية كذلك مصدراً للأخشاب التي يمكن أن تقوم عليها صناعات خشبية في المستقبل، كما يمكن استخدام أفرع الأشجار المقلَّمة وأوراقها المتساقطة في صناعة التربة الصناعية (البتوموس) التي تُستخدم في الفيلات والمتنزهات الخاصة».

وأشار وكيل الأمين للتعمير والمشاريع إلى أن «المشروع يتضمن كذلك إنشاء بوابة رئيسية وسور حجري وأسوار نباتية ومسجد وبرج للمراقبة وكاميرات وخيمة لكبار الشخصيات، إلى جانب الإنارة باستخدام الطاقة الشمسية، ومن المقرر أن يشتمل كذلك في المستقبل على ممرات وطرق ومقاعد لجلوس المرتادين بمثابة متنفَّس جديد لسكان جدة، بما يقود إلى تغيير النظرة الحالية لمنطقة بحيرة الصرف، وإزالة جزء كبير من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية السلبية التي ترتبت على هذه البحيرة التي تم تكوينها منذ 10 سنوات».

وبالعودة إلى أمين جدة فقد بيّن أن «الغابة الشرقية في المرحلة الأولى من المشروع ستبلغ مساحتها المزروعة أكثر من 10 ملايين متر مربع»، موجهاً الدعوة إلى كبريات الشركات المتخصصة في هذا النوع من المشاريع، للمنافسة على تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، التي تقدَّر مساحتها بنحو 8 ملايين متر مربع، وتتضمن زراعة ما يزيد على نصف مليون شجرة أخرى، إضافة إلى كميات كبيرة سيتمّ ضخها من خلال مشاريع الخطوط الناقلة للمياه الحالية، التي ستقوم الأمانة بدراستها مع وزارة المياه والكهرباء والشركة الوطنية للمياه مطلع العام الجاري.

وفي ما يخص مشروع محطة فرز وإعادة تدوير النفايات، أوضح المهندس خالد بن فضل عقيل وكيل أمين محافظة جدة للخدمات، أن «مردم عسلاء الجديد يبعد عن مدينة جدة 40 كيلومتراً، وتبلغ مساحته 4,5 ملايين متر مربع، ويستوعب نحو 25 مليون متر مكعب من النفايات، ويستقبل يومياً 4200 طن من النفايات المنزلية والتجارية، بمتوسط 850 رحلة يومياً».

وأشار إلى أنه قد «تم بالفعل طرح مناقصة عامة لتشغيل المردم 5 سنوات قادمة»، وبيّن أن المردم يحتوي على ثلاث خلايا مساحة كل منها 90 ألف متر مربع، وجارٍ العمل لتنفيذ خليتين إضافيتين، موضحاً أنه «من المتوقع أن يصل عدد هذه الخلايا في المستقبل إلى 12 خلية».

وأشار إلى أن «مشروع محطة فرز وإعادة تدوير النفايات التي سيتم تم تنفيذها بمردم عسلاء الجديد، يشتمل على 8 خطوط فرز آلي للنفايات المنزلية والتجارية، بأعلى المواصفات التقنية المتخصصة». مشيراً إلى أن «هذا المشروع يستهدف الحفاظ على البيئة والاستفادة الاقتصادية من مكونات تلك النفايات المفروزة، فضلا عن إطالة عمر المرادم والطاقة الاستيعابية لخلايا الدفن، حيث تقوم خطوط الفرز بالمحطة بالفرز الآلي لمكونات النفايات، كالبلاستيك والحديد والكرتون وغيرها، بينما يتمّ كبس المرفوضات على شكل (بالات)، والتخلص منها بالطمر الصحي».

وأكد المهندس عقيل أن مشروع إعادة تدوير الإطارات والنفايات النباتية والخشبية لإنتاج السماد الموجود بالمردم، يقع على مساحة مليون متر مربع، وسيتضمن ثلاث معدات لإنتاج السماد، وأخرى لإعادة تدوير الإطارات، وهو مشروع استثماري مدته 15 عاماً، ويهدف إلى استقبال النفايات الخشبية والنباتية والإطارات المستهلَكة، لفرمها وتقطيعها، ثم القيام بمعالجتها النهائية، تمهيداً للإنتاج، ومن ثم بيع هذه المنتجات فيما بعد.

وأضاف أن «طاقم العمل بمشروع تشغيل المردم يقوم حالياً باستقبال النفايات البلدية والتجارية، وإجراء عمليات الفرز اليدوي، وفصل النفايات المختلطة، حيث يتمّ تجميع وتوجيه نفايات الإطارات، إلى منطقة تخزين الإطارات، وتخزين النفايات النباتية والخشبية كذلك بالمواقع المخصصة لها»، مضيفاً أنه يتمّ تفريغ وفرد ودكّ النفايات المنزلية بخلية التشغيل، فضلا عن القيام يومياً بأعمال التغطية الترابية.

وبالعودة إلى المهندس فقيه، وحول مشروع تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع عبد الله السليمان وشارع باخشب، الذي وضع حجر أساسه الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، أشار إلى «تسليمه إلي الشركة المنفّذة، وتبلغ ميزانيته نحو 113 مليون ريال».

إلى ذلك، أوضح الدكتور أحمد بانافع المشرف العامّ على المشاريع بأمانة محافظة جدة، أن «الأمانة تنفّذ حالياً عدة مشاريع لجسور وأنفاق وطرق وكبارٍ، رصدت لها العام الماضي ميزانية تقترب من مليار ونصف المليار ريال، ومن المقرَّر أن تزيد ميزانية هذه المشاريع خلال العام الجاري إلى مليارين»، مشيراً إلى أن «محور الأمير ماجد يُعَدّ أكثر المحاور التي يتمّ تنفيذ مشاريع كبارٍ وجسور عليها، إذ يربط المدينة من شمالها إلى جنوبها. ويتواصل حالياً تنفيذ 5 مشاريع عليه، إلى جانب ثلاثة أخرى ما زالت في طور الترسية والتسليم».