شكاوى من تأخر حرس الحدود في البحث عن 6 مفقودين في البحر

المقدم الحارثي: 15 زورقا وحوامتان وطائرتان و40 فردا يرابطون في الموقع منذ 4 أيام

خلاف بين وزارة النقل ولجنة السيارات حول مقترح ينص على إمهال شركات الأجرة والفردية 5 سنوات للدخول في الشركة (تصوير: مروان الجهني)
TT

تواصل نحو 4 حوامات و20 زورقاً و3 طائرات وأكثر من 55 فرداً منذ أول من أمس عمليات البحث عن 8 مفقودين في البحر الأحمر غرق 6 منهم يوم الجمعة بينما غرق اثنان آخران أول من أمس، في رحلة بحرية.

وفي وقت تستمر فيه عمليات البحث، اتهم حامد سرحان شقيق والد اثنين من المفقودين الـ 6 في بحر الليث، الذين أخذوا تصاريح دخول البحر من مركز المجيرمة، حرس الحدود بعدم توافر زوارق تابعة لهم في المركز، وهو الأمر الذي يثبت تأخر عمليات الإنقاذ لحين وصول القوارب من المراكز المجاورة.

وهو الأمر الذي رد عليه المقدم سعيد الحارثي رئيس قسم الشؤون العامة بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة في حديث لـ «الشرق الأوسط»: بأن «المركز فعلاً لا يوجد به رصيف بحري ولكن المركز يحوي زوارق إنقاذ مطاطية وأن زوارق سلاح الحدود وصلت إلى الموقع مباشرة بعد إرسال بلاغ التأخر عن المدة المحددة بأربع وعشرين ساعة إلى مركز عمليات البحث والإنقاذ التي أرسلت على الفور قوارب سلاح الحدود من مركز السودة القريب من المركز الذي يبعد عنه بنحو 10 كيلومترات».

وأرجع المقدم سعيد الحارثي عدم وجود القوارب في مركز المجيرمة إلى عدم توافر رصيف بحري فيه. وفي تطور آخر قال أهالي المفقودين: إن تعطل حوامات البحث في المنطقة أخّر عمليات البحث، بل إن إحداها طلبت الاستغاثة من داخل البحر وبعثوا صورتين للحوامة المتعطلة، وهو الأمر الذي رد عليه المقدم بحري صالح الشهري رئيس قسم الشؤون العامة بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة، بأنه أمر طبيعي وأن هناك أربع حوامات بديلة في المنطقة، داعياً الأهالي إلى المساعدة في البحث من خلال الصبر وعدم إرباك العمل القائم.

ولم يجد عدنان سرحان، الوالد لكل من شادي 19 عاماً وأحمد 21 عاماً، المفقودين ضمن 6 أشخاص الذين ابتلعتهم أمواج البحر الأحمر في منطقة بحرية بعيدة عن مركز المجيرمة 160 كيلومتراً جنوب جدة، التي تبعد عن محافظة الليث أقرب المحافظات للمركز بنحو 10 كيلومترات، سوى رفع الأيادي لله القدير وتناول المهدئات الطبية له ولأفراد عائلته نتيجة المصاب الجلل الذي أصاب ابنيه وزملاءهما.

حامد سرحان عمّ المفقودين عاد ليحكى لـ «الشرق الأوسط» حال أخيه وعائلته والجولات المكوكية التي تقوم بها الأسرة من وإلى المستشفيات بعد حالات الإغماء التي يتعرض لها أفراد العائلة من وقت لآخر، فيما يرابط البعض الآخر منهم أمام الشاطئ منتظراً بصيص الأمل وعلامات الحزن تملأ محياهم ودموع الفراق في مقلاتهم. إلى ذلك حمّل سرحان فرق سلاح الحدود في المركز مسؤولية التأخر في البحث وقال إنهم - ويقصد المفقودين- بعثوا رسالة (إس إم إس) تطلب الإغاثة من المركز ولكن الاستجابة كانت متأخرة من المركز لأنه ليس لديه قوارب إغاثة ومختص بالسيارات فقط، وهو ما ردّ عليه المقدم صالح الشهري لـ«الشرق الأوسط»: «إن المركز قام عند الساعة الرابعة عصر الجمعة، أي بعد انتهاء الفترة المحددة لعودة القارب المحددة بأربع وعشرين ساعة، بإرسال برقية إلى وحدة مركز عمليات البحث والإنقاذ عن المفقودين، وعلى الفور تم توجيه الوسائط البحرية من أقرب مركز للموقع في الليث التي تبعد 10 كيلومترات عن المواقع وانضمت إليها بعد ساعة ونصف الساعة فرق وقوارب بحث من جدة».

وأبان الشهري أن «نحو 15 زورقاً بحرياً وحوامتين وطائرة من الدفاع المدني وأخرى تابعه للقوات البحرية ونحو 40 فرداً من حرس الحدود يرابطون في الموقع منذ أربعة أيام والجهود حثيثة وكبيرة للوصول إلى المفقودين».

وبين أنه «تم الوصول إلى القارب في منطقه بعيدة جداً وهو مقلوب» مُرجعاً سبب انقلابه إلى الرياح وارتفاع أمواج البحر بعد منتصف ليل الخميس رغم أن الأجواء كانت جميلة جدا في منتصفه.

وأشار الشهري إلى أن «بعض أهالي المفقودين لم يكونوا يعلمون بدخول أبنائهم للبحر وتم إيجاد أربعة أجهزة جوالات في سيارة المفقودين».

وبعث المقدم الشهري رسائل تطمين للأهالي مؤكداً أن «هناك حالات تم الوصول إليها بعد خمسة أيام في عرض البحر» مطالباً إياهم بالمساعدة من خلال إبراز الجهود، كون بعض الأفراد يعملون منذ أربعة أيام ويحتاجون للدعاء والتوجيه منهم لرفع الهمم. ومقدراً في الوقت ذاته الحالة النفسية للأهالي وما يتعرضون له من ضغوط.

وفي السياق نفسه اختفى أول من أمس شخصين آخرين في جدة بعد خروجهما يوم الأحد الماضي عند الساعة التاسعة صباحاً الماضي في رحلة بحرية ولم يعودوا بعد المهلة المحددة، وعلى الفور تم توجيه 5 زوارق وحوامة إضافة إلى طائرة و15 غواصاً للبحث عن المفقودين في القارب «الأميرة ياقوت». وفي تطور لاحق أعلن أمس أنه تم العثور عليهما بأمس أحياء.

إلى ذلك خلصت اللجنة، التي كونتها إمارة منطقة مكة المكرمة وحرس الحدود والدفاع المدني والشؤون الصحية وأمانة محافظة جدة وشيخ طائفة الصيادين لدراسة وضع المفقودين، إلى استمرار البحث 21 يوماً عن المفقودين وبث نشرة ملاحية من خلال المحطات الساحلية لكل السفن العابرة للبحر الأحمر عن وجود مفقودين.