متطوعون يقودون مشروعا للارتقاء بالقيم الأخلاقية

يستهدف إشاعة الأخلاق النبيلة وقيم التسامح والصفاء النفسي

TT

تَبنّى 20 متطوعًا ومتطوعة من مختلف مناطق السعودية مشروعًا اجتماعيًا لنشر ثقافة الالتزام الخلقي، وتبنِّي القيم الأخلاقية التي حثّ عليها الدين الإسلامي، داخل الأسرة وفي بيئة العمل وفي المجتمع، تحت مسمى «خلق». ويستهدف المشروع جميع شرائح المجتمع في مختلف المجالات الأسرية والمهنية والاجتماعية.

وقال الدكتور المهندس عمر الأندجاني صاحب الفكرة والمشرف العامّ على المشروع «خلق»: «إن الفكرة انبثقت للتعريف بالتراث الأخلاقي الإسلامي، وتشجيع إحياء سنة المصطفى الكريم (ص) في الممارسات الأخلاقية، وبناء وتطوير مفاهيم النهضة الأخلاقية لدى أفراد المجتمع، والتوعية بأهمية القيم والممارسات الأخلاقية في الوصول إلى النجاح والرضا والسعادة على الصعيد الشخصي، وتحقيق النهضة على الصعيد الوطني والأُمَمي، وكذلك تشجيع ممارسة القيم الأخلاقية لدى الفرد والأسرة وبيئة العمل والمجتمع».

وذكر الأندجاني لـ «الشرق الأوسط»، أن مشروع النهضة الأخلاقية «خُلُق» ينبّه إلى خطورة تدنّي الممارسات الأخلاقية، لا على المستوي المحلي فقط، بل وعلى جميع المستويات العالمية، وفي كل الأديان والأعمار والأجناس، ويسلط الأضواء على قضايا المجتمع المُلحّة. وقال الأندجاني: «إن الدور الذي سيلعبه المشروع في المستقبل، يتمثل في عملية الإصلاح الأخلاقي، تَبنّي قضايا اجتماعية بارزة مثل قضية الحوادث المرورية التي تودي بحياة الآلاف سنويًا، والتي تنتج آلاف الأرامل والأيتام الذين يشكّلون عبئًا ضخمًا يتعدى الحدود المالية، إلى أعباء اجتماعية لا تقتصر على البطالة والفقر، بل قد تتعداها إلى الانحلال والجريمة والإرهاب، حيث تشير الإحصائيات إلى أن مُجمَل الخسائر المالية التي يتكبدها السعوديون سنويًا نتيجة الحوادث المرورية نحو20 مليار ريال سعودي. كما تشير إحصائيات أخرى إلى أن 40% من ضحايا الحوادث المرورية في السعودية هم من فئات الشباب، نتيجة انخفاض نسبة تقيُّدهم بالأخلاقيات والأنظمة المرورية».

وتوقع أن يحقق مشروع «النهضة الأخلاقية» في جانب مشكلة الحوادث المرورية على سبيل المثال زيادة في تبنّي الممارسات الأخلاقية لدى السائقين بنسبة 10 في المائة سنويًا، وبالتالي مضاعفة نسبة الممارسين للقيادة الأخلاقية في كل «عشرة أعوام»، أملاً في القضاء قطعيًا على مشكلاتنا الأخلاقية في هذا المجال وغيره، مثل قضايا الغش وارتفاع الأسعار والتأخّر والتسويف في الحكم على القضايا في المحاكم أو في الدوائر، أو عدم التزام الوقت والأمانة، والاستهتار بحقوق الناس وتأخير معاملاتهم، غير ذلك من مشكلات نواجهها كل يوم وفي كل مكان. وحول آليات العمل في تنفيذ المشروع، قال: «إن مجموعة من اللقاءات يُزمَع عقدها لتحديد الاستراتيجيات التي يمكن من خلالها تنفيذ آليات المشروع وتحقيق أهدافه، بمشاركة شخصيات بارزة ورائدة بالمجتمع من المتطوعين والمتطوعات، الذين سوف يخضعون لـ «العصف الذهني»، لتوليد الأفكار والآليات المستخدمة للإصلاح، حتى يحقق المشروع أكبر انتشار شعبي داخل السعودية وخارجها».

ويستهدف المشروع ثلاثة محاور، هي: الأسرة (من الآباء والأبناء) باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع من خلال برامج «القدوة» وبرامج الحماية والحقوق الاجتماعية وغيرها، كما يتناول أيضًا محور بيئة العمل (المدارس، والوزارات، والقطاعات والمؤسسات الحكومية والأهلية المختلفة)، ويتناول أيضًا القيم الأخلاقية بالمجتمع (كالشارع، والجيران، والمسجد). بالإضافة إلى أن من أهداف مشروع النهضة الأخلاقية تشجيع البحث العلمي والمؤلَّفات، والمشاركة في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والبرامج التدريبية والدورات واللقاءات وورش العمل المعزِّزة لتبني القيم الأخلاقية وممارستها، ومن أهداف المشروع أيضًا زرع حب الأخلاق والأخلاقيين في نفوس الناس، وربطها بالسلوك الإنساني القويم، وزيادة الإنتاجية.

يُشار إلى أن الكلية التقنية بمدينة مكة المكرمة، قد رعت إنشاء الموقع الإلكتروني للمشروع في بداية عام 2009، على الرابط (www.ethicalrevival.org).