رسائل المحليات

TT

لتوضيح حقيقة عبد الله المغيرة

* اطلعت على ما نشر في جريدتكم الغراء يوم الجمعة 02/01/2009 في محليات تحت عنوان «عبد الله المغيرة.. المؤرخ والمثقف النجدي أيّد الدولة العثمانية ثم انقلب عليها»، وإني إذ أقدر لجريدتكم ولكاتب الموضوع اهتمامكم بهذه الشخصية، إلا أنني أود أن أوضح أن كاتب الموضوع نقل تلك المعلومات من كتاب للكاتب الدكتور سهيل صابان تحت عنوان «تاريخ الجزيرة العربية الحديث بحوث ودراسات من الأرشيف العثماني» والذي وصلتني منذ شهر تقريباً نسخة منه، ولوجود بعض الملاحظات سواء من الكتاب أو فيما تم نقله، فإني أود توضيح التالي: هو عبد الله بن عبد المحسن بن عبد الله المغيرة من مواليد أشقير في منطقة الوشم، ولا يزال منزل والده موجوداً في حي المدينة والذي آل إلى أخيه عبد العزيز بن عبد المحسن المغيرة، جدي، وقد سافر عبد الله بن عبد المحسن المغيرة إلى مكة المكرمة لطلب العلم والحج وقد كلف الملك عبد العزيز (رحمه الله) الأمير عبد الله بن ثنيان باختيار من يراه لمرافقته للعمل في البلاط العثماني، وقد اختار الأمير عبدالله بن ثنيان، عمي عبد الله المغيرة، وقد حصل على رتبة الباشوية في البلاط، ولم يكن عبد الله المغيرة جاسوساً لأي دولة، بل كان مخلصاً لوطنه ومليكه، حيث زكاه الأمير ابن ثنيان وكتب عنه للملك عبد العزيز (رحمه الله) أن «عبد الله المغيرة رجل علم وثقافة ويجيد عدة لغات ووفيّ لي ويمكن الاعتماد عليه لخبراته كمندوب لكم في تركيا ومصر وسورية وعدن»، وقد وافق الملك عبد العزيز على طلب الأمير عبدالله بن ثنيان وقد عاد عبد الله المغيرة إلى المملكة عام 1354هـ وبعد يوم أو يومين ذهب مع والدي إلى الملك عبد العزيز واستقبله استقبالاً حافلاً.

وقد ذكر والدي أن الملك عبد العزيز قابلنا في منتصف المجلس وبإعلاء صوته وهو يقول «هلا بخوي» ثم التفت على من حوله ومنهم أبناؤه والشيخ عبدالله السليمان والشيخ عبد الله بالخير وغيرهم، وقال: هذا الرجل خدمنا خدمة لم يخدمنا أحد مثلها خارج وطننا، وكان والدي معه، فقال الملك عبد العزيز: من هذا الذي معك؟ قال: ابني، فقال الملك عبد العزيز له: يا عبد الله أنت ما تزوجت ولكن إن ما خاب ظني فهو ولد أخيك عبد العزيز، فقال نعم، ثم طلب منه الملك عبد العزيز السفر معه إلى الحجاز، وكان مرهقاً لكبر سنه وضعف جسمه، فتعب في الطائف وتوفي يوم الخميس الموافق 17/10/1355هـ في بيت الملك فيصل (رحمه الله) وأنزله القبر بيده، وعمل الملك فيصل عزاء له في داره، ولم يترك الملك فيصل والدي يعود إلى نجد، فقد أبقاه لديه وعيّنه ليعمل لدى الشيخ عبدالله السليمان في وزارة المالية.

وقد أهدى كتابين ألفهما عن الدولة الفاطمية والآخر عن أيام العرب في الجاهلية إلى الملك عبدالعزيز ونسخة أو مسودة لجريدته وأعطى تلك الكتب الشيخ عبدالله بالخير. ولذلك أحببت أن أوضح أن عبد الله بن عبد المحسن بن عبد الله المغيرة من أهالي أشقير في منطقة الوشم، وهو عمّ والدي وليس من أي بلدة أخرى، وأنه كان يعمل لدى البلاط العثماني في معية الأمير عبد الله بن ثنيان، ثم كان قد عُين للملك عبدالعزيز أو شبه سفير متجول في عدة دول.

عبد الله بن عبد المحسن المغيرة ـ رئيس مركز أشقير.

* إفهام الناس بدلاً من إزالة الآثار

* تعقيباً على مقال محمد صادق دياب تحت عنوان «الهيئة وجدلية الأماكن الأثرية!» المنشور يوم 06/01/2009، أقول: «لقد أحسنت كثيراً حين أثرت هذه المسألة، فهي جديرة بالاهتمام، وكما ذكرت أتمنى أن يقوم رجال الهيئة -وأنا أقدر جهودهم وحسن نواياهم- بإزالة حجاب الجهل عن الناس الذين لا يفهمون أصول الدين، وقد أثار القضية كثير من علماء الهند السلفيين من أمثال الشيخ عبد الماجد الدريابادي في كتابه الضخم «سفرنامه حجاز» وله ترجمة بالعربية صدرت في القاهرة، وذكر أن من واجبنا الحفاظ على هذه المآثر الإسلامية لأنها جزء من تاريخنا، والجغرافيا جزء من عواطفنا، فأُحُد مثلاً جبل يحبنا ونحبه، وفراق مكة كان صعباً على نبينا وقت الهجرة، والحجر الأسود ما هو إلا حجر لكنه نال الاحترام، وأماكن كثيرة نالت مكانتها في قلوبنا، أتمنى أن يسعى رجال الهيئة إلى نصيحة الناس وإفهامهم، لمحو الجهل، بدلاً من محو المآثر والآثار. وشكراً مرة أخرى على الاهتمام بهذا الموضوع». سمير عبد الحميد إبراهيم نوح – اليابان [email protected]