نسب الطلاق المرتفعة تنشط دورات التأهيل للراغبين في الزواج

مطالب بجعلها شرطا إلزاميا إلى جانب فحص الدم

TT

دفع ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع السعودي مؤخرا، مراكز الخدمات الاجتماعية، إلى شن حملة مكثفة تستهدف توعية الراغبين في الزواج وإخضاعهم لدورات تأهيلية مكثفة، في محاولة للحد من نسب الطلاق، وإيجاد حل للمشكلات الاجتماعية المترتبة على الزواج في سن صغيرة.

وبدأت ثلاثة مراكز اجتماعية كبرى في منطقة مكة المكرمة، وهي المنطقة الأعلى في نسب الطلاق، بحسب إحصائية منشورة مطلع عام 2001، بإتاحة برامج خاصة لتأهيل الشبان والفتيات في سن الزواج، وبرسوم رمزية، في محاولة لجعل التأهيل النفسي قبل الزواج ثقافة اجتماعية ملزمة، في حال لم يتمكن الناشطون الاجتماعيون في هذه المؤسسات بجعله شرطا إلزاميا مشابها لشرط فحص الدم.

وتحتوي هذه البرامج عادة على ساعات تدريبية تتضمن دروسا خاصة في كيفية التعامل والأعباء الزوجية والمنزلية التي سيواجهها كلا العروسين في حياتهم المستقبلية، ودروسا خاصة في التخطيط المستقبلي، وكيفية التحاور، وحل المشكلات المختلفة.

فاطمة خياط، المديرة التنفيذية لجمعية الشقائق، التي تقدم برنامجا خاصا لتأهيل الفتيات الراغبات في الزواج، أكدت أن حالات الطلاق التي وقعت مؤخرا تعود في جزء كبير منها إلى أن الفتاة اليوم تحتاج إلى إعداد وتهيئة نفسية جيدة للسير بالحياة الزوجية لبر الأمان والهروب من شبح الطلاق، بسبب قلة الدراية بمفهوم الزواج ومتطلباته الأساسية. لذا فإن الاستعجال في تقديم المعلومات لا يخدم الفتاة ويؤهلها تأهيلا صحيحا لحياة زوجية متينة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن مثل هذه الدورات لها أهمية كبرى في الحد من ظاهرة الطلاق  المتزايدة في المجتمع. وتمنت أن يأتي اليوم الذي يكون فيه حصول الفتيات والشباب على دورات تأهيل للزواج من أجل قيام الأسرة على أسس منهجية صحيحة، شرطا أساسيا من الشروط.

اللافت هو الإقبال الكبير من طرف الشابات للالتحاق بهذه الدورات، الذي يحظى بتشجيع من قبل الأهل والأمهات بشكل خاص، واللاتي أصبحن يفضلن حصول الفتيات على معلومات موثقة وبواسطة خبراء، عوضا عن الاكتفاء بالتأهيل التقليدي المعتاد، كما تقول أسماء العمري، وهي إحدى الملتحقات ببرنامج تأهيلي، أشعرها بثقة أكبر وبدد مخاوفها بشأن حياتها الجديدة، معتبرة أنها تجربة جيدة تشجع وتنصح الفتيات بالإقدام عليها، رغم امتعاضها من عدم التحاق شريك حياتها بدورة مماثلة على الرغم من توافرها.

تجدر الإشارة إلى أن الجمعيات والجهات التي تمنح الشبان قروضا لمساعدتهم على الزواج باتت، بدورها، تفضل كثيرا أن يلتحق الشبان بدورات من هذا القبيل، لضمان استمرارية المشروع الذي تدعمه هذه الجمعيات، حتى أنها باتت تشترط الحصول على دورة تأهيلية في بعض الأحيان، وهو الأمر الذي يصفه الأخصائي الاجتماعي بـ«الجيد»، والثقافة المجتمعية الجديدة التي تحاول إيجاد حلول للمشكلات الناجمة عن التطور الاجتماعي السريع الذي يحياه المجتمع، وهو ما يؤكده المأذون الشرعي علي شايع، بقوله «نرى زيجات كثيرة لشبان صغار في السن تنتهي بالطلاق لأسباب سخيفة يمكن تلخيصها بعدم وجود ثقافة أو صبر لدى جيل اليوم، لا يعرفون حل المشكلات، ويعتقدون أن إنهاء العلاقة الزوجية هو الحل المناسب، في حين أن انعدام التجربة والصبر والثقافة مشكلة ستواجههم دائما، والحقيقة أن وجود مثل هذه الدورات هو حاجة ملحة لإكسابهم معرفة غائبة عنهم، هم في أمس الحاجة إليها».