170 مليون ريال تعويضات لـ 27 مزرعة متضررة من إنفلونزا الطيور

جمعية منتجي الدواجن: نختلف مع وزارة الزراعة في بعض التفاصيل

جانب من عمليات القضاء على الطيور المصابة بالمرض التي نفذت في أحد مزارع منطقة الخرج («الشرق الأوسط»)
TT

قدرت معلومات كشف النقاب عنها في تجمع رسمي ناقش سبل مكافحة أنفلونزا الطيور في السعودية، التعويضات التي تم الوفاء بها لـ27 مزرعة دواجن سعودية، طالت طيورها عمليات إعدام بعد اكتشاف مرض أنفلونزا الطيور عالي الضراوة (H5N1)، بأكثر من 170 مليون ريال (45.3 مليون دولار).

ولأول مرة يتم الإفصاح عن هذا الرقم، بعد أن كانت التقديرات الأولية تشير إلى مبلغ 96 مليون ريال تم صرفها كتعويضات لمشاريع الدواجن المتضررة من اكتشاف أنفلونزا الطيور منتصف العام المنصرم.

وقالت وزارة الزراعة، إنها غطت 80 في المائة من خسائر المزارع المتضررة من ظهور المرض إن كان بداخلها أو محيطها الواقع في نطاق دائرة نصف قطرها 5 كيلو مترات، فيما تم تغطية الخسائر التي تم تكبدها جراء إتلاف بقية المستلزمات الخاصة بتربية الدواجن وتغذيتها بنسبة 100 في المائة.

وتركزت معظم الإصابات بمرض أنفلونزا الطيور في مشاريع الدجاج البياض والأمهات، ومشروع واحد لطيور النعام، فيما لم تسجل أي حالة إصابة في مشاريع الدجاج اللاحم.

وعكست الكلمة التي ألقاها عبد الله بكر قاضي رئيس جمعية منتجي الدواجن، حالة الاحتقان التي كانت قائمة بين أصحاب المشاريع المتضررة ووزارة الزراعة، جراء التقديرات الأولية لحجم التعويضات التي رأى فيها أصحاب المشاريع أنها لا تغطي سوى 25 في المائة من حجم الخسائر التي تكبدوها.

وقال قاضي مخاطبا الوزير فهد بلغنيم «اختلفنا مع الوزارة في جهة النظر في بعض تفاصيل التعويضات، فاستمع لنا، وتحملنا بكل أريحية ورحابة صدر، فظل الدعم والمؤازرة بل زادت»، في إشارة لمساعي الضغط التي أسفرت عن زيادة مبالغ التعويضات.

وفيما يبدو، فإن اللجنة الحكومية الرباعية المشكلة من وزارتي المالية والزراعة، وإمارة الرياض، وأمانة المنطقة، ارتأت رفع التعويضات بواقع 74 مليون ريال بالإضافة إلى المبلغ المحدد مسبقا وهو 96 مليونا، ليصل المجموع إلى 170 مليون ريال.

وأفاد «الشرق الأوسط» عبد الله بكر قاضي، بأن تفاهما تم التوصل إليه بين وزارة الزراعة وأصحاب المشروعات المتضررة، ولم تعد هناك أي اختلاف في وجهات النظر إزاء هذا الملف.

وتأتي التعويضات التي تم صرفها وفق اللائحة التنفيذية لنظام الثروة الحيوانية الصادرة قبل 6 سنوات، نتيجة إعدام أكثر من 6 ملايين طير لاحم وبياض، إلى جانب 13 ألفا و490 نعامة، جراء ظهور مرض أنفلونزا الطيور عالي الضراوة في بعض المشروعات الواقعة في 4 محافظات تابعة لمنطقة الرياض.

وتم اكتشاف أول حالة إصابة بمرض أنفلونزا الطيور عالي الضراوة في السعودية، في طيور الزينة، في إحدى الاستراحات الخاصة بالمنطقة الشرقية في 12 مارس (آذار) 2007، فيما ظهر المرض لأول مرة في مشاريع دواجن في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام، وهو التاريخ الذي سجل 19 إصابة بالفيروس في 4 محافظات بالمنطقة الوسطى.

وقال الدكتور فهد بلغنيم وزير الزراعة السعودي، إن آخر تسجيل إصابة لمرض أنفلونزا الطيور عالي الضراوة كان في تاريخ 28 يناير (كانون الثاني) 2008. وأعلنت السعودية في 30 أبريل (نيسان) من العام المنصرم خلوها من المرض طبقا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية.

وأكد بلغنيم في كلمته، التي قطعها للحظات بسبب لغط كلامي حدث في القاعة، أن وزارة الزراعة تعاملت مع اكتشاف أنفلونزا الطيور بكل شفافية ووضوح بغية استئصال المرض ومنع توطنه على الأراضي السعودية.

وأشار الوزير السعودي إلى أن هذا المرض ساهم في تكبد قطاع الدواجن لخسائر اقتصادية في العديد من دول العالم. لكنه أكد أن قطاع الدواجن في بلاده لم يتأثر. ومقابل ذلك، أكد فهد بلغنيم استمرارية خلو بلاده من تسجيل إصابات بمرض أنفلونزا الطيور منذ الربع الأول من العام المنصرم. ولفت إلى أن الهدف من وراء إقامة تجمع يناقش سبل مكافحة مرض أنفلونزا الطيور هو نشر الفكر الذي تم تطبيقه في مكافحة هذا المرض الوبائي والاستفادة من التجربة التي مرت بها البلاد. ونبه وزير الزراعة، لأهمية الاستمرار في الأخذ بالمحاذير للتعامل مع احتمال وفود مرض أنفلونزا الطيور إلى السعودية مرة أخرى.