أدبي الشرقية يعاود عرض الأفلام السينمائية بـ«شرود»

وسط حضور جماهيري كبير انقسم على فكرة الفيلم

مشهد من فيلم «شرود» الذي عرضه النادي الأدبي في المنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)
TT

عاود نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء أول من أمس، عرض ومناقشة الأفلام السعودية القصيرة للمخرجين الشباب بعد فترة توقّف زادت على ثلاثة أشهر، واجتذب الفيلم المعروض «شرود» للمخرج بدر الحمود عدداً كبيراً من المتفرجين لم يعتده النادي في معظم فعالياته، ولم تتسع للحضور مقاعد القاعة، مما حدا ببعضهم إلى متابعة الفيلم وهم واقفون.

وتناول النقاش الذي تلا عرض الفيلم مشكلة الإنتاج التي يعاني منها المخرجون الشباب. وقال الحمود إنه يرحب بالتعاون مع التلفزيون السعودي إذا قدّم إليه عرض لتبني أفلامه، وأضاف في معرض ردّه على أحد الأسئلة، أنّ السبب في عزوفه عن عمل أفلام طويلة، بالرّغم من جودة أفلامه وحصول بعضها على جوائز، هو عجزه عن النهوض بالتكاليف المادية للفيلم الطويل وعدم توفّر المنتجين وهو ما يجعله يكتفي بالأفلام القصيرة التي يعمل فيها الممثلون تطوّعاً دون مقابل. وقال الحمود إنه سيقوم في غضون الشهرين المقبلين بخطوة جديدة لتسويق أفلامه عبر إصدارها للسوق في اسطوانات ولكن بشكل وتقنية جديدين يختلفان عن الشكل المعتاد. وشهدت ردود الأفعال حول الفيلم المعروض تفاوتاً حاداً؛ بين معترضين على ما اعتبروه غموضاً في فكرة الفيلم، ومن رأوا أنه تحاشى حصر الفكرة وتجسيدها في حالة ضيّقة. كما اعترض بعض المداخلين على شرح المخرج لأجزاء من الفيلم قائلين إنها تقتل الحالة الإيحائية للفيلم. ودعا المخرج عاطف الغانم المخرجين الشباب إلى جعل الفكرة أكثر وضوحاً لكي تتناسب مع العرض الجماهيري. وانتقد الشاعر عبد الوهاب الفارس ما اعتبره خلطاً بين الرمز والإبهام في الفيلم، داعياً إلى الحرص على وضع فواصل لتحديد الفكرة.

وأشار الفارس إلى أن الفيلم إذا ما جرّد من عنوانه فسيجد القارئ أنه أمام حالة مرضيّة وليس أمام حالة طبيعية «الشرود» والتي تمثل أمراً مشتركاً بين الجميع. وعلّق الشاعر أحمد الملا رئيس جماعة فيلم في النادي ومدير الأمسية، مناصراً فكرة الفيلم التي ذكر أنها تعتمد على الحاضر والمدني وعلى معاناة الراهن ولم تعتمد على الشرود الذي يتمثل الحنين إلى الماضي والطفولة والطبيعة، كما في الكثير من الأفلام.

وأضاف أن جميع الناس في المدينة يعيشون حالة شرود تعود لأسباب كثيرة، والفيلم يتناول المشكلة بشكل مفتوح ومن الخطأ تقييدها في سبب محدد. ورغم الجدل حول غموض فكرة الفيلم‘ فإنّ أحد المداخلين قال إن السيناريو المكتوب لم يأت بجديد وأن الفكرة عادية ومكررة إلا أنه امتدح في الوقت ذاته ما اصطلح عليه بسيناريو التصوير. وقال الحمود إنه سيكون مستعداً لجعل أفلامه أكثر سلاسة لو كان يضمن عرضها على قطاع واسع من الجمهور ولكنّه لن يتنازل عن المعايير الفنية التي يراها مناسبة ما دامت أفلامه تناسب الشريحة التي ستشاهدها.

وأشاد عدد من الحضور، الذين كان أغلبهم ممثلين ومخرجين ومهتمين من الشباب، بجوانب رأوها متميّزة في الفيلم كالتصوير والموسيقى التصويرية، وانتقد المخرج جراح الدوسري كشف العنوان لفكرة الفيلم منذ بدايته، الأمر الذي وافقه فيه المخرج، ولكنه أضاف أن الفيلم لا يتناول الشرود وحده بل يتناول أشياء أخرى إضافة إليه. وأجاب الحمود عن سؤال وجّه إليه عن ممارسته التمثيل والإخراج في الوقت ذاته قائلاً إنه يجد نفسه في الإخراج أكثر لأنّ المخرج يملك مفاتيح التأثير والتغيير في الواقع أكثر من الممثل.