تأسيس أول جمعية خيرية لمرضى الزهايمر

بسبب تضاعف أعداد المصابين به 5 مرات

TT

ينتظر أن يتم الإعلان في شهر مارس (آذار) المقبل عن إطلاق جمعية متخصصة في التوعية بمرض الزهايمر(الخرف المبكر)، وكيفيه رعاية مرضاه وتمريضهم، بعد صدور موافقة وزارة الشئون الاجتماعية على تأسيسها باسم «الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر» ومقرها الرياض.

وستأخذ الجمعية على عاتقها رفع مستوى الوعي العام بالمرض، عبر تثقيف شرائح المجتمع المختلفة به، الذي يجهل الكثيرون فى المجتمع الخطورة التي يشكلها على مريض الزهايمر وأسرته القريبة، وستتبنى الجمعية تقديم الدعم والمساندة لمرضى الزهايمر، وتحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم، عبر تأمين العلاج والأجهزة المساندة، مع دعم الأبحاث والدراسات المتعلقة به.

وحمل مرض الزهايمر هذا الاسم نسبة إلى العالم الألماني الذي اكتشفه عام 1906، ويُكتشف المرض بوجود رقع، وكتل حول وداخل خلايا المخ. وتتكون الرقع من نوع من البروتين (بيتا أماي لويد) الموجود بالمخ، بينما تتكون الكتل داخل الخلايا العصبية بفعل تشوه يصيب بروتينا آخر. وبموت الخلايا العصبية، يتقلص المخ، ويفقد مظهره المتجعد.

ويأتي قرب الإعلان عن تأسيس الجمعية في الوقت الذي تغيب فيه إحصاءات صريحة ودقيقة عن حجم المصابين بالمرض بين صفوف السعوديين، على الرغم من كون المرض قطع شوطا كبيرا في أوروبا وأمريكا في محاولة لمعرفة تفاصيله، ومحاصرة مخاطره، ومساعدة أسرة مرضى الزهايمر، الذين يعانون مع المريض، جراء تدهور قدراته الذهنيه والنفسية، وسط تكاليف مادية تشكل عبئا ماديا كبيرا على أسرة المريض.

وتشير إحصاءات غير رسمية كشفت عنها الدكتورة سحر التويجرى، طبيبة بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني وإحدى الناشطات فى مجال التوعية بمرض الزهايمر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أعداد المصابين بالمرض تتضاعف كل خمس سنوات بين الأفراد الذين تعدوا سن الـ65، فيما نجد نصف الذين تعدوا سن الـ85 سنة مصابين به، لافتة إلي عدم وجود أي إحصاءات سعودية عن حجم المصابين بالمرض بين السعوديين. وأشارت الدكتورة التويجرى إلى أن الزهايمر يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا، وإثارة للقلق مع تقدم الناس في السن، خاصة في ظل غياب أي عقار شافٍ للقضاء عليه، والسيطرة على عملية التدمير التي يسببها للذاكرة، ولا يعرف العلماء بعد سبب المرض تحديدا، على الرغم من اعتبار التقدم في السن أحد العوامل الرئيسية المؤدية له. وأضافت أن الزهايمر يبدأ بإصابة المريض بفقدان غامض للذاكرة المتعلقة بالأحداث القريبة، ويتطور سريعا، ويبدأ بعدها المريض في المعاناة من صعوبة في الكلام والحركة والقدرة على التعرف على الأماكن، أو الأشخاص، إلى أن يصل في نهاية الأمر إلى مرحلة عدم القدرة علي فعل أي شيء بمفرده. ويستمر المرض بين ثمان إلى عشر سنوات، على الرغم من أن بعض المصابين به، قد يموتون في مرحلة مبكرة، أو قد يعيشون لفترة 20 عاما. ويمكن للعلاج أن يساعد على إبطاء تطور الزهايمر، ولكن لا يمكن الشفاء من المرض.

وذكرت الدكتورة التويجري أنه بسبب غياب الإحصاءات الدقيقة في العالم العربي عن عدد المصابين بالمرض ومعدل الإصابة به وتكلفة علاجه سنويا، فإن الأطباء يعبرون عن مخاوفهم من ارتفاع الإصابة بالمرض، الذي قد يصل إلي حد الوباء إذا لم تدرك الأجهزة المسؤولة خطورة المشكلة وتكلفتها العلاجية بما يكفي. وعن تأسيس الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، قالت الدكتورة التويجرى، إنه يأتي لكسر الصمت والخجل وإزاحة الظلام حول المرض، لتؤدي دورا قياديا ورائدا في رفع مستوى الوعي بالمرض ضمن فئات المجتمع المختلفة وصانعي القرار، نحو تقديم المساعدة والدعم الأفضل لمرضى الزهايمر ومن يرعاهم. وفيما يتعلق بتغطية الأعباء المادية للجمعية التي ستساعدها على القيام بأهدافها، قالت إن الجمعية ستعتمد على التبرعات في تحقيق أهدافها عبر إقامة الأسواق والحفلات الخيرية والمعارض وتلقى التبرعات المباشرة من رجال الأعمال والمهتمين بالجانب الخيري.