التربية والتعليم تلزم طلاب الابتدائية بالحضور بعد انتهاء اختباراتهم.. وأولياء الأمور ينتقدون

الوزارة لـ«الشرق الأوسط» : الهدف إخضاعهم لبرامج ثقافية ورياضية وعلاجية وتحصيلية

بدأت أمس امتحانات النصف الأول من العام لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية في مختلف المدن السعودية (رويترز)
TT

انتقد أولياء أمور طلاب في المدارس السعودية لـ «الشرق الأوسط» قرار وزارة التربية والتعليم، الذي يقضي بإلزام طلاب المرحلة الابتدائية بالحضور خلال أيام الامتحانات، علما بأنهم لا يخضعون للامتحانات بعد تطبيق نظام التقويم المستمر عليهم وإلغاء امتحاناتهم.

واستغرب أولياء الأمور.. لماذا تلزم وزارة التربية طلاباً وطالبات، انتهوا من دراستهم وتسلموا شهاداتهم، بالحضور إلى المدارس في الأسبوعين القادمين، في حين اعتبرت وزارة التربية، على لسان مسؤول فيها، أن الهدف من حضور الطلاب هو إخضاعهم لبرامج ثقافية ورياضية وعلاجية وتحصيلية.

عبد الله الزهراني، أحد أولياء الأمور، اعتبر أن هذه قرارات ارتجالية، لا قيمة لها، ولا فائدة منها، معتبرا أن المناهج التعليمية وُضعت حتى تتناسب مع الأسابيع المقررة، وهذا القرار ببقاء الطلاب بعد انتهاء امتحاناتهم قرار غريب.

ويعلق ولي أمر الطالب عبد الله القرني هو الآخر بقوله «إن هذا القرار يزعجنا نحن أصحاب الأعمال الحكومية، حيث نخرج من أعمالنا الساعة العاشرة، ونجد طلاب جميع المراحل التعليمية في الشارع، وتحدث المشاكل السلوكية بين الطلاب في هذه الفترة الخطيرة».

ويذهب أحمد المنتشري ولي أمر أحد طلاب المرحلة الابتدائية إلى أن القرار لم يحدد هل يبقى الطلاب مع نهاية اختبار المتوسط في يوم الاثنين أو الثلاثاء لبعض صفوف الثانوية، أو الأربعاء لبعض صفوف الثانوية، مؤكدا «بصراحة.. قرار يُستغرَب من وزارة بحجم وزارة التربية، فإذا كان المقصود من القرار المعلمين فقط؛ فكان يكفي أن تلزم وزارة التربية معلمي المدارس الابتدائية بالجلوس، وتبتكر عذراً منطقياً، وإنْ كان ليس هناك أمر منطقي بالإعداد للفصل الثاني».

وأضاف «المهم، باختصار، هو إبقاء المعلمين، وتَرْك الطلاب في حال سبيلهم.. فليس لجلوسهم أي فائدة، خاصة أن أغلب المقررات تنتهي بنهاية الأسبوع». ويذهب سعد القرشي، وهو ولي أمر طالب آخر إلى أن «الجميع يعلم أن أغلب المدارس الابتدائية هي داخل الأحياء، وهناك مدارس متوسطة وثانوية قريبة منها؛ وبالتالي فإن طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية يواجهون مشكلة إزعاج كبيرة من طلاب المرحلة الابتدائية، وخاصة أنهم يجلسون دون أن يكون عندهم أي شيء».

إلى ذلك، يرد الدكتور عبد الله المقبل وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية في وزارة التربية والتعليم في حديث إلى «الشرق الأوسط» بقوله «إن الوزارة وضعت أهدافاً من خلال تواجد الطلاب في هذه الفترة، حيث تم عمل برامج علاجية للطلاب ضعيفي التحصيل، وكذلك برامج ثقافية ورياضية خلال هذه الفترة التي سوف تقدم الكثير للطلاب»، داعيا أولياء الأمور إلى الاستفادة من هذه الفترة، وعدم الغياب. وأضاف وكيل وزارة التربية «إن هذه الفترة الأولى، التي تعد غريبة على أولياء الأمور في المرحلة الابتدائية، كانت موجودة في السنوات السابقة كاختبارات تحريرية».

وفي سياق آخر، انطلقت اختبارات الفصل الدراسي الأول للمرحلة المتوسطة والثانوية بمختلف الصفوف التعليمية في السعودية، حيث أوضح بكر بن إبراهيم بصفر مدير تعليم منطقة مكة المكرمة «إن الإدارة اتخذت كل الإجراءات لضمان تأدية جميع الطلاب اختباراتهم بيسر وهدوء وطمأنينة، بعيداً عن القلق والتوتر المصاحب عادة للاختبارات، وأعدت الإدارة خطة إشرافية يومية طيلة أيام الاختبارات».

وأضاف بصفر أنه تم التأكيد على مديري المدارس والمرشدين الطلابيين بأهمية توعية الطلاب بأضرار السهر والمنبهات التي يروج لها بعض ضعاف النفوس في هذا الوقت، وأعدت إدارة الإشراف الطبي خطة لأطباء الوحدات الصحية المدرسية لزيارات المدارس، وتقديم المساعدة الطبية للطلاب، وانتهت جميع المدارس المنطقة من إعداد اللجان الداخلية لها، وستتم متابعتها من قبل مكاتب التربية والتعليم لمراقبة الرصد والتصحيح والمراجعة من الهيئة الإدارية والمعلمين في كل مدرسة، وتهيئة الأجواء الملائمة لهم؛ لأداء اختباراتهم بكل يسر سهولة، وسط بيئة تربوية مطمئنة.