مهرجان صحراء حائل: محرك اقتصادي لمنطقة فرضت نفسها على خارطة السياحة

ينطلق خلال أسبوعين ويتزامن مع إجازة الربيع

جانب من فعاليات مهرجان حائل العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

منطقة حائل (شمال السعودية) على موعد خلال الأسبوعين المقبلين، مع انطلاق مهرجان الصحراء بنسخته الثانية، الذي من المتوقع أن يحقق حراكا اقتصاديا مجديا للمنطقة، ترتقبه القطاعات الخدمية ودور الإيواء.

وتتزامن فعاليات المهرجان الثاني من نوعه على مستوى المنطقة، مع إجازة منتصف العام الدراسي، وهو ما سيكون ملفتا لأنظار أبناء المنطقة، وهواة تلك الأنواع من المهرجانات.

وأثمرت النسخة الأولى من المهرجان العام الماضي، عن توافد أكثر من 119 ألف زائر للمنطقة، حسب الإحصاءات التي أصدرها مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار.

ووفقا للمهندس عبد العزيز الطوب، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الصحراء، فإن عدد الفعاليات التي ستطلق في النسخة الثانية من المهرجان، ستفوق 40 فعالية، مع إضافة فعاليات ستشهدها قرى تابعة لمنطقة حائل.

من جهته أشار المهندس مبارك السلامة، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في المنطقة ورئيس لجنة المتابعة والتنسيق بالمهرجان، إلى أن التوسع في الفعاليات، وبلوغها عددا من المحافظات، يرتكز على إفادة أكبر مساحة ممكنة من المنطقة، من الناحية الاقتصادية، وذلك من خلال تنقل الزوار بين محافظات ومدن حائل.

واعتمدت اللجنة المنظمة لمهرجان الصحراء فعاليات معرض الصحراء، الذي يضم لوحات تشكيلية وتطبيقية، وصورا فوتوغرافية، وقطعا وأدوات تراثية ذات الصلة بالصحراء (الطبيعية والثقافية) وبالحياة اليومية لسكان الصحراء.

وتشارك في المعرض أجنحة خاصة ببعض الجهات الحكومية والخيرية، كما يضم معرضا للكتاب، وفعالية للفنون والاستعراضات الشعبية، التي تقدم عروضا متنوعة لأنماط وألوان الفنون الشعبية المتعارف عليها والمتوارثة لسكان الصحراء، وتشمل العرضات والاستعراضات الأدائية والرقصات الشعبية الفردية والجماعية.

وستكون دولتا الكويت، والجزائر، من الدول التي سجلت لأبنائها حضورا في فعاليات المهرجان، من خلال عروض فنون الصحراء التي سيقدمها أبناء تلك الدول المقيمين في السعودية، إضافة إلى تفعيل دور الطفل والأسرة، من خلال عروض مسرحية إبداعية لزوار الفعاليات من الأطفال والأسر.

وسيعمد العاملون على إنجاح فعاليات المهرجان، إلى إبراز عدد من الهوايات الغريبة، التي يجيدها كبار السن، مثل هواية الصيد بالصقور، وكلاب الصيد، في حين سيفتح باب المزاد على عدد من الصقور، وأنواع من الطيور البرية.

وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على إضفاء الأجواء التراثية بشكل خالص على جنبات المهرجان، حيث أقرت اللجنة إدخال (الهجيني) كأحد أبرز الفعاليات التراثية، وهو النوع الذي اشتهر بتغني أبناء الجزيرة العربية به منذ قديم الأزل، وهو الفن الذي في الغالب ما يتعامل به مربي الماشية مع ماشيته، حال التنقل بها من موقعٍ إلى آخر.

وسيجد من يرى في نفسه إجادة الإنشاد، مجالا للمنافسة في مهرجان حائل، من خلال تخصيص مسابقات ودورات خاصة بالمنشدين، إضافة إلى محبي التمثيل على خشبة المسرح، الذين سيجدون مجالا خصبا لممارسة هوايتهم بشكل نموذجي.

وتشتهر منطقة حائل بجلسات السمر، التي يحرص على إحيائها أبناء تلك المنطقة، التي ارتبط اسمها بـ«حاتم الطائي»، الذي يرمز به العرب إلى الكرم، إلى أن التصق أهل حائل، بتلك الصفات التي وجدت في نفوسهم مجالا رحبا، عاش معهم على مر العصور.

وتنظر الهيئة العامة للسياحة والآثار لتلك المهرجانات بعين ثاقبة، وهي التي باتت محركا لاقتصاديات مناطق ومحافظات سعودية، ولم يخيل لأبنائها، دخول محافظاتهم في محرك العجلة السياحية الداخلية في البلاد.

وتشير الدراسات الصادرة عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة، إلى النمو الملحوظ الذي شهدته السياحة المحلية لصيف العام الماضي 2008م، الذي يقدر بنحو 15 في المائة، مقارنة بعام 2007، مع ارتفاع عدد الرحلات السياحية المحلية داخل السعودية للفترة من مطلع يوليو (تموز) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين إلى 11 مليون رحلة، مقابل 9.6 ملايين رحلة متحققة لنفس الفترة من عام 2007م بمعدل نمو مقداره 15 في المائة، بالإضافة إلى ارتفاع مصروفات الحركة السياحية المحلية لصيف 2008 بنسبة 14 في المائة، بما يعادل حوالي 10.6 مليارات ريال مقابل دخل متحقق 9.3 مليارات ريال لعام 2007.