أمانة جدة: تطوير الواجهة البحرية يبدأ بردم 10 بحيرات وتحويلها إلى مسطحات خضراء

استنساخ «عين لندن» على كورنيش عروس البحر الأحمر الشمالي

جانب من المخطط المستقبلي لما سيكون عليه كورنيش جدة الشمالي («الشرق الأوسط»)
TT

ضمن مشروع تطوير واجهة البحر الشمالية في جدة، باشرت أمانة محافظة جدة خلال الأيام الماضية في ردم عدد من البحيرات من جملة 10 بحيرات موزعة على طول منطقة الكورنيش الشمالي، ضمن المشروع التطويري الذي يبلغ طوله 12 كيلو مترا، بهدف الاستفادة من المساحات الموجودة كمناطق مفتوحة تزيد من الرقعة الخضراء، وتعمل على تحويل الكورنيش البحري إلى كورنيش أخضر يحتضن بين أشجاره العديد من الأنشطة والخدمات.

وأوضح الدكتور أشرف التركي مدير تخطيط وتصميم المناطق المفتوحة أن ذلك يأتي ضمن المرحلة الأولى من المشروع بطول 3.5 كيلومترات تغطي المنطقة جنوب ميدان النورس حتى المنطقة المتاخمة لمحطة التحلية جنوباً، وقد تم حتى الآن ردم ثلاث من بحيرات الواجهة البحرية. وزاد «تم أيضا طرح مشروع إعداد الرسومات التنفيذية، وجداول، وكراسة المواصفات لمشروع الكورنيش الشمالي وشارع الأمير فيصل بن فهد خلال الفترة الماضية». وبيَّن الدكتور التركي أن «المخطط العام الذي تم الانتهاء من إعداده قد أوصى بردم البحيرات بالكامل، حيث سيتم تحويلها إلى مناطق خضراء؛ لتصبح جزئية تتكامل مع باقي مساحات الكورنيش التي ستفتح أمام مرتادي الكورنيش لتتضمن مجموعة من الأنشطة والخدمات؛ مما سيضاعف المساحات المتاحة للاستخدامات الترفيهية، مع ترك مساحة كافية لعمل أرصفة ومناطق للتشجير ومواقف للسيارات على الكورنيش». وأضاف أن «هناك بحيرات لن يتم ردمها، ولكنها ستخضع للتطوير، خاصة تلك الموجودة قرب البحر مباشرة، حيث يتم إنشاء عدد من المشاريع الترفيهية، مثل مارينا، ومناطق للسباحة، ومسرح مفتوح على البحر، وغير ذلك من أنشطة وخدمات ترفيهية». وأشار مدير تخطيط وتصميم المناطق المفتوحة بأمانة جدة إلى أن «مشروع تطوير الكورنيش يتم على ثلاث مراحل بطول 12 كيلو متراً، وفق أفضل التصاميم العالمية»، موضحا أنه سيتضمن إنشاء «النوافير» ذات التصاميم المتميزة، التي تعتبر آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في صناعة النوافير المتحركة، كما سيحتوي المشروع على الأماكن المخصصة للجلسات العائلية والمتاحف الفنية المفتوحة، ومراكز لليخوت والقوارب لربط الكورنيش الشمالي بالكورنيش الأوسط والمنطقة التاريخية، كما سيتم تخصيص شواطئ للسباحة، وإقامة ملاعب للأطفال ذات تصاميم ذكية، ومصليات تصمم بأسلوب إبداعي، ودورات للمياه، مع زيادة المساحات الخضراء إلى ثلاثة أضعاف المتوافر حاليا.

وبيَّن الدكتور التركي أن «المرحلة الأولى تتضمن إنشاء أربع نوافير، منها اثنتان عملاقتان متميزتان، واثنتان متوسطتا الحجم، وكلها ذات بعد فني وتقني بديع، وممر مشاة بعرض 10 أمتار يستمر بطول الكورنيش الشمالي، بالإضافة إلى ملاعب للأطفال، وشواطئ للسباحة، مع إنشاء عدد من الحمامات، يبلغ مجموعها 27 حماما ستنتشر بشكل منظم، وفق معايير تخطيطية في إطار هذا المشروع بطول الكورنيش، فضلا عن توفير قرابة 25 مقهى ومطعما متنوعا»، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام أعمدة الإنارة والسياج المصنوع من الألمنيوم المقاوم للصدأ على الشاطئ، كما سيراعى تنفيذ الأرصفة الجديدة بألوان مختلفة ولمسات فنية تعطي للمشاة حقهم في الاستمتاع بالكورنيش بالشكل المطلوب، وسيتم أيضا استخدام تصاميم مختلفة للجلسات والمظلات الخشبية، مع التأكيد على المجسمات الجمالية التي سيتم زيادتها وإعادة تنظيم البعض منها .

وقال الدكتور أشرف التركي «إن مشروع تطوير الواجهة البحرية (الكورنيش) يتكون من 17 جزءا، تم طرح أربعة منها للتنفيذ، أما باقي المخطط (شمال ميدان النورس)، فسيتم طرحه تباعا متى انتهت الرسومات التنفيذية لهذه المواقع». وأشار إلى أنه تم تجميع الفراغات غير المستغلة، التي تكونت بسبب أعمال التطوير المتتالية وغير المترابطة لأجزاء مختلفة من الكورنيش؛ لتكوين وحدات فراغية متكاملة لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المساحات المفتوحة والأنشطة الترفيهية بطول الكورنيش، كما تمت مراعاة تشكيل معالم ترفيهية خاصة بالكورنيش، تكون ذات صبغة معمارية وخصائص بصرية مختلفة عن باقي أجزاء المدينة. وأوضح أن الدراسة انتهت إلى تكوين 17 موقعا متكاملا من الكورنيش، بحيث يصبح كل موقع جزئية متكاملة المرافق والخدمات؛ مما يقلل الحاجة إلى استخدام المركبات، كما اعتمدت الفكرة التخطيطية للمشروع على تكوين ثلاث بؤر مركزية أساسية، هي الساحة التجارية، وتتمثل في مجموعة من الأبراج حول ساحة حدائقية حضرية، يعبر من خلالها نفق يشكل مدخل طريق الكورنيش من الناحية الشمالية، لتكون هذه الكتلة العمرانية بوابة الكورنيش الشمالي من الناحية الشمالية، أما مركز الثقل الثاني، فهو عبارة عن مارينا محاطة بمجموعة من المراكز التجارية والفنادق والمطاعم والمقاهي العالمية، وبرج مركزي يشكل البؤرة البصرية للمنطقة المتوسطة للكورنيش الشمالي.

وأضاف أنه «تم استغلال آخر المواقع ذات المساحة الوفيرة في تكوين مشروع «عين جدة»، الذي يعد فكرة مرادفة لـ «عين لندن»، حيث تعلو «عين جدة» بالمرتادين في الفضاء لرؤية البحر من الناحية الغربية، ومدينة جدة من الناحية الشرقية. وتحيط بهذا المشروع مجموعة من المباني التي تضم متحفا، ومركزا تجاريا، ومجموعة من المطاعم والمقاهي العالمية، والساحات العامة، كما تم توزيع بؤر صغيرة بين البؤر الكبيرة، وهي عبارة عن مراكز للخدمات تتوسط نقاط التقاء المواقع الترفيهية المكونة للكورنيش، وتحتوي على مجموعة من المشاريع الكبرى، وهي: مناطق الملاعب الرياضية والألعاب الذكية، والسباحة والملاعب المائية، والسيرك البحري، والعروض البحرية، والمطعم العائم، والغواصة، إلى جانب مركز تعليم الغوص». وأوضح أن كل واحدة من المناطق الموجودة بالكورنيش تحتوي على مجموعة الخدمات، مثل مواقف السيارات، والمصليات، والصراف الآلي، ودورات المياه، والمرافق الأخرى، كالمطاعم والمقاهي والأسواق والأنشطة، ومنها ملاعب الأطفال الكبار والصغار، وممرات المشاة، ومناطق الجلوس، سواء السريعة، أو الأسرية، كما تم وضع وسائل نقل متعددة بطول الكورنيش، بحيث لا يصبح الاعتماد الأكبر في الحركة بين المواقع على المركبات. ومن تلك الوسائل: الحافلة البحرية، والوسائل الداخلية التي تعمل بالكهرباء، و«التليفريك» الذي يربط بين موقع «عين جدة» والشاطئ الرملي الذي يقع على بعد كيلو متر ونصف الكيلو متر شمالا.