السعودية: قرارات السبت و«الحقائب الوزارية» تنعش معارض «المشالح» الفاخرة

بصفتها بروتوكولا رسميا للشخصيات القيادية.. و«الأسود» يكسب

انضمام شخصيات قيادية جديدة لفئة كبار المسؤولين ينعش معارض المشالح الفاخرة في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

ربما يتبادر لأذهان بعض الشخصيات القيادية التي صدرت قرارات تعيينها يوم السبت الماضي فكرة اقتناء «مشلح» فاخر يتلاءم مع المنصب الجديد، لكون ارتداء المشلح يعد بروتوكولا رسمياً لكبار المسؤولين في السعودية، والزي المتعارف عليه في المناسبات الرسمية، التي بدأت باكورتها هذه الأيام ببعض احتفالات التهنئة والمباركات.

ويطغى اللون «الأسود» على اختيارات غالبية الوزراء وكبار المسؤولين، كما يوضح لـ«الشرق الأوسط» مقرن المجاهد، عمدة سوق الزل بالرياض وأحد أكبر تجار المشالح الملكية، الذي أفاد بأن اللون الأسود هو الرسمي والذي يحرص عليه كبار الشخصيات، ووصفه بـ«اللون المعتاد» بالنسبة لهم.

وبسؤال المجاهد عن توقعاته لسوق المشالح الفاخرة بعد التعديلات الملكية وقرارات التعيين الصادرة مؤخراً، أكد على تفاؤله بأن يتفاعل سوق المشالح إيجابياً مع هذا الحدث الهام وأن يشهد حراكاً ملحوظاً في اليومين المقبلين من قِبل كبار الشخصيات الذين عينوا حديثاً، مشيراً للنمو المطرد الذي تشهده تجارة المشالح في السعودية.

وقد يبدو ارتداء المشلح بالنسبة لبعض الشخصيات القيادية الجديدة أمراً غير معتاد بعد أن أصبح اليوم شريكاً دائماً لهم، فبعضهم لم تظهر له أي صورة سابقة بالمشلح وبعض آخر منهم عاش لسنوات دبلوماسياً خارج البلاد، وهنا يقول المجاهد «تعلم لبس المشلح مسألة بسيطة لا تأخذ أكثر من يومين إلى ثلاثة أيام فقط».

وأفاد المجاهد بأن المشلح «الحساوي» عيار 10 والمطعم بالزري الألماني هو الأفخر بالسوق، وأضاف بأن «سعره يتراوح بحدود 2000 إلى 2500 ريال، ويصل في معارض أخرى إلى 4000 ريال، مرجعاً تذبذب الأسعار لـ«ضمير التاجر»، وتابع بأنه يلي المشالح الحساوية مشالح المدينة التي يتراوح سعرها بحدود الـ1200 ريال، ثم مشالح الرياض وهي بحدود الـ700 ريال.

من جهته، يرى السيد حسين، مدير مصنع السيد لنسيج المشالح، أن نوعية المشلح تعكس طبقات الناس وتعبر عنهم، من عليا ووسطى ومتواضعة، وأوضح أن اختيار المشلح يتحكم فيه غالباً المكانة الاجتماعية والقدرة المادية للشخص، مشيراً لكون المشلح الحساوي لا يزال هو المطلوب ويتراوح سعر النوع الفاخر منه بين 3500 إلى 4000 ريال.

وحول تجاوب معارض المشالح الملكية مع قرارات التعيين الأخيرة، أكد أن سوق المشالح يتأثر بسرعة عالية جداً مع أي حدث جديد مثل الأعياد والاحتفالات والأعراس والتعيينات والترقيات، مشيراً إلى أصالة المشلح الخالدة في أذهان الكثير من السعوديين بوصفه الزي الرسمي للشخصيات الـ(VIP).

في حين يأتي التفاعل الاجتماعي الذي تلا صدور قرارات التعيين الملكية الأخيرة منسجماً مع الحراك الثقافي والديبلوماسي الذي تشهده العاصمة الرياض، مما يعزز من بقاء المشالح الملكية المصنعة في السعودية الزي الأهم لكبار المسؤولين، إلى جانب تحولها إلى هدية فاخرة تـُقدم للسفراء وديبلوماسيي الدول العربية والأجنبية.

ويفيد العاملون في قطاع بيع وتصنيع المشالح الملكية أن بعض المعارض تقدم خدمات إضافية للشريحة المهمة من عملائها، تحت مسمى «خدمة ما بعد البيع» من تنظيف وتلميع للمشلح، بالإضافة إلى تقديم المشالح في علب فاخرة مع إمكانية الحفر عليها بالليزر لاسم الشخص المعني أو مناسبة الإهداء.

وتتنوع نوعية القماش الذي يصنع منه المشلح، ومن أشهرها الياباني والالماني والإنجليزي والكوري والسوري، أما الزري فهي الخيوط الصفراء التي توضع في أطراف المشلح العليا كي تميزه وتضفي عليه رونقاً، حيث تختلف درجة لمعان الزري حسب عياره (5.5 أو 7.5 أو 10)، وكلما زاد رقم العيار زادت درجة لمعان الزري وارتفع ثمن المشلح.

يذكر أن التقارير الاقتصادية الحديثة قدرت حجم سوق المشالح في السعودية بما يزيد على الملياري ريال، في حين تصل حصة المشالح الوطنية في السعودية لنحو 70 في المائة منها، وتشكل المستوردة من بعض الدول العربية نسبة الـ30 في المائة المتبقية.