وزارة الزراعة تلجأ إلى شركة أمنية لحماية الغابات من الاحتطاب

تهدف من خلالها إلى حماية الغطاء النباتي والحد من العمليات الجائرة

يتزايد حجم الطلب على الحطب خلال فصل الشتاء لاستخدامه للتدفئة وهو ما يؤرق بعض الجهات السعودية الرسمية التي تكافح التصحر (الشرق الأوسط)
TT

لجأت جهة رسمية في السعودية، لإحدى الشركات الأمنية العاملة في البلاد، لتوفير الحماية اللازمة، لعدد من الغابات والمراعي السعودية من عمليات الاحتطاب، في خطوةٍ من تلك الجهة، تعمل من خلالها للحد من الظواهر الضارة في البيئة المحلية.

وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» فإن تعميداً صدر من وزارة الزراعة السعودية، وجهته لإحدى الشركات الأمنية المتخصصة في الحراسات الأمنية، لمراقبة وحراسة الغابات، في كلفةٍ فاقت 20 مليون ريال (5.3 مليون دولار)، للحد من ظاهرة الاحتطاب الجائر.

وتتجه السعودية في هذه الأثناء، إلى تنظيم مواقع وأسواق بيع الحطب والفحم، وهي العمليات التي فرضت عليها الجهات الرسمية في البلاد، حظراً عقب أن سجلت السعودية زيادةً في هكتارات تراها تدهورت نتيجة عمليات الاحتطاب الجائر، الذي يقوم به عدد ممن تُكافحهم السلطات السعودية.

وستتولى وزارة الشؤون البلدية والقروية، مسؤولية تحديد مواقع بيع الحطب والفحم، عقب أن تعمل وزارة الزراعة السعودية، على إصدار تراخيص مزاولة بيع الحطب والفحم في البلاد، في خطوةٍ تسعى من خلالها الجهتان الرسميتان، للحد من إتلاف مساحات من صحاري البلاد.

وفرضت السعودية مع مطلع العام الهجري الجاري، منعاً على عمليات بيع الحطب والفحم، استناداً لتوصيات لجنة شُكلت من وزارة الداخلية ووزارة التجارة والصناعة، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وهي الجهة التي كُلفت رسمياً بدراسة وضع أسواق الحطب والفحم المحلي، لوضع ضوابط، تسعى من خلالها البلاد لضبط الرقابة على هذا السوق وتنظيمه.

وصدر في السعودية قبل سنوات قرار من مجلس الوزراء السعودي، يقضي بإعفاء الحطب والفحم المستورد من الرسوم الجمركية، وتعمل على تفعيله بين دول مجلس التعاون الخليجي، لتشجيع استيراد الفحم والحطب لسد احتياجات السوق المحلي.

وتشير دراسة حديثة حصلت «الشرق الأوسط» على نتائجها، إلى تسبب الاحتطاب الجائر، في تدهور قرابة 6 آلاف هكتار في العاصمة السعودية الرياض، ونحو 2.4 هكتار في منطقة القصيم (وسط البلاد)، في الوقت الذي تُقدر فيه الدراسات حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري، 3376 هكتارا قبل سنوات، نتيجة الاحتطاب الجائر، الذي يؤرق عدد من الجهات الرسمية في السعودية.

وقُدرت كميات الحطب المعروضة للبيع في السعودية بشكل سنوي، أكثر من 4 آلاف طن، لعدد من أنواع الحطب الذي يعتمد عليه السعوديون، وأبناء منطقة الخليج بشكل عام، في التدفئة، خلال فصل الشتاء.

وتعتبر وزارة الزراعة، مشكلة الاحتطاب الجائر، إحدى المشاكل الكُبرى التي تواجهها، وتقف عثرةً في وجه الغطاء النباتي الطبيعي، في حين تعتبر الوزارة، المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد، المنطقة التي تجلب ذاك القلق لها، بحسب تعبير الوزارة في أكثر من ورشة عمل خلال الأيام القليلة الماضية.

وتُسند الجهات الأمنية السعودية، مهمة إيقاف السيارات المحملة بالحطب والفحم المحلي، لأمن الطرق، والإدارة العامة للمجاهدين. واحتضنت العاصمة الرياض خلال الأسابيع الماضية، عددا من ورش العمل، للتوعية في مخاطر تنامي الاحتطاب، شهدها عدد من مندوبي بعض الجهات الرسمية المهتمة، فيما ستعمل جهات رسمية في البلاد، على إصدار نشرات توعوية للحد من تلك الظاهرة، سيتم توزيعها على جميع المناطق والمحافظات، عن طريق الإدارات العامة لشؤون الزراعة.

وشكلت السعودية، لجاناً لتطبيق وتنفيذ أحكام نظام المراعي والغابات على مستوى المناطق والمحافظات، يُمثلون عددا من الجهات والوزارات السعودية التي تعمل على مُكافحة الاحتطاب الجائر، الذي ينشط خلال الموسم الشتوي من كل عام، التي تفوق بدورها أكثر من 2000 ريال للشحنة الواحدة، لعدد من أنواع الحطب التي تلقى رواجاً تلك الأيام.