حماية البيئة: تلوث «الشرقية» لا يرقى لدرجة الخطر

مدير عام الصحة الوقائية: المنطقة الشرقية تعد الأولى في نسب السرطان

مصنع «سافكو» في الدمام الذي تقرر نقله بسبب مخاوف من تأثيره على السلامة البيئية («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المنطقة الشرقية، وجود نسبة من التلوث الناجم عن الانبعاثات الغازية، من المصانع والمعامل،وأن هناك تلوثاً ملحوظاً، لكنه لا يصل إلى مستوى الخطر. مما يضع حداً لمخاوف السكان المحليين بشأن علاقة نسب التلوث بارتفاع حالات الإصابة بأمراض السرطان.

وأكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن مستويات التلوث في المنطقة الشرقية لم تصل إلى مستوى الخطر، وفي ذات الوقت أكد وجود نسب مختلفة من التلوث والانبعاثات الضارة بالبيئة في المنطقة الشرقية يمكن ملاحظتها، وعزا هذه الانبعاثات كون الشرقية منطقة ذات نشاط صناعي، وقال إن بعض المواقع الصناعية تسجل نسباً أعلى في التلوث، إلا أن مراكز الرصد التابعة للرئاسة تعمل على مراقبة نسب جودة الهواء بصفة دورية في المناطق المأهولة، كما يتم قياس نسب التلوث في محيط المواقع الصناعية.

وأكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجود فرق ميدانية وكذلك مراكز للرصد بالإضافة إلى أكبر مختبر بيئي في السعودية تراقب جودة الهواء في المنطقة، كما تقوم بتوقيع المخالفات على المنشآت الصناعية التي تسجل معدلات أعلى من المسموح به في نسب التلوث، وقالت إنها تقوم بتوجيه إنذارات للمنشآت الصناعية المخالفة كمرحلة أولى لتصحيح وضعها، وإذا لم تستجب تطالب بإغلاق المنشأة، كما حدث مع مصنع «سافكو» في مدينة الدمام. في ذات السياق قال فلاح المزروع، مدير عام الصحة الوقائية والمنسق الوطني لبرامج المدن الصحية بالمملكة، إن ارتفاع نسب الإصابة بأمراض السرطان وانتشارها في المنطقة الشرقية، ليس بسبب تلوث البيئة وحدها، فقد يكون سبب الإصابة الوراثة، أو قد تكون له أسباب أخرى، لكن لا يعتبر التلوث بالغازات التي تنتج عن المصانع في المنطقة الشرقية هو المسبب الوحيد للإصابة بحالات السرطان.

وأضاف المزروع أن وزارة الصحة السعودية لا توجد لديها مؤشرات تبين أن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان في المنطقة الشرقية، بسبب تلوث الهواء أو البيئة في المنطقة نتيجة النشاط الصناعي البارز فيها. من جانبه قال الدكتور إبراهيم الشنيبر استشاري الجراحة العامة وجراحة الأورام، عضو مجلس الإدارة ورئيس الشؤون الطبية، إن نسب السرطان في المنطقة الشرقية مرتفعة بشكل عام، خصوصا سرطان الثدي عند النساء وسرطان الكبد وسرطان القولون عند الرجال وسرطان الدم عند الأطفال، لكن علاقة ذلك بالتلوث غير واضحة، بحسب كلامه.

وقال إن نسب الاصابة بالسرطان في المنطقة الشرقية تصل إلى 90.5 لكل 100 ألف من الرجال، كما تصل إلى 89.3 لكل 100 ألف من النساء.

وشدد الشنيبر على أن المنطقة الشرقية تأتي مباشرة بعد منطقة الرياض في تسجيل حالات السرطان، حيث تتقدم عليها منطقة الرياض بمعدل بسيط، مع الأخذ في الحسبان أن كثيرا من حالات السرطان من مختلف مناطق السعودية تحول لها، وهذا يعني تقدم المنطقة الشرقية إلى المرتبة الأولى في تسجيل حالات السرطان إذا تم استثناء الحالات المحولة إلى مدينة الرياض من الحالات المسجلة فيها. وقال الشنيبر إن أنواع السرطان التي لها علاقة بالمواد الكيمياوية في ارتفاع مستمر، وأضاف أن المنطقة الشرقية تسجل حالات سرطان معينة أعلى من مناطق أخرى، مثل سرطان الثدي عند النساء.

وكانت أمانة المنطقة الشرقية قد شكلت في مطلع شهر يونيو (حزيران) الماضي لجنة مكونة من 6 جهات حكومية، هي الشؤون الصحية، والمركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة، ووزارة الزراعة، وشرطة الشرقية، وإمارة الشرقية، بالإضافة إلى عضوية أمانة المنطقة الشرقية في اللجنة، وذلك لحماية البيئة من التلوث، ومعاقبة الجهات التي تعمل على زيادة التلوث في المنطقة، وتم تكليف اللجنة بوضع الخطط على المدين المتوسط والطويل للتخلص من التلوث الذي تعاني منه البيئة في الفترة الحالية. وأعطيت اللجنة ضوءا أخضر للقيام بزيارات ميدانية للمعامل والمصانع في مختلف مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، لتقييم مدى التزامها بالشروط والمعايير الدولية في جانب حماية البيئة، وتحذير المصانع والمعامل المخالفة لتصحيح وضعها أو إيقاع العقوبات الصارمة عليها في حال عدم الالتزام. وكانت الحكومة السعودية، قد منحت في وقت سابق شركة الأسمدة العربية السعودية «سافكو» خمسة أعوام لإغلاق مصنعها في مدينة الدمام، لوجوده داخل حي سكني وما يمثله من مخاطر على البيئة. وجاء القرار بعد مساع للجان حكومية وأهلية قد طالبت بإغلاق مصنع شركة سافكو في الدمام إثر تزايد الأخطار لدى سكان حي بترومين وطلاب وأعضاء هيئة تدريس في جامعة الملك فيصل، الناتجة عن الغازات المنبعثة من معامل مصنع شركة سافكو، حيث يرتفع معدل الإصابة بأمراض الصدر والحساسية بين سكان الحي.