مهنة صيد السمك مهددة بالانقراض

تعثر تصاريح التدريب التقني يوقف مشروع معهد الصيد البحري

عمال يقومون بتنظيف السمك («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مصادر رسمية لـ «الشرق الأوسط» أن توقف مشروع معهد للصيد البحري كان سيقام في جدة يعود إلى عدم صدور التصاريح اللازمة من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. إلا أن المصادر توقعت صدور قرار حاسم خلال الأسبوعين المقبلين.

وأكد الدكتور راشد الزهراني رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة أن المنطقة بها نحو 180 معهدا مختلفا وجميعها مستوفية للاشتراطات الرسمية، أما فيما يخص معهد تدريب الصيد البحري فان المؤسسة أول جهة تسعد بوجود مثل هذه المعاهد، واستدرك «لكن احد اشتراطات تتضمن قيام المعهد بتوفير عوامل السلامة والمباني ونماذج الحقائب الدراسية، التي طلب من المالك تأمينها حتى تكون مستكملة». وأوضح حميد محمد الجحدلي عضو لجنة دلالي وصائدي السمك بغرفة جدة ومدير المعهد، لـ«الشرق الأوسط» يوم امس أن انشاء المعهد كلفه نحو 24 مليون ريال، منها قيمة عقود قوارب التدريب، إضافة إلى المنشآت، وقال انه فوجئ عقب صدور موافقة المؤسسة بعدم إكمالها استخراج التصاريح.

وكان مسؤول بغرفة جدة قد أشار في وقت سابق ابان الاعلان عن انشاء المعهد في الثاني من ابريل (نيسان) الماضي إلى أنه يستهدف تدريب الشباب السعودي على مهنة وأساسيات الصيد، وسط دعم حكومي كبير لما يحمله البرنامج من أهداف لتوطين المهنة وإيجاد فرص عمل حتى لمن لا يحملون أي مؤهلات دراسية.

وقدرت مصادر عاملة في سوق السمك في جدة انقراض المهنة لدى السعوديين مستندة الى أن أعمار 85 في المائة من صيادي السمك السعوديين تجاوزت العقد الخامس، مما اعتبروه تهديدا بانقراض المهنة، خصوصا مع وجود 24 ألف صائد سمك أجنبي يجولون البحر الأحمر وفق تقارير رسمية. وأوضحت دراسة حول تأثيرات غير السعوديين في مهنة الصيد خلال السنوات العشرين المقبلة، صادرة من غرفة جدة ان الوافدين يهددون الثروة السمكية في منطقة مكة، وبادرت الغرفة على ضوء ذلك إلى تأسيس جمعية الصيادين بالغرفة لضم جميع الصيادين تحت مظلتها، وتقديم العون لهم، واتفقت الغرفة حيال ذلك مع الضمان الاجتماعي على بناء سبعة مراس جديدة للصيادين في محافظات منطقة مكة المكرمة. وكان صالح التركي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة السابق قد بين أن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني اشترطت إصدار ضمان بنكي للحصول على التراخيص اللازمة لإنشاء المعهد بقيمة 150 الف ريال، اضافة إلى 25 الف ريال كمصاريف تساعد على تأسيس المعهد، لافتا إلى أن صندوق تنمية الموارد البشرية قد وافق على صرف مكافآت للطلاب المتدربين في المعهد وتمويل التدريب المقترح بما يتوافق مع شروط الصندوق من حيث التكلفة والمدة الزمنية.

في جانب آخر كشفت لجنة دلالي وصائدي السمك بغرفة جدة على لسان الجحدلي أن سوق السمك في جدة يستوعب نحو 300 كيلو سمك من بحر جدة فقط، من اصل 100 طن تصل السوق يوميا، وارجعت الأسباب إلى إغلاق المنافذ البحرية بسبب المشاريع. وبينت اللجنة ان مجموع القوارب التي تجول البحر لا تتجاوز 50 قاربا فقط، بينما تستأثر مناطق مثل مجيرمة وأبو طيرة وينبع والليث بباقي القوارب وبالنصيب الوافر من الصيد السمكي الذي يصل إلى سوق جدة التي تدر يوميا نحو 75 الف ريال بمعدل شهري نحو 20 مليون ريال شهريا، ونحو 250 مليونا سنويا، كما بينت اللجنة أن حجم سوق الأسماك المستوردة في السعودية يبلغ نحو 500 مليون ريال.