مؤلف سعودي يقدم رسائل تعالج أمراض المجتمع ومعوقات التقدم في معرض الرياض للكتاب

طرح رحلته من الدراجة إلى الطائرة كتجربة إنسانية قادته إلى السعادة

TT

قدم اللواء الطيار الركن عبد الله بن عبد الكريم السعدون، الذي اختير مؤخراً عضواً في مجلس الشورى السعودي، تجربة إنسانية تشجع على مواجهة مصاعب الحياة وتمنح الأمل، ولعلها تسهم في نجاح إنسان أو مساعدة مريض أو رسم بسمة على شفتي يائس.

وطرح السعدون خلالها رسالة عن أمراض المجتمع ومعوقات التقدم وتشرح أسباب السعادة والصحة في عالم مليء بالجهل والأوهام والأمراض، عالم مزقته الحروب وهدّه الفقر، وذلك من خلال كتابه، الذي طرحه مؤخرًا في معرض الرياض الدولي للكتاب بعنوان «عشت سعيداً - من الدراجة إلى الطائرة»، كتبه بأسلوب أدبي ممتع عن رحلته من القرية، حيث لم يعرف سوى الدراجة إلى قيادة طائرة مقاتلة، وهي رحلة تجتاز حقبة زمنية شهدت فيها السعودية تغيرات كبيرة، كما تقدم وضعاً لحياة القرية التي عاش فيها طفلاً ويافعاً، وصدر الكتاب عن المركز الثقافي العربي.

واعتبر المؤلف أن ما كتبه ليس سيرة ذاتية، إنما هو بعض أصداء الذات الخاصة مع دروس وتجارب وقراءات تتجاوز الذات إلى الإنسانية أينما وجدت، وقال السعدون في مقدمته للكتاب، الذي جاء في 450 صفحة من الحجم المتوسط، إن من حق أجيال الحاضر والمستقبل أن تعرف شيئاً عن الماضي القريب لبلادها بحلاوته ومرارته، بنعيمه وشظف عيشه، بقصص النجاح مهما كانت متواضعة، وبقصص الإخفاق مهما كانت مؤلمة.

وقال المؤلف: «عشت حياة كلها كفاح وعنت، وزادها تماسكاً شظف العيش والحاجة، فكانت النتيجة لذة السعادة والمحافظة على الصحة والسعي الحثيث للنجاح. وتكلل الجهد بنجاح واضح على جميع المستويات الشخصية والمهنية والاجتماعية. لديّ أسرة صغيرة ناجحة، جميعهم متفوقون في الدراسة والعمل، وزوجة حانية أدللها كثيراً فترد هذا الجميل مضاعفاً. قاربت الستين عاماً ومع هذا أستمتع بحيوية الشباب ونشاطه، لا أشتكي من أمراض العصر وضغوطه. لديّ من كل شيء ما يكفي، وأعيش أسعد الأوقات، فأستثمرها حباً ومرحاً. وتمر بي أصعبها فأزداد عزيمة وقوة. لست واحداً من قادة العالم وصناع تاريخه، لكنني أسهمت بما استطعت فصرت من أسعد سكان هذا الكوكب الواسع».

واعتبر السعدون أن طريق النجاح بحاجة إلى مؤن من الحب والتسامح والمعرفة والانضباط. ومن يريد النجاح عليه أن ينظر أبعد من موطئ قدميه، عليه برسم الأهداف وقوة العزيمة والإصرار وإتقان ما يعمل وعدم اليأس وألا يستمع لكلام المثبطين، مشيرًا إلى أن النجاح شيء نسبي، أن تربي طفلا وتراه ناجحًا، يعد نجاحًا، أن تزرع عادة طيبة في المجتمع نجاح، أن تضيء شمعة في دروب الظلام نجاح، أن تصرخ في وجه الظالم نجاح، أن تقود أمة للنصر والرخاء نجاح.

ويشار إلى أن المؤلف السعدون الذي عين قبل أسابيع عضوًا في مجلس الشورى السعودي في دورته الخامسة يحمل شهادة بكالوريوس علوم جوية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1972 وعلى ماجستير علوم عسكرية عام 1987، وشغل عدة مناصب منها مدرس طيار وقائد سرب، ومدير إدارة الحرب الإلكترونية، وقائد قاعدة الرياض الجوية، وقائد كلية الملك فيصل الجوية وتقاعد من العمل العسكري عام 2006.

ولعل أبرز ما في حياته أنه قاد الطائرة قبل السيارة، حيث كان يستخدم في تنقلاته خلال دراسته في المراحل المختلفة قبل الكلية العسكرية الدراجة الهوائية.