يبدو أن معرض الرياض الدولي للكتاب استطاع بطريقة لم تخطر ببال المنظمين له على إسعاف ضحايا الكتب من الذين يتسمرون أمام أجنحة دور النشر لممارسة هوايتهم المفضلة، وذلك بمحض الصدفة التي كانت خيراً من ألف ميعاد، إذ ان مركزاً طبياً حكومياً مشاركاَ في المعرض، وفّر العلاج والتوجيه اللازمين لمثل هؤلاء الضحايا. فالمصاب بأي أعراض قد تقوده لفقدان الوعي، لم يجد ما يخيفه خلال تجواله بين أروقة معرض الرياض للكتاب، بعد أن تجاوز الجناح المخصص لمركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، أعماله اليومية المتمثلة في نشر الوعي الصحي والتثقيف الطبي، إلى معالجة حالات طارئة بينها امرأة حامل تعرضت للإجهاد.
ويأتي ذلك، فيما أجرى جناح مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بمدينة الملك فهد الطبية، الذي يقع على بعد أمتار ليست بالكثيرة من المدخل الرئيسي للمعرض، ما يقارب الـ1000 فحص طبي مجاني لأمراض السكري وضغط الدم، مع منتصف اليوم الرابع له في معرض الكتاب أمس، فيما طالبت إدارة المعرض باستمرار نشاطات الجناح الصحية حتى نهاية فعاليات المعرض. وبحسب عاملين في الجناح الطبي، فقد استقبل جناحهم البارحة الأولى، امرأة حامل كانت تعاني من إجهاد شديد، سببه هبوط حاد في السكر، ما حدا بالممرضين إلى إجراء الإسعافات الأولية اللازمة، حتى تتجاوز الأزمة، ليتم بعد ذلك تزويدها بالاستشارات والإرشادات التي يجب اتخاذها. إضافة لمعالجته 3 حالات أخرى تمثلت في حالات إعياء، أسبابه هبوط في ضغط الدم، وهبوط في السكر.
وبين شادي قاقيش مشرف تمريض في مركز الأمير سلمان، لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف الأساسي لإقامة الجناح هو التثقيف الطبي من خلال الفحوصات المبدئية والتوجيه الطبي على ضوئها، إضافة إلى توزيع المنشورات الطبية على الزوار، إلا أن بعض الحالات تطلبت تدخلا من خلال علاجات أولية قام بها ممرضو المركز. مضيفاً أن الجناح قام بعمل استشارات لأصحاب تلك الحالات وتوجيههم التوجيه الصحي اللازم. من جهتها تذكر وضحى السبيعي، منسقة إدارية في مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، لـ«الشرق الأوسط» أن جناح المركز شهد خلال مشاركته عدة حالات تتفاوت درجات الخطورة فيها، إلا أنه لم يصل أي منها مرحلة توصف بالحرجة، لكنها تحتاج إلى المتابعة المستمرة من قبل الأطباء. مؤكدةً أن دور الجناح يقتصر على نشر الوعي الصحي وثقافة المتابعة الصحية مع الأطباء والمراكز الصحية.
وأضافت السبيعي أن الجناح خلال وجوده في المعرض كشف أن هناك قصورا في الوعي الطبي لدى الكثير من الأفراد الذين قدموا للمركز لإجراء الفحص المجاني. مشيرة إلى أنه من بين زوار الجناح، شاب يبلغ من العمر 18 سنة، أوضح أنه يعاني من ضغط الدم، لكنه لا يقوم بمتابعة حالته الصحية مع الطبيب، الأمر الذي يعكس تدني مستوى الوعي الصحي لبعض أفراد المجتمع وبشكل خاص تلك الفئة العمرية. وشهد يوم أمس حضوراً متواضعاً في فترات النهار، غير أن فترات المساء لوحظ فيها زيادة في العدد قليلا، يدعم ذلك الندوات الثقافية التي ألف على إقامتها المعرض منذ بدايته، واشتملت الليلة قبل الماضية على إقامة ندوة المرأة والمؤلف التي انطلقت الساعة السادسة، وندوة الملكية الفكرية التي بدأت الساعة الثامنة، ليختتم بها فعاليات معرض الكتاب ليوم أمس، قبل أن يتوجه المثقفون كعادتهم لفندق الازدهار ليستكملوا فيه مواضيعهم ومناقشاتهم الثقافية التي وفر معرض الكتاب أجواءها الثقافية الجماعية خلال هذه الأيام.