تواصلت حمى العقوبات الصادرة عن عدة جهات حكومية في حق الشركات المختصة في مجال بيع المبيدات، وهذه المرة مع قرارين لوزارة الزراعة السعودية على شركتين، لم تكشف عن هويتهما، ببيع مبيد فوسفيد الألمونيوم بالنسبة للشركة الأولى، والثانية ببيع مبيدات منتهية الصلاحية. وقضت العقوبة الصادرة عن وزارة الزراعة السعودية على الشركة الأولى بتغريمها مبلغ 60 ألف ريال سعودي، وكذلك إلغاء تسجيل مبيد «فوسفيد الألمونيوم»، وذلك بعد أن كشف محضر لجنة النظر التابعة لها، عن مخالفات نظام المبيدات لدول مجلس التعاون الخليجي بقيام الشركة ببيع فوسفيد الألمونيوم على المؤسسات العاملة في هذا المجال أو حتى على مستوى الأفراد، معتبرة الوزارة أن الشركة خالفت بذلك أحكام المجلس المتعلق بنظام المبيدات. بينما جاء القرار بحق الشركة الثانية بفرض غرامة مالية عليها أيضاً، وبواقع 15 ألف ريال سعودي، لبيعها مبيدات منتهية الصلاحية مخالفة بذلك أحكام نظام المبيدات، بحسب البيان الصادر عن الوزارة. وأكدت وزارة الزراعة عبر بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن القرارين اللذين اتخذتهما الوزارة يأتيان ضمن جملة من الإجراءات الحازمة المنصوص عليها في نظام العقوبات والمخالفات بالنسبة للنظام العام الخاص بالمبيدات في دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضحت الوزارة أن إعلانها عن الشركتين المخالفتين «يؤكد حرصنا والتزامنا في أن تكون جميع المؤسسات والشركات في مجال بيع المبيدات باللوائح والأنظمة الصادرة، والهادفة إلى ضمان سلامة وصحة المواطن والمقيم».
وتشهد الساحة السعودية خلال الأيام الحالية حالة من المتابعة والرقابة المشددة من قبل عدة جهات حكومية، منها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وإمارات المناطق، على الشركات المتخصصة في مجال بيع المبيدات، خاصة مع ازدياد حالات التعرض للتسمم بسبب المبيدات التي تستخدم في الأغلب لقتل الحشرات.
ومثلت فاجعة وفاة الطفلين الدنماركيين أواخر فبراير (شباط) المنصرم في جدة، نتيجة استخدام العائلة لمبيد فوسفيد الألمونيوم لمكافحة الحشرات، بيدا أنها كشفت خطورة الاستخدام المنزلي لهذا النوع من المبيدات.
ورغم أنها لم تكن الأولى وربما لا تكون الأخيرة، فخلال العام المنصرم وبحسب تصريحات رسمية كان هناك 12 حالة وفاة من جراء أضرار المبيدات الحشرية في مدينة جدة لوحدها. وكانت اللجنة الخماسية الحكومية في محافظة جدة، ويرأسها محافظ المدينة الأمير مشعل بن ماجد، أحالت 10 مؤسسات كبرى قامت ببيع فوسفيد الألمونيوم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
وكشفت محاضر للجنة الحكومية أنه تم ضبط 500 عبوة من المبيد، الذي بات يوصف بـ«القاتل» في التقارير الرسمية، لدى المؤسسات العشر المخالفة، وذلك نتيجة التحريز الذي تم من قبل فرع وزارة الزراعة في منطقة مكة المكرمة.