زوار معرض الكتاب يعتمدون «المكاسرة» لمواجهة ارتفاع الأسعار

د.العقيل: وفرنا 60 جهازا للاستعلام عن ثمن الكتب.. ومن يلاحظ ارتفاعها فليراجعنا

ارتفاع أسعار بعض الكتاب لم يمنع الزوار من التدفق على المعرض بصورة كبيرة («الشرق الأوسط»)
TT

بين زحمة الأيادي المنهالة على أرفف معرض الرياض الدولي للكتاب، سألت إحدى الزائرات «بكم هذا الكتاب؟»، فأجابها عصام حمدان، من دار الساقي اللبنانية، «ب45 ريال»، وبعد أن «كاسرته» الزائرة مطالبة منه تخفيض سعر الكتاب، بادرها القول «خذيه بـ40 ريالا».

هذا المشهد بدا مألوفاً لزوار المعرض الذين وجد بعضهم في «المكاسرة» الحل الأمثل لمواجهة ارتفاع أسعار الكتب، حيث لم تقتصر الشريحة الممارسة لفنون «المكاسرة» على النساء فقط، بل دخل الرجال «المكاسرون» بقوة في هذا المضمار، كما يوضح حمدان الذي حظي جناحه بكثافة كبيرة من قِبل الزوار، مؤكداً أن أسعار غالبية الكتب لم ترتفع كثيراً كما يـُشاع.

بينما يفيد موسى الموسوي، مالك دار فراديس البحرينية للنشر والتوزيع، أن ارتفاع أسعار بعض الكتب هذا العام عائد لارتفاع تكلفة الإقامة وتكاليف الطباعة، مشيراً لزيادة سعر طن الورق بنسبة 25 % عن العام الماضي، وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلاً «للأسف القارئ هو من يدفع ثمن ذلك».

وتابع الموسوي ليؤكد أن الكثير من زوار المعرض يفضلون «المكاسرة» بالسعر قبل الشراء، وبسؤاله عن ما إذا كان طلب تخفيض السعر بإلحاح قد يحرجه، أكد على ضرورة التعامل بمرونة وتقبل «مكاسرة» الزوار التي تأتي غالباً لإنقاص 5 إلى 10 ريال، مرجعاً ذلك لكونه يبيع منتجا ثقافيا وليس سلعة استهلاكية، فيما أفاد بوجود فئة من الزوار أحجمت عن شراء بعض الكتب لارتفاع ثمنها.

وتبدو على صالة المعرض اختلافات الزوار في مهارة «المكاسرة» و«تنشيف حلق البائع»، وهو ما ينتهي عادة بجملة «آخر كلام!»، فيما توضح أشواق محمد، التي تحرص سنوياً على زيارة المعرض، أن بعض الكتب التي اشترتها العام الماضي بـ20 و 30 ريالا وجدتها هذا العام بـ35 و 40 ريالا، وهو ما تؤكد أنه دفعها لمجادلة الباعة حول الأسعار، حيث توضح أن تخفيض 5 ريالات مثلاً يجعلها توفر 50 ريال من بين كل 10 كتب تشتريها، وهو ما يعادل قيمة كتاب جديد.

من جهته، بيـَّن الدكتور عبد العزيز العقيل، مدير معرض الرياض الدولي للكتاب، لـ«الشرق الأوسط»، أن أسعار الكتب محددة ويمكن للزائر الاطلاع عليها عبر موقع المعرض الإلكتروني إلى جانب وجود 60 جهازا للاستعلام داخل المعرض، وأضاف قائلاً «على الزائر أن يطلع على سعر الكتب قبل الذهاب لدار النشر وإذا لاحظ ارتفاع بالسعر يراجع إدارة المعرض».

وتابع العقيل حديثه قائلاً «قد يكون هناك ارتفاع بالأسعار لكن المعرض لا يتحكم بالسعر»، وبسؤاله حول امكانية تسعير الكتب بملصق عليها وعدم الاكتفاء بالتسعير الالكتروني، أكد صعوبة ذلك لكون دور النشر المشاركة لديها عشرات الإصدارات وتشارك بمعارض خارجية كثيرة بنفس هذه الكتب.

وفيما يعتقد البعض أن ارتفاع الأسعار عائد لارتفاع تكلفة الإيجارات في المعرض، أكد العقيل أن رسوم الاشتراك ثابتة ولم تتغير هذا العام عن ما هو محدد في الأعوام السابقة (500 ريال للمتر المربع)، وأشار للتخفيض الذي تقدمه دور النشر لزوار المعرض بما لا يقل عن 20 % من سعر الكتاب.

في حين ترى سارة العليوي، التي تشارك هذا العام في المعرض برواية «لعبة المرأة رجل»، أن الشكاوى من ارتفاع الأسعار متوقعة وتنسجم مع تدهور الوضع الاقتصادي العالمي، وأكدت أن عملها الروائي الثاني حظي بإقبال شديد من الزوار مما دفع لإصدار الطبعة الثانية منه رغم حداثته، واصفة المعرض بأنه فرصة للكتاب والروائيين لجس نبض أعمالهم وجهاً لوجه مع القراء.

وبينما يبدو من الملاحظ في معرض هذا العام غياب مؤلفات الأسماء النسائية السعودية مقارنة بالطفرة التي اجتاحتها في الأعوام السابقة، تـُرجع العليوي، ذلك لكون غالبية الأسماء النسائية الجديدة كانت تبحث عن وهج الأضواء، وترى في حديثها لـ«الشرق الأوسط» بأن معظمها انسحب بعد أن خفتت «موضة» الروايات النسائية، حسب رأيها.