أعمال تطوير الأحياء العشوائية في جدة تنطلق من هدم مسبح خزام

100 مليون ريال دعما لأصحاب الأملاك الصغيرة

جانب من عمليات الهدم التي تشهدها منطقة قصر خزام (تصوير مروان الجهني)
TT

بدأت صباح أمس في جدة، أولى مراحل أعمال تطويرالأحياء العشوائية في منطقة مكة المكرمة، وذلك بإزالة المباني العشوائية انطلاقا من هدم مسبح قصر خزام والأسوار المتهالكة حوله إيذاناً ببدء التنفيذ الفعلي لمشروع تطوير قصر خزام، الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة أكتوبر الماضي. وكشف الدكتور عبد الرحمن يماني عضو المجلس البلدي في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» عن اتفاق تم بين المجلس والمطور وجهات رسميه بتخصيص مبلغ 100 مليون ريال كصندوق دعم لأصحاب الأملاك الصغيرة، إضافة لتعويضات مالية لمساعدتهم، وأضاف «اجتمعنا مع اللجنة والمطور وتم الاتفاق على إنشاء هذا الصندوق».

وأبان يماني أن الشركة المطورة تقوم الآن بالبحث عن موقع ارض لبناء المساكن البديلة، التي سيتم نقل السكان اليها، مبينا أن السكان سيخيرون بين التعويضات والدخول كمساهمين في المشروع.

وقال ان لجنة مكونة من وزارة المالية وامانة جدة وثلاثة خبراء ستقوم بتقييم قيمة العقارات وفق النظام المعمول به في كافة مناطق المملكة. واضاف عضو المجلس البلدي «لم يتم اشعار أي من السكان بالخروج الى الآن، ولن يخرج أي شخص قبل ان يبلغ بالامر قبل نحو 6 اشهر على الاقل»، وقال «ان اللجنة المكونة لحصر المنازل تسلمت نحو 70 في المائة من اوراق العقارات في المنطقة».

وبالعودة لعمليات الهدم، بدأت مع ساعات الصباح الاولى جرافتان تتبعان للشركة المنفذة، عمليات هدم مسبح خزام الدولي المشيد منذ 35 عاما. وقال عبد اللطيف الشلاش رئيس مجلس إدارة شركة خزام العقارية، إن مشروع تطوير عشوائية قصر خزام يسير حسب الخطة الموضوعة له في مسارات متعددة ومتوازية، حيث تعمل أمانة محافظة جدة على مسح العقارات وتثمينها تمهيدا لنزعها وإزالتها مرحليا حسب مراحل تطوير المشروع، في حين تعمل شركة خزام العقارية على إزالة ما هو مملوك للشركة حاليا من ناحية، كما تعمل على استكمال المخططات الرئيسية لتطوير العشوائية بما يجعلها منطقة حضارية تساهم في تحقيق الأهداف التنموية المستدامة في مدينة جدة من ناحية أخرى.

وأكد الشلاش أن شركة خزام العقارية والمملوكة من قبل شركتي دار الأركان ـ 51 في المائة ـ وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني ـ 49 في المائة ـ ماضية في تطوير المشروع مدفوعة بالإرادة السياسية، التي عبرت عنها مراسيم معالجة العشوائيات المعوقة للتنمية، والدعم اللامتناهي من حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بإمارة مكة ومحافظة وأمانة جدة والوزارات والأجهزة والهيئات الحكومية ذات الصلة بمعالجة العشوائيات وآثارها وإفرازاتها السلبية، ومدفوعة أيضا بأهمية نجاح هذه التجربة النموذج تمهيدا لمعالجة بقية العشوائيات الخمس والخمسين في مدينة جدة.

ووعد الشلاش أهالي مدينة جدة بمستقبل مشرق بما تشهده من شراكة حقيقية وفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص لمعالجة مشاكل جدة وتنميتها بما يجعلها في مصاف المدن المتقدمة أقليميا وعالميا وبما يجعلها مدينة جذب سياحي متميزة، خصوصا أنها تعتبر بوابة الحرمين الشريفين، مشيرا إلى ضرورة نجاح نموذج تطوير عشوائية قصر خزام وتكاتف الأجهزة التنفيذية والجهات التمويلية كافة لتنمية الإنسان السعودي في جدة من خلال تخطيط وبناء بيئة عمرانية مستقرة وصحية وآمنة تمازج بين الموروث والحضارة وتعزز الأواصر الاجتماعية بين أفراد المجتمع السعودي وترفع من مستوى معيشتهم، خلافا للوضع القائم في العشوائيات حاليا.

يذكر أنه تم توقيع اتفاقية لتأسيس شركة خزام بشراكة بين شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني والمملوكة بالكامل من قبل أمانة محافظة جدة مع شركة دار الأركان لتطوير عشوائية منطقة قصر خزام، التي تقع إلى الجنوب الشرقي من وسط مدينة جدة، بمساحة تقارب 3,720,000 متر مربع وتشمل جزءاً من حي البلد، النزلة اليمانية، القريات، وحي السبيل الذي يعد من أقدم العشوائيات في المدينة.