«الأرصاد الجوية» تتوقع تعرض السعودية لموجة خامسة من العواصف الرملية الأسبوع المقبل

أعلنت عبر «الشرق الأوسط» عن إنشاء مركز خاص للبلاغات والمراقبة

جانب من جولة قام بها المشاركون في احتفال اليوم العالمي للأرصاد (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

توقعت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة أمس، موجة خامسة للعواصف الرملية في بعض المدن السعودية الاسبوع المقبل مشيرة إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستتأثر بالجفاف نتيجة للتغير المناخي، لا سيما أن بصمة الجفاف بدأت تتضح خلال العشر سنوات الأخيرة.

وأوضح حسين القحطاني، المتحدث الرسمي للرئاسة العامه للارصاد وحماية البيئة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أن الأرصاد تتوقع هبوب عاصفة رملية الأسبوع المقبل على مناطق السعودية تعد الخامسة خلال أسبوعين، إلا أنها لن تكون بقوة العاصفة الأخيرة».

وقال الدكتور سعد المحلفي، الوكيل المساعد لشؤون الأرصاد، إن منطقة الشرق الأوسط ستتأثر بالجفاف نتيجة للتغير المناخي، لا سيما أن بصمة الجفاف بدأت تتضح خلال العشر سنوات الأخيرة بناء على المراقبات التي قامت بها الرئاسة.

وبين في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، أن تلك البصمة بدأت في جفاف الغلاف الجوي، وتغير نمطية هطول الأمطار، التي من شأنها أن تؤثر على التربة إذا ما هطلت في غير مواسمها.

وأشار إلى أن عملية العواصف الرملية وزيادة رقعتها في الصحراء ظهرت خلال هذه السنة بشكل أكبر من السابق، والمسماة بالمؤشر السالب «جفاف الغلاف الجوي والتربة»، وهنا بدأ المؤشر السالب.

وأضاف أن الرئاسة تنظر بمنظور التنمية المستدامة إلى الأوضاع خلال العشرين عاما المقبلة، في ظل قلة الاعتماد على النفط وزيادة عدد السكان، الأمر الذي يجعل من الموارد الطبيعية المصدر الوحيد للحياة، غير أن ذلك المصدر قد يتخذ وضعا غير مرض نتيجة لهذه الظواهر البيئية.

وبيّن الوكيل المساعد لشؤون الأرصاد، أن محطات الأقمار الصناعية المتقدمة من الجيل التاسع بدأت عملها في مركز التحليل والتوقعات التابع للرئاسة، منذ الأسبوع الماضي، التي تعد إحدى سلاسل الأقمار الصناعية الأوروبية. وأضاف، وزعت تلك المحطات في المناطق الإقليمية بالسعودية، والمتضمنة الرياض والمنطقة الشرقية والجنوبية، إضافة إلى المدينة المنورة، لتغطي نحو 13 قناة كاملة. وذكر أن هناك ثمانية رادارات شبيهة بالتي تستخدم في الطيران، والمتخصصة في إيجاد الظواهر الجوية، خاصة السحب الرعدية الخطرة، إذ تم توزيعها ابتداء بسلسلة جبال السروات ومرورا بالمنطقة الغربية والوسطى وصولا إلى المنطقة الشمالية.

من جهة اخرى تعتزم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إنشاء مركز خاص بالعمليات والمراقبة يهدف إلى الاتصال بكافة غرف الطوارئ وقيادات التحكم بالأجهزة التابعة للرئاسة، من أجل وصول المعلومات المتعلقة بالأحوال الجوية الطارئة وتبادلها، الذي سيعمل قريبا بشكل مرتبط مع جميع مراكز الرئاسة.

وأوضح حسين القحطاني، الناطق الإعلامي الرسمي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن هذا المركز سيختص باستقبال البلاغات عن أي حالات طارئة تحدث في المناخ، وذلك من خلال التنسيق والاستفادة من صور الأقمار الصناعية لمتابعة الحالات البيئية والأرصادية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن إنشاءه جاء بناء على توجيهات الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، وذلك بتكوين وحدة تنسيق مباشرة باستخدام الطرق الحديثة في التعامل مع الأحوال الجوية والقضايا البيئية باعتبار أن الرئاسة تعد منشأة منقسمة إلى أرصاد وبيئة. وأضاف يحتوي المركز على جهة تنسيقية لجميع الجهات المعنية بحالات الطوارئ، إضافة إلى وحدة إعلامية خاصة به تستقي معلوماتها من الجهات المختصة العاملة فيه من أجل موافاة وسائل الإعلام بأي تقارير لازمة، لافتا إلى أن المركز ما زال في طور الإعداد لافتتاحه قريبا، غير أنه بحاجة إلى تعاون جميع الجهات المعنية بالشكل المطلوب لكي يفي بالغرض.

وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أقامت احتفال اليوم العالمي للأرصاد أمس الإثنين في مقرها تحت شعار «الطقس والمناخ والهواء الذي نستنشقه»، باعتبار أن السعودية عضو دائم من بين 184 دولة في منظمة الأرصاد العالمية، الذي شاركت فيه معظم الجهات المختصة بالظواهر البيئية في مختلف مناطق المملكة من خلال المراكز الإقليمية التابعة للأرصاد والبالغ عددها نحو 5 مراكز إقليمية و 33 مركزا فرديا، لا سيما أن الرئاسة واجهت العديد من الاتهامات جرّاء ما حدث أخيرا من ظواهر جوية متمثلة في موجات الغبار الشديدة التي أطاحت بمعظم مناطق السعودية، الأمر الذي جعل الكثيرين يؤكدون على عدم وجود أي تنسيق بين الأرصاد والجهات المعنية الأخرى. وهنا علّق حسين القحطاني على أن هذا الاحتفال جاء ليغير تلك الفكرة لدى المجتمع، وأضاف «تعد الرئاسة جهة تشريعية بحثية وليست تنفيذية، إذ يتمثل دورها في الإعلان عن أي توقعات لتقوم الجهات الأخرى بالتعامل مع الجمهور وفق المجريات».

وأرجع سبب تلك العاصفة إلى جفاف الأرض وقلة هطول الأمطار، ما ينتج عنه تفكك أجزاء التربة وسهولة انتقالها مع الرياح، مؤكدا أن تلك الظاهرة عالمية تعاني منها دول العالم بأكمله.

يشار إلى أن عدد محطات الرصد الجوي التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يبلغ نحو 33 محطة، فيما يصل عدد محطات رصد التلوث إلى نحو 40 محطة موزعة في غرب وشرق السعودية، إضافة إلى محطات رصد طبقات الجو العليا.