أثارت عاصفة رملية اجتاحت مدينة حائل شمال السعودية أمس، فزع المسؤولين في الشؤون الصحية بالمنطقة، ما جعلهم ينفذون خطة للطوارئ مخصصة للعواصف الرملية في جميع المرافق الصحية، حيث قامت مستشفيات منطقة حائل أمس بتوزيع الكمامات الواقية على المراجعين، واتخاذ الإجراءات الوقائية.
وبحسب خبراء في الأرصاد الجوية فإن سلسلة المتغيرات الجوية التي تشهدها الأجواء السعودية منذ دخول فصل الربيع، والتي من المتوقع أن تنتهي منتصف شهر مايو (أيار) المقبل، كانت بفعل تحرك المنخفضات العابرة من البحر المتوسط مع تعمق لمنخفض جوي على طبقات الجو العليا وتزحزحه شمال السعودية، وما ينتج عن ذلك من فروقات حرارية، أدى بدوره إلى تحرك الهواء الهابط وتسبب في إثارة الغبار على شكل عواصف.
ويأتي ذلك في حين تشهد الأجواء السعودية بشكل عام جفافاً بفعل انعدام الأمطار، الذي أدى بدوره إلى تخفيف ثقل حبيبات الرمل وسهولة تطايرها مع الرياح، مكونة بذلك أشكالا متفاوتة الكثافة من الموجات الترابية حسب سرعة الرياح واتجاهها، غير أن فصل الربيع يعتبر موسم هذه التأثيرات المحلية ودائماً ما ترافق حركة السحب الركامية عواصف رملية شديدة في مقدمة مساراتها. وفي الوقت الذي يترقب فيه عدد من المناطق السعودية بحذر موجات جديدة من الغبار والعواصف الترابية تصل خطورتها إلى انخفاض الرؤية الأفقية إلى أقل من 2 كلم، بعد تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة خلال اليومين الماضيين، ضربت أمس منطقة حائل موجة شديدة من الغبار والعوالق الترابية الشديدة.
وأدت الموجة التي ضربت حائل إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية، وتسببت في نشوب أزمة مرورية داخل مدينة حائل واستنفار لجميع الاجهزة الخدمية بالمنطقة وكذلك المرافق الصحية، وتعتبر هذه العاصفة الرملية أول عاصفة رملية تضرب المنطقة منذ دخول فصل الربيع. وفي إجراء احترازي قامت إدارة التربية والتعليم بالمنطقة بالإيعاز للمدارس بخروج الطلبة والطالبات قبل الموعد المحدد لخروجهم تخوفا من تعرض الطلبة والطالبات بالمنطقة لأي عارض بسب موجة الغبار.
ويذكر أن هيئة الأرصاد وحماية البيئة حذرت من حدوث عواصف ترابية ورملية على شمال ووسط وشرق السعودية، ومناطق متفرقة من البلاد خلال الأيام المقبلة.
وتزامن هذا التحذير مع دخول فصل الربيع الذي بدأ فلكياً يوم السبت 21 مارس (آذار) في نصف الكرة الأرضية الشمالي، بعدما تتعامد الشمس على خط الاستواء للكرة الأرضية ويتساوى الليل والنهار، ثم يبدأ طول النهار بالزيادة على الليل، وأهم ما يميز هذا الفصل هو التغيرات الحادة والسريعة في الطقس خاصة على شمال ووسط وشرق المملكة وتستمر حتى نهاية شهر مايو المقبل.