مجلس المباني الخضراء يحذر من التلوث الكربوني ويبدأ حملة لاستخدام المواد البركانية

40% من الانبعاثات الكربونية سببها المباني

TT

حذر المهندس سلطان فادن، رئيس المجلس السعودي للمباني الخضراء من خطورة الانبعاثات الكربونية التي تصدر عن المباني، وأكد فادن في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط» بأن مراصد الكشف عن التلوث المعمول بها في المملكة هي خاصة بالملوثات الصناعية ولا تكشف عن حجم التلوث الكربوني.

وقال فادن «أجهزة الرصد ومتابعة التلوث في كل من هيئة الأرصاد وحماية البيئة تلاحق الملوثات الصناعية التي قد لا تكون موجودة بالضرورة في الكربون، على الرغم من أن التلوث الكربوني هو المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، وهناك دراسات تؤكد بأن 40 إلى 50 في المائة من الانبعاثات الكربونية تأتي من المباني بشكل عام». وأكد فادن بأن المجلس السعودي للمباني الخضراء نبه من خلال لقاءاته المكثفة مؤخراً مع كل من الهيئة الملكية بالجبيل وينبع، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى ضرورة الأخذ بهذا المعيار في الرصد ومتابعة التلوث، إلى جانب التنبيه على بعض المواد والأجهزة والتقنيات المستخدمة في البناء والتي تزيد من مخاطر التلوث، مشيراً إلى أن المجلس سيكون مرجعاً مكانياً وإلكترونياً لكل ما يختص بالمباني الخضراء، والملوثات الناجمة عن المباني والمنشئات، وهو في طور إصدار دليل للمصنعين والموردين لتقنيات ومصممي المباني الخضراء بالسعودية.

وأشار فادن إلى أن مادة الخرسانة وهي مادة البناء الوحيدة المستخدمة في السعودية والتي قد تكون مغشوشة في كثير من الأحيان تزيد من نسبة التلوث الكربوني، لافتاً إلى أن 9 بالمائة من ثاني أكسيد الكربون المنبعث في العالم سببه وسائل النقل، في حين أن إنتاج هذه المادة «الخرسانة» واستخدامها مسؤول عن 7 بالمائة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وقال فادن بأن استخدام المواد البركانية في الخرسانة قد يخفف كثيراً من نسبة التلوث العالية، إلى جانب كونه مواصفة مذكورة في أنظمة وزارة الشؤون البلدية والقروية إلا أنها غير معمول بها حالياً، رغم أن هذه المادة موجودة بوفرة في المملكة واستخدامها لا يكلف شيئاً.

من جانب آخر كشف فادن عن أن عام 2009 هو عام التأسيس بالنسبة للمجلس، «نقوم بتجهيز القاعدة المالية وتحضير التعاون والشراكات الاستراتيجية»، وأضاف «نكثف حالياً زياراتنا مع الجهات التنظيمية والتشريعية مثل الهيئة الملكية بالجبيل وينبع، والهيئة العليا للآثار والسياحة، والهيئة العامة للاستثمار، والأمانات، ونطرح مفهوم المباني الخضراء ومشروع المجلس الذي سيتعاون مع هذه الجهات لتحقيق مبادئه الأساسية، واجتماعاتنا المكثفة حالياً تهدف لتشكيل بروتكول معين للتعاون مع الجهات الرسمية».

وتابع «سنعقد ورش عمل مكثفة ليستفيد منها المعنيون والمسؤولون في الأمانات والهيئات ثم سنعمل معهم من أجل تطبيق التوصيات والإرشادات، ومن ضمنها التنبيه على الارشادات والتشريعات المفيدة جداً والموجودة حالياً، إلا أن العمل بها متوقف لسبب من الأسباب، مثل استخدام المواد البركانية في الخرسانة وهناك معايير جديدة ومواصفات سنسعى لإدخالها».

وأكد فادن أن هناك اهتماما كبيرا من قبل العديد من الجهات ذات الاختصاص يفوق ما توقعه أعضاء المجلس، وأضاف «سنتابع التعاون والتواصل ونأمل أن يتم هذا على أعلى المستويات من أجل تحقيق الفائدة المرجوة، وهناك جهات متحمسة سنبدأ معها ببلورة الاتفاقيات والخوض مباشرة في المشاريع التي نطرحها، وبالتوازي سنقوم بتعريف جهات أخرى ليست لديها معرفة كافية بمفهوم المباني الخضراء بأهدافنا وخدماتنا».

وحول المواصفات والمعايير التي سيعتمدها المجلس السعودي للمباني الخضراء، قال فادن إن المجالس في جميع أنحاء العالم لديها توصيفات خاصة بالمباني الخضراء، ونحن مصرون على أن تكون معاييرنا سعودية خالصة، وأن لا نكتفي باستعارة المعايير الدولية، أو معايير دول أخرى بهذا الخصوص، وسيستغرق منا إرساء المعايير السعودية وتصنيفها بعض الوقت الذي لن يتجاوز العامين.